l يدرس الصرح البطريركي الطرقَ التي يمكن ان يتحرّك عبرها لضمان نجاح اي مبادرة يقوم بها رئاسيا، بعد ان فوّض البطاركة المسيحيين بكركي منذ ايام، التحرك لمحاولة وضع حد للشغور.
حتى الساعة، لا صيغة واضحة لدى الصرح، وفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية". وعلى الارجح، لن تتم بلورة التصور النهائي لمبادرة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قريبا. الوضع ليس سهلا، ويخشى الراعي خطواتٍ ناقصة تؤدي الى تحرّكٍ غير مفيد. لذا هو يتأنى ويستمع الى وجهات نظر كل المعنيين بالمبادرة العتيدة، قبل ان يتصرّف. وهنا بيت القصيد: ذلك ان وجهات النظر هذه ليست متطابقة.
صحيح ان التيار الوطني الحر سارع الى الترحيب ببيان البطاركة واعلن استعداده للمشاركة في اي لقاء يدعو اليه الراعي من دون قيد او شرط، إلا ان هذا الموقف بحدّ ذاته لا يطمئن، وفق المصادر. فمن المعروف ان رئيس "البرتقالي" النائب جبران باسيل لا يريد إلا نفسه او مَن يختاره هو، رئيسا للجمهورية، كما انه يضع الفيتوهات على مرشحين بارزين للرئاسة. فهل تراجع عن هذا التشدد السلبي وبات منفتحا على خيارات أخرى؟ وهل يمكن ان يتعهد بتأمين النصاب لكل الجلسات الانتخابية وان يلتزم بعدم تطييره وبالتصويت لمرشحٍ لا بشعارات؟
هذا ما تريد القوات اللبنانية معرفته، تتابع المصادر. وهي بذلك، تسعى الى حماية الصرح من الوقوع في "فخ" تحرّكٍ غير منتج. هذا ما نقلته عضو تكتل الجمهورية القوية النائب ستريدا جعجع الى الصرح الثلثاء، حين زارته على رأس وفد من التكتل. وقد قالت بعد اللقاء ردا على سؤال "واجبنا حماية بكركي ونحن بالتأكيد لا نضع شروطاً بل عرضنا تصورنا للآلية المناسبة للخروج بنتائج إيجابية من الاجتماع المقرر انعقاده".
لا تضع القوات اذا أية شروط كي تشارك في "الحوار". فمتى يدعو الراعي، هي ستلبّي فورا. الا ان معراب تلفت انتباه الصرح الى ضرورة تأمين ضمانات كي تتمكن المبادرةُ العتيدة من تحقيق خرقٍ في جدار الازمة الرئاسية.
بعد ان استمع البطريرك الى هواجس القوات، ودوّن ملاحظاتها، وقد فهم جيدا انها لا تريد التعطيل بل الوصول الى "برَكة" في نهاية "الحركة"، هو سيواصل اتصالاته ومشاوراته. ووفق المصادر، الراعي يدرك جيدا ان المشهد معقّد وان المواقف الايجابية البرّاقة ليست بالضرورة "ذهبا"، وان الازمة ليست مسيحية – مسيحية فقط. وانطلاقا من كل هذه العوامل، سيحسم شكل وطبيعة مبادرته، تختم المصادر.