هل يمكن ان يؤدي الطلاق بين التيار الوطني الحر وحزب الله والذي بات أمرا شبه واقع أقلّه رئاسيا، الى خلط الاوراق على طاولة الاستحقاق المعطّل منذ اشهر، خاصة لناحية نتائجه؟
السؤال بات يفرض نفسه بعد مواقف رئيس "البرتقالي" السبت الماضي والتي صوّب فيها بعنف على حزب الله وعلى امينه العام السيد حسن نصرالله من دون ان يسميه، قائلا "بدلا من الاستقواء على الغرب، لَيتَهم يستقوون قليلا على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة"، مضيفا "بدّهم يعملوا اصلاح بس بدّهم يجتمعوا ويجيبولنا رئيس جمهورية فاسد ورئيس حكومة فاسد وحاكم مركزي افسد منهم وبحمايتهم و"بيزعلوا اذا قلنا لا! لا ومئة لا"!
باسيل اذا، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، بات في خندق المعارضين بشدة لوصول مرشح حزب الله – غير المعلن حتى الساعة – رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ولا يبدو مطلقا في وارد التراجع عن هذا الرفض.
الى ذلك، يقف عدد لا بأس به من النواب والاحزاب والكتل، على ضفة معارضة الحزب وخياراته، وقد أعلنوا هذا الموقف بوضوح منذ لحظة الانتخاب الاولى، وسمّوا مرشحهم وهو رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، ويقترعون له في الجلسات الانتخابية، ويؤكدون ان لا بد من انتخاب رئيس مختلف تماما عن الرئيس السابق ميشال عون من حيث توجهاته الداخلية والاستراتيجية، يكون حاميا للدولة لا للدويلة ويرفض اي سلاح خارج المؤسسات الشرعية ويعمل لاعادة ربط لبنان بمحيطه العربي بعد ان تم جرّه، بإرادة حزب الله، الى حضن ايران بعيدا عن اشقائه ومداه الحيوي الطبيعي.
حتى ان النواب التغييريين او هؤلاء المستقلين الذين يصوّتون لمرشح في كل جلسة او بأوراق تحمل شعارات، في معظمهم، ليسوا في وارد التصويت لمرشح الثنائي الشيعي.
انطلاقا من هذه الوقائع، تقول المصادر، ان وصول مرشّح ممانِع الى قصر بعبدا، يختاره حزب الله، لا يبدو هذه المرة، ومن حيث الارقام، في متناول اليد. وسواء اتفق النواب المعارضون لفرنجية، على مرشّح في ما بينهم ام لم يتفقوا، الا ان ما يجب التوقف عنده هو أوّلا، ان عدم انتخاب مرشّح من قلب البيت "الممانع"، يُعتبر انجازا بحد ذاته، وثانيا، ان هذا الانجاز يجب حمايته وتحصينه من خلال محاولة التفاهم بين المعارضين، بعيدا من شعار "انا او لا أحد"، على اسم مرشّح قادر على تأمين أوسع إجماع حوله..
لكن في حال حصل ذلك، هل سيرضى حزب الله ويرضخ للعبة الديمقراطية؟ ام انه قد يلجأ الى وسائل بديلة تشبه تهديد النواب او سيناريو 7 ايار، ليحصل على ما يريد؟ فلننتظر ونر!