13-02-2023
عالميات
|
الأخبار
ذلك أن الولايات المتحدة لا تزال تحاول، على رغم إصدارها استثناءات من العقوبات السارية على سوريا، تحاول الاستثمار في الكارثة، وتوجيه مفاعيلها سياسياً ضدّ دمشق وحلفائها، عبر الاشتغال على منع أيّ خرق في خطوط الصراع البَينة، والتركيز على توسيع الثغرات عبر الحدود، بما من شأنه تثبيت حالة «الميوعة» الميدانية. وبينما تَبرز مساندة قطرية، سياسية وإعلامية، شرسة للمسعى الأميركي، بدأت تداعيات هذا الاستغلال تَبرز على الأرض عبر عرقلة إدخال قوافل المساعدات التي أعدّتها الحكومة السورية لإيصالها إلى إدلب عبر معبر سراقب، على رغم أن وساطة سابقة كانت نجحت في انتزاع موافقة «هيئة تحرير الشام» على هكذا خطوة. أمّا «الإدارة الذاتية» الكردية فانتظرت «الاستثناء» الأميركي لتعلن فتح معابرها أمام شحنات الإغاثة المتوجّهة إلى المناطق المنكوبة كافة، لكن ذلك الإعلان لا يزال، بالنسبة لمناطق المعارضة، نظرياً فقط، في ظلّ اتّهامات من قِبَل الأخيرة لـ«الذاتية» بالاستثمار السياسي، فيما هو بالنسبة لمناطق الحكومة، متركّز على أماكن بعينها
«تشهد وجوداً محدوداً للوحدات الكردية».
على المقلب التركي، تزداد الصورة ضبابية وقتامة يوماً بعد يوم، مع تسارع عدّاد الخسائر البشرية ليجاوز مساء أمس ال29 ألف قتيل، وتعمّق الانقسام في ما بين السلطة التي تتّهم خصومها بأنهم «يصطادون في المياه العكرة ولا يتحلّون بروح الوحدة»، والمعارضة التي يبدو أنها وجدت الفرصة الأنسب لتصعيد هجومها ضدّ الرئيس رجب طيب إردوغان، والسعي لقلب الطاولة في وجهه، خصوصاً على أبواب انتخابات رئاسية لم يتبقّ لها سوى حوالى مئة يوم. لكن هذه الانتخابات تبدو محتومة التأجيل أشهراً على الأقلّ، في ظلّ صعوبة إجرائها في المناطق المنكوبة، والنتائج غير الطيبة التي قد تأتي بها لإردوغان، على اعتبار أن «الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى قادرة بالفعل على هزّ الأنظمة السياسية»
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار