أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “الدولة هي المؤسسة الوحيدة المولجة تأمين إحتياجات الشعب اللبناني ولا سيما في خضم الوضع الإقتصادي المتردي ولكنها عجزت عن القيام بواجباتها الأساسية، انطلاقا من هنا الحل يكمن في بناء دولة متينة تؤمّن حقوق مواطنيها كافة. ”
هذا الموقف أطلقه جعجع في كلمة توّجه في خلالها الى أهالي زحلة، في الحوار السياسي الذي نظمته القوات اللبنانية في المنطقة بالتعاون مع الجامعة الشعبية في جهاز التنشئة السياسية، مع النائبين جورج عقيص والياس إسطفان ،في حضور الاب إيلي عون ممثلاً راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم ، الاب جورج سعد ممثلاً متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما لطائفة الروم الاورثوذكس المطران أنطونيوس الصوري، رئيس الكلّية الشرقية الأب شربل أوبا، النائبين السابِقين د. أنطوان أبو خاطر وجوزف المعلوف، رئيس تجمّع الصناعيين في البقاع نقولا أبو فيصل، رئيس تجمّع تجار زحلة زياد سعادة، مُنسّق المنطقة الدكتور ميشال فتّوش إضافة الى عدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من الإعلاميّين، وأعضاء المجلس المركزي، رؤساء المراكز، المصالح والأجهزة، الى جانب فعاليات وأهالي المنطقة.
بعدما رحّب رئيس القوات بالحضور قال، “اشتقت إلى زحلة، التي اعتدت على زيارتها في السنوات الأخيرة ولكن شاءت الظروف أن نفترق، فاستبدلنا الزيارات بلقاءات بعضها عبر وسائل التواصل الإجتماعي وبعضها الآخر في معراب”.
واذ أكّد أنّ “زحلة شيبًا وشبابًا، تعتبر رمزًا للمقاومة، وأعطت الكثير للقوات، شكر جعجع منسق المنطقة في الحزب د. ميشال فتّوش ومنسقية زحلة على كل الجهود التي بُذلت ولا سيما في فترة الإنتخابات حتى اليوم. ولفت إلى أنه “في زحلة كل يوم إنتخابات، والنشاطات فيها لا تقتصر فقط على مصالح إنتخابية كما يفعل البعض الذي لا يتحرك وينشط سوى قبل الإنتخابات بأسابيع قليلة ومن ثم يغيب عنها لأربع سنوات”.
رئيس القوات الذي هنأ زحلة بالنائبين جورج عقيص والياس إسطفان، شدّد على أنه في حال تم إختيار أفضل 10 نواب في البرلمان سيكونون بالتأكيد من تكتل الجمهورية القوية ومن ضمنهم نواب زحلة، فهم من الأوائل في التشريع والأهم أنهم ينتمون إلى القوات اللبنانية التي تلعب دورًا أساسيًا في تحديد مصير دولتنا ووطننا”.
وردّ جعجع على بعض من يتساءل عن إنجازات نواب “تكتل الجمهورية القوية”، بعدما صوّت للقوات في الإنتخابات النيابية المنصرمة بالقول” الدولة هي المؤسسة الوحيدة المولجة بتأمين احتياجات الشعب اللبناني خصوصا في ظل الوضع الإقتصادي الراهن ولكنها للاسف، عجزت عن القيام بواجباتها الأساسية، لذا الحلّ يكمن في بناء دولة متينة تؤمّن حقوق مواطنيها كافة، “انطلاقا من هنا ،لا يجب أن تعطي صوتك فقط إلى من يدفع عنك تكاليف المستشفى أو أقساط المدرسة أو يؤمن لك حصة غذائية بل إمنحه إلى من يساهم في بناء دولة فعلية”.
وأردف “لا أحد يصوّت للقوات اللبنانية فقط من باب الخدمات، ولو أنني لا أنكر دور القوات في تأمين المساعدات اللازمة بما توّفر لديها من تبرعات عن طريق الانتشار اللبناني في الخارج الذي لم يغب أبدًا عن الأزمة اللبنانية”.
ودعا الشعب إلى إنتخاب نواب القوات بهدف بناء دولة فعليّة للوصول بعدها إلى حلول جذرية لمشاكلنا الأساسية، نوّه جعجع بدور زحلة الفعّال في المعادلة اللبنانية” فالزحالنة أصحاب مبادىء، يصوتون رغم الشدة وفق المفهوم السياسي ويعلمون جيدّا أن مصالحهم ومستقبلهم والحفاظ على هويتهم هو الأساس”.
وكان اللقاء قد تضمّن ثلاثة محاور: رئاسة الجمهورية، القضاء وانفجار مرفأ بيروت، إضافة الى شؤون منطقة زحلة والتي شَمَلت الانتخابات البلدية، كهرباء زحلة، الأمن والسرقات.
وأكّد عقيص “أنّنا الجهة الوحيدة اليوم التي تمثّل نبض الناس بدون “تكتكة سياسية”، فعدد القوانين المقترحة من القوات اللبنانية لا تُحصى، وحزب “القوات” يُعبّر عن تطلّعات الشعب وإرادته، وقد ثبت ذلك في الانتخابات النيابية”.
أمّا بالنسبة لإنجازات القوات، فقد استعرضها كل من النائبين عقيص واسطفان على الشكل التالي:
– البطاقة التموينية الإلكترونية، علمًا أنّه لم يكن هناك إجماع من النواب والكتل جميعها لسَنّ هذا القانون
– قانون الإحتياطي الإلزامي
– دعم صغار المودعين (الصناعيين والمزارعين) أو إنشاء منطقة حرة أو الFree Zone في زحلة
وفي محور رئاسة الجمهورية، شدّد عقيص على أنّ “د. جعجع لا يريد رئاسة الجمهورية كمنصب بل هو مُصمم على بناء الجمهورية مهما كانت الصفة”،فيما
اسطفان اشار إلى أن”جعجع والأكثرية النيابية تنازلوا عن مصالحهم الشخصية لصالح البلد، وهذا ما سيؤدي إلى بناء الدولة”.
أمّا بالنسبة لترشيح معوّض، فتوافق النائبان عقيص واسطفان على أنّ “اختيار ميشال معوض ليس مناورة، ولو توفّر 65 نائباً لكان الآن ميشال معوض رئيساً، وإذا اقترحت الجهات المعارضة اسماً يملك مواصفات ميشال معوض مع زيادة 20 صوتاً، سينسحب معوض وسننتخب المرشّح الآخر”.
بعدها، طرح النائب رازي الحاج على زميله النائب الياس اسطفان سؤالاً من خلال video مُسجّل جاء فيه: “تبيّن لي خلال الفترة النيابية التي انقضت، مدى إصرارك وتصميمك على العطاء حتى النهاية وفقاً لمبادئك وقناعاتك، وقد تميّزت بحبّك لوطنك ومجتمعك. إلى متى سنظل نواظب على العمل بالعزيمة نفسها ونكون مثال للجميع بأنه مهما اشتدّت الصعاب، يبقى قدرنا أن نواجه ونصمد ونبقى في لبنان لأنّ قضيتنا الأساسية هي الإنسان ولبنان؟”
فأجاب اسطفان: “من يسعى لتحقيق هدف مُعيّن لن يستسلم، خاصّةً إذا كان الهدف إصلاح البلد وضمان حقّ أهلنا وشعبنا وتحقيق مصلحة مدينتنا زحلة، فبالطبع سنبقى على هذا الإصرار وهذه العزيمة”.
كما وجّهت أيضًا النائب غادة أيوب سؤالاً مُسجّلًا لعقيص قائلةً: “منذ أن بدأت ولايتك النيابية حملتَ راية الحقيقة والعدالة وتمسّكتَ بقانون استقلالية القضاء، واليوم أيضًا مع تكتّل “الجمهورية القوية” مُستمر في المطالبة بلجنة تقصّي الحقائق. هل سنتوصّل إلى كشف حقيقة إنفجار المرفأ وتحقيق العدالة لأهالي الضحايا؟”
فأجابها عقيص: “القوات تسعى الى تحقيق أهداف بناء الدولة بقضاء مُستقل من خلال تقديم اقتراح القانون عام 2016. فالثقة بالقضاء والقضاة هي العامل الأهم في تطبيق الإصلاحات ومراقبتها. فلن نيأس حتى إقرار قانون للتحقيق في جريمة مرفأ بيروت”.
وفي محور القضاء وملف مرفأ بيروت، أشار عقيص إلى أنّ “لجنة تقصّي الحقائق الدولية لا تكف يد القضاء اللبناني، لكنّها تساعده على تقديم توصيات للدولة ولمجلس الأمن. فهي التي تُقرر تشكيل محكمة العدل الدولية إن كان المتولّي لا يستحق تسلّم القضية.
وأضاف أنّ تدخّل النائب العام الاستئنافي غسان عويدات مُخالف للقانون ويتّصف بأنه جرم جزائي، موضّحًا أنّ إطلاق سراح الموقوفين ليس من اختصاص النيابة العامة.
أمّا في المحور الثالث والأخير المتعلّق بمنطقة زحلة عموماً وبملف كهرباء زحلة خصوصاً، عُرِض على الجمهور اقتراح قانون قدّمه النواب الثلاثة عقيص اسطفان والحشيمي. تزامنًا، أشار عقيص واسطفان الى أن هدف الاقتراح حلّ مشكلتين أساسيّتين؛ تمديد عقد التشغيل لفترة زمنية طويلة، لتكون كافية لتحصيل طاقة بديلة، وثانياً لتخفيف الأعباء بحدود 30% أو 35%، كي تشمل القاعدة الجغرافية الكاملة لقضاء زحلة.
أما لناحية اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، فقد نوه كل من عقيص واسطفان بإصرار وزير الداخلية على إجراء الانتخابات المذكورة بموعدها الدستوري، إلّا أنّ هذا الأمر يعود إلى الأوضاع الراهنة في البلاد. فالقوات بالطبع تريد إجراء الانتخابات لتجديد الإنماء وفقاً لثلاثة أبعاد: ربط الانتخابات بمشروع اللامركزية، عدم إلغاء احد، ومن حقّنا كحزب سياسي أن نطمح لأن تكون البلدية شبيهة بمقوماتنا الحياتية السياسية.
وأعرب كل من عقيص واسطفان عن ضرورة التواصل مع الجميع، فيد حزب القوات اللبنانية ممدودة للجميع لإنماء مدينة زحلة بإستثناء محور الممانعة لأن النظرة إلى لبنان القادم مختلفة عن نظرته.