01-02-2023
صحف
|
اللواء
ما قاله جنبلاط متفق عليه مع الرئيس بري، بما في ذلك ضرورة عدم المكوث في دائرة الانتظار، وعلى وقع استمرار النزف المالي والمعيشي امام "عداد" انهيار الليرة وعجز هندسات مصرف لبنان عن وقف ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، فضلاً عن الحاجة الى جلسة لمجلس الوزراء لاقرار مطالب الاساتذة في القطاع العام، والذي ينضم الى اضرابهم الذي يدخل اليوم شهره الثاني، مع انضمام اساتذة التعليم الخاص اليه اليوم، مما يهدد جدياً العام الدراسي والذي يتعين انقاذه، وهو الاولى بالدعم من "البئر المثقوب" في الكهرباء كما قال جنبلاط.
بالتزامن، كان وفد من اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط يكشف من بكركي بعد لقاء الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن اسماء ثلاثة يقترحها الفريق الجنبلاطي، وهم: قائد الجيش العماد جوزاف عون والوزير السابق جهاد ازعور والنائب السابق صلاح حنين، مع الانفتاح على بحث اسماء اخرى، وتعديل الدستور لمصلحة قائد الجيش اذا اقتضى الامر، بعد التوافق عليه.
ويأتي الحراك الجنبلاطي مع دعوة بكركي الى قمة روحية مسيحية تضم الى البطريرك الراعي البطاركة الكاثوليك والارثوذكس للبحث في سبل الخروج من الازمة الرئاسية وتقصير امد الفراغ في الرئاسة الاولى.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن ما سجل من تحرك سياسي لجنبلاط ونجله وبعض نواب كتلته لا يعد مبادرة جاهزة إنما مسعى لكسر الجمود الحاصل في الملف الرئاسي.
وتوقعت هذه المصادر بأن يفتح نقاشاً حول الأسماء التي رشحها جنبلاط في محاولة لمعرفة الأصداء، على أن المعطيات أشارت إلى أن رئيس الأشتراكي لم يحدد اسما معينا إنما دعا إلى فتح باب التشاور الفعلي.
ورأت هذه المصادر أن هناك لقاءات يقوم بها جنبلاط نفسه أو يوفد إليها نواب من اللقاء الديمقراطي في إطار البحث بنقاط مشتركة، لافتة إلى أن هناك ترقبا لخطوة ما تقوم بها المعارضة.
وفي مجال آخر، أكدت أوساط مراقبة أن زيارة جنبلاط إلى رئيس مجلس النواب اندرجت أيضا في إطار الاستفسار عن خطوات بري المقبلة.
وعلى جبهة "تفاهم مار مخايل" المتصدعة، وفيما خفض النائب جبران باسيل من سقف "عنترياته" واشتراطاته، غامزاً من قناة الرئيسين بري ونجيب ميقاتي وحاكم مصرف لبنان، في الموقف المعلن لتكتل لبنان القوي، الذي اعطى الاولوية لانتخاب الرئيس وربط جلسات التشريع تبرير تشريعي من قبل رئيس المجلس لانعقادها، واتهم الحكومة بالتواطؤ مع الحاكم رياض سلامة، لجهة التمنع عن التدخل في المشهد الكارثي لتحلل الليرة اللبنانية. كشفت مصادر قيادية في "الثنائي الشيعي" ان حزب الله يقترب من درس خيارات، تعتبر ان التفاهم مع التيار الوطني الحر كأنه لم يكن.
وقال قيادي بارز لـ"اللواء" ان باسيل شخصية نرجسية، فهو انقلب على الجميع حلفاء وخصوماً، وحاول ابتزاز حزب الله بالمباشر وكشف ان العلاقة معه قد تصبح على القطعة، فالرجل اظهر أسوأ ما عنده في لحظة صعبة من تاريخ لبنان، في وقت نحن بأمس الحاجة الى الحوار والتلاقي للخروج من الازمة".
تحرك كثيف
وفي السياق الرئاسي، تكثف الحراك السياسي في العلن وفي السر حول الاستحقاق الرئاسي، بعدما بات الجميع امام مأزق الازمات المعيشية والاجتماعية والتحركات في الشارع، وعلمت "اللواء" من مصادر سياسية بارزة ومطلعة، ان "ثنائي امل وحزب" وحلفاءه قرروا طرح ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية خلال شهر شباط، لكن لم يتحدد بالضبط مسار هذه العملية وتوقيتها ربطاً بظروف إنضاجها.
وقالت المصادر: ان شهر شباط سيشهد حراكاً رئاسياً داخلياً مكثفاً لملء الشغور الرئاسي، لأن الخارج مشغول بأمور كثيرة اخرى ولا يمكن ان يحل محلنا في اختيار الرئيس.
واكدت المصادر انه بعد 12جلسة انتخابية عبثية، اصبح لا بد من طرح اسماء المرشحين من كل الاطراف، وربما يحصل توافق على تبني اسم او اسمين ليتم انتخاب احدهما.
وفي هذا المجال، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي وليد جنبلاط يرافقه الوزيرالاسبق غازي العريضي، وقال جنبلاط بعد اللقاء: ايا كانت التقلبات والتوقعات،ويقال انه سوف يجري لقاء رباعي وربما خماسي في باريس، هذا جيد، لكن هذا لا يمنع ان نحاول ان نقوم،لا أسميها مبادرة، انما بمحاولة إختراق بعض الحواجز السياسية والنفسية وغيرها من اجل الوصول الى توافق، فالتوافق هو الذي يعطينا املاً بانتخاب رئيس للجمهورية، لأننا لا نستطيع ان نبقى في هذه الدوامة في كل اسبوع،وهذا كلام مشترك بيني وبين الرئيس بري، ونصوت بورقه بيضاء وغير ورقة بيضاء الى آخره. لقد استنفذ الموضوع.
كما استقبل بري وفداً من تكتل "الإعتدال الوطني". وبعد اللقاء تحدث النائب وليد البعريني قائلاً: زيارتنا الى الرئيس برّي تتضمن أمورا إنمائية، إجتماعية عدة، وبلا شك سياسية وأهمها موضوع رئاسة الجمهورية، هذا الموضوع اخذ حيزاً كبيراً من الحوار أهمه انه مهما "شرقت الامور أو غربت" فان الحوار سيد الموقف، وإن حصل تنافس سيكون تنافساً ضمن البلد وضمن كل المكونات وكل الذين يرغبون بالترشح على رئاسة الجمهورية.
وفي السياق، استقبل البطريرك الراعي بعد وفد اللقاء الديمقراطي النائب فيصل كرامي، الذي قال بعد اللقاء: تباحثنا في كل الامور، وكانت هناك مقاربات وطنية والمقياس فيها، ما ينفع الناس وما يضر بها. اضاف: من هنا نؤكد ان رئاسة الجمهورية هي بداية الحل لكل الازمات التي تعصف بالبلاد، لانه بدون رئيس لن ينتظم عمل المؤسسات الدستورية، وبالتالي اتفاق الطائف هو المدخل الاساسي لحل كل الازمات، واتفاق الطائف يؤكد اولاً الشراكة، التي نشعراليوم بانها بدأت تهتز، الشراكة الاسلامية - المسيحية، وهذا هو الميثاق. اتفاق الطائف يحدد كل الامور والمخارج من كل المشاكل التي نعيشها لذلك علينا جميعا ان نذهب باتجاه حقيقي وبنيات صافية لتطبيق اتفاق الطائف.
وعن قراءته لكلام النائب جبران باسيل وامكانية ترشحه للرئاسة، قال كرامي: اولا لم يعد هناك في لبنان فريق سياسي واحد بل افرقاء سياسيون. نحن نؤكد ان الخلاف اليوم ليس خلافا دستوريا ولا ميثاقيا، الخلاف اليوم هو سياسي، ولكل له الحق في الترشح. والمهم تأمين النصاب. وانا اصوت للتوافق لانه السبيل والمخرج الوحيد للخروج من كل هذه الازمات.
ولا نص نائب
اما عضو تكتل لبنان القوي النائب غسان عطالله فأجاب رداً على سؤال عن إنتخاب رئيس بـ 65 صوتاً: ان الثنائي الشيعي لا يمكنه فرض رئيس للجمهورية "متل ما هو بدو" وهذا الموضوع مشكل كبير بالبلد.
وعن إمكانية إنتخاب نواب تكتل لبنان القوي سليمان فرنجية أجاب عطالله: "ولا نص نائب".
أخبار ذات صلة
إينوميَّات
سؤال برسم دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري
لكل مقام مقال
بري وعد ووفى... وفى على طريقته