مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

"زلزال تاريخي" يُدمي شرق المتوسّط

07-02-2023

صحف

|

نداء الوطن

إعتقدنا أنها كانت نهاية العالم!"، بهذه العبارات اختصر الناجون المحظوظون من هول "الزلزال التاريخي" وارتداداته القويّة التي هزّت الأرضيّة تحت أقدام سكّان شرق المتوسّط بكلّ ما للكلمة من معنى، المشهد المرعب والمأساوي، ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى وصفه بـ"أكبر كارثة" شهدتها البلاد منذ العام 1939، معلناً حداداً وطنيّاً لسبعة أيام تُنكّس خلاله الأعلام حتّى مساء الأحد 12 شباط، خشوعاً أمام أكثر من 2300 قتيل و13 ألف جريح في تركيا، فضلاً عن أكثر من 1440 قتيلاً وآلاف الجرحى في سوريا، حيث تواجه فرق الإنقاذ مصاعب هائلة بسبب نقص الإمكانات سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة دمشق التي ناشدت المجتمع الدولي "مدّ يد العون" لها، أو تلك الخارجة عن سيطرتها.

ولا تزال حال الصدمة والخوف والحزن... جرّاء الزلزال الذي رصدته حتّى أجهزة قياس الزلازل في مناطق بعيدة كالدنمارك وغرينلاند بوضوح والذي بلغت قوّته 7.8 درجات، تلاه بعد ساعات قليلة زلزال آخر بلغت قوّته 7.5 درجات، تعمّ خصوصاً تركيا وسوريا، حيث تنهمك فرق الإنقاذ بمساعدة الأهالي لإخراج العالقين تحت أنقاض الأبنية التي سوّت كما هي بالأرض، فيما تكثر المشاهد التي تفطر القلب لأب يغمر طفلته الصغيرة بين يديه بعد انتشالها جثّة هامدة من تحت منزله، ولأمّ تُناجي الله وتُنادي للمساعدة لإنقاذ عائلتها العالقة تحت الردم، كما لانتشال أشخاص عالقين سالمين بعد جهود حثيثة تكلّلت بالنجاح.

ووسط هول الفاجعة التي ضربت المنطقة واستمرار ارتفاع عدّاد القتلى والجرحى مع مرور الدقائق، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الزلزال قد يتسبّب بسقوط ثمانية أضعاف عدد الضحايا المعلنين. وقالت مديرة الحالات الطارئة في المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية كاثرين سمولوود لوكالة "فرانس برس": "هناك احتمال مستمرّ لانهيارات إضافية، وغالباً ما نرى أرقاماً أعلى بثماني مرّات من الأرقام الأولية".

ومنذ لحظة الزلزال الأوّل الذي ضرب عند الساعة 4:17 بالتوقيت المحلّي في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية، على بُعد حوالى 60 كلم من الحدود السورية، تستمرّ الحصيلة في الارتفاع، لأنّ عدداً كبيراً من الأشخاص لا يزالون تحت أنقاض آلاف المباني المدمّرة، بينما سيؤدّي هطول الأمطار والثلوج التي تتساقط في بعض الأماكن بكثافة والانخفاض المتوقع في درجات الحرارة إلى زيادة صعوبة أوضاع الأشخاص الذين باتوا بلا مأوى وكذلك عمليات فرق الإغاثة. كما ستُشكّل عملية إدارة رعاية الناجين تحدّياً هائلاً أيضاً.

وهبّت الدول في المنطقة ومن حول العالم لنجدة تركيا وسوريا من مصيبتهما، وتوالت رسائل التعزية بالضحايا من واشنطن مروراً بالفاتيكان ووصولاً إلى بكين، والتعهّدات بالدعم الإنساني وإعلان إرسال فرق الإنقاذ للمساعدة بانتشال العالقين تحت الأنقاض. وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن "حزنه الكبير"، واعداً بتقديم "كلّ المساعدة الضرورية أيّاً كانت"، فيما كشف المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن الولايات المتحدة تعمل على إرسال فرقتَين تتألّف كلّ واحدة من 79 مسعفاً، لمساعدة تركيا في عمليات البحث والإنقاذ، لافتاً إلى أن "شركاء الإغاثة الإنسانية المدعومين من الولايات المتحدة يستجيبون أيضاً" لما حصل في سوريا.

كما قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لرئيسَي تركيا وسوريا، وأكد استعداد بلاده لتقديم المساعدة، بينما أفاد الجيش الروسي بأنّ أكثر من 300 جندي روسي ينتشرون في سوريا مع 60 آلية باشروا المساعدة في رفع الأنقاض، فيما كان لافتاً إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته على إرسال مساعدة إلى سوريا بناءً على طلبها عبر قنوات "ديبلوماسية"، الأمر الذي نفته دمشق. وبحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية، فقد غادر فريق من عمّال الإغاثة الإسرائيليين المتخصّصين إلى تركيا أمس، سيتبعه فريق آخر لنقل مساعدات إنسانية اليوم.

وبينما بدأ الاتحاد الأوروبي الذي عرضت الكثير من دوله الأعضاء تقديم المساعدة لسكان المناطق المنكوبة، إرسال فرق إغاثة، تحدّث رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس هاتفيّاً مع أردوغان لتقديم "مساعدة فورية" لتركيا، مقدّماً "خالص تعازيه"، في وقت تشهد فيه العلاقات بين هذَين البلدَين الجارَين والخصمَين التاريخيَّين توترات جيوستراتيجية شديدة اتسمت خلال الأشهر الماضية بتصريحات نارية بين الزعيمَين. وسبق أن أكد ميتسوتاكيس "وضع كلّ قوّاتنا في تصرّف تركيا"، معلناً إرسال طائرة للقوات الجوية اليونانية مع 20 عنصر إطفاء ومساعدة إنسانية.

وفي سياق متّصل، أجرى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس التركي قدّم خلاله التعازي له ولشعبه وأهالي ضحايا الزلزال الذي تعرّضت له البلاد، وتمنّياته للمصابين بالشفاء العاجل. وأكد بن سلمان وقوف المملكة ومساندتها لتركيا لتجاوز هذه الكارثة الطبيعية، في حين أعرب أردوغان عن شكره وتقديره لولي العهد السعودي، مقدّراً وقوف الرياض إلى جانب أنقرة في هذا الظرف الصعب.

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما