01-02-2023
صحف
|
الديار
اما على الصعيد القضائي فحدّث ولا حرج، والاسبوع الماضي خير دليل على ذلك بعد التصادم بين اهل البيت الواحد، الذي ادى الى شارعين وكاد ان يصل الى اكثر، وانطلاقاً من هنا لا يبدو مجلس القضاء الاعلى متحمّساً لعقد جلسته، للبت في كف يد المحقق العدلي في ملف المرفأ القاضي طارق البيطار، الامر الذي سيؤدي الى تفاقم الازمة اكثر مع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات.
حكومياً، اُرجئت جلسة مجلس الوزراء، التي كان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بصدد الدعوة اليها خلال الأسبوع الجاري، لبحث الملف التربوي المتأزم ، لكن بسبب غياب التوافق وعدم تأمين الغطاء السياسي للجلسة، عاد ميقاتي ليُعلن خلال إطلاق الإستراتيجية الوطنية للقطاع الصحي يوم امس «بأننا في صدد اعداد الملف وتسلّم الاقتراحات المطلوبة من وزير التربية، تمهيدا للدعوة الى جلسة حكومية هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل بأقصى حد، إضافة الى بحث ملفات طارئة وملحّة»، معتبراً بأنّ الظرف الراهن لا يسمح بترف السجال او التخاصم.
وفي إطار الحراك الذي تقوم به بكركي، تعقد عند الرابعة من بعد ظهر اليوم قمة روحية في الصرح للبطاركة الكاثوليك والارثوذكس، للبحث في وسائل الخروج من الملف الرئاسي العالق، ويسبق ذلك إجتماع لمجلس المطارنة الموارنة سيحوي مواقف لافتة، تتماشى مع الوضع السياسي القائم، وفق ما أشار مصدر كنسي بارز لـ» الديار»، املاً ان يخرج المجتمعون بحل توافقي، يوصل رئيساً الى بعبدا بأقرب وقت ممكن، وهذا ما يمكن قوله في إنتظار نتائج هذه القمة، معتبراً بأنّ حل هذه المعضلة سيفتح الطرق الايجابية.
وعلى خط الصرح ايضاً، زاره امس رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من الكتلة، وبعد اللقاء اوضح النائب راجي السعد « بأن لا إتفاق على إسم معيّن للرئاسة، لكن هناك تراتبية بالأسماء، وإسم قائد الجيش في الصدارة والى التداول الكبير في الخارج، وفي حال تمّ الاتفاق على قائد الجيش سنسعى الى تعديل الدستور».
كما زار بكركي النائب فيصل كرامي، متحدثاً عن مبادرات يقوم بها لوصل ما انقطع بين الافرقاء، والاستماع الى هواجسهم من اجل التوافق، اذ من دون التوافق لن يكون هناك رئيس للجمهورية.
زار مساء امس رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، والوزير السابق غازي العريضي عين التينة، للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعد اللقاء تحدث جنبلاط «عن ضرورة اختراق بعض الحواجز، للوصول إلى توافق يعطينا أملا في انتخاب رئيس، لأننا لا نستطيع أن نبقى في دوامة الورقة البيضاء، وهذا رأي مشترك مع الرئيس بري، لافتاً الى شيء مخيف هو انهيار الليرة اللبنانية في كل لحظة، ورأى بأنّ الهندسات المالية التي يجريها مصرف لبنان لا تنفع، اذا لم يحصل اصلاح حقيقي، من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، وتبنيّ قسم مشروع البنك الدولي على الأقل.
وفي سياق متصل، لفتت مصادر مسؤولة في الحزب «الاشتراكي» لـ» الديار» ليلاً، رداً على سؤال حول المضيّ بدعم النائب المرشح الى الرئاسة ميشال معوض، فيما وضع جنبلاط ثلاثة اسماء رئاسية خلال اجتماعه مع وفد من حزب الله، فاشارت الى انّ ترشيح النائب معوض وعلى ما يبدو لن يصل الى درب مفتوح وهو يعلم ذلك، كذلك الامر بالنسبة الى المرشح سليمان فرنجية، الذي يعتبره البعض مرشح تحدٍّ، فيما الوضع لا يحتمل المزيد من المناكفات، لذا لا بد من إنتخاب مرشح توافقي مقبول من اغلبية الافرقاء.
تبرز المخاوف من إنعقاد مجلس القضاء الاعلى، وإتخاذ اي قرار يتعلق بعمل القاضي طارق البيطار، مع مخافة إشعال شارع مقابل شارع، وإتساع الانشقاق القضائي اكثر، فيما تتجه الانظار الى ما سيعلنه الاخير عن القرار الظني في قضية إنفجار المرفأ، بعد 16 شباط الجاري تاريخ انتهاء الاستدعاءات، الامر الذي يثير المخاوف من حصول مواجهة لا تحمد عقباها خصوصاً اذا إتخذت منحى طائفياً.
وفي هذا الاطار اشار مصدر قانوني لـ»الديار» الى انّ الاسبوع المقبل سيكون عاصفاً قضائياً، وعلى المعنيين ان يتداركوا هذا الامر منذ اليوم، لانّ القاضي البيطار سيُصدر مذكّرات توقيف بحق الأشخاص الذين ادعى عليهم، ومن ضمنهم القاضي عويدات الذي سيسارع الى المثل، اي إصدار مذكّرة توقيف بحق البيطار، وسيعطي الامر الى الاجهزة الامنية لتنفيذ المذكرة، في ظل إعتصام لأهالي الضحايا امام منازل المطلوبين من قبل البيطار.
هذه الهواجس تسيطر على الساحة القضائية بقوة وفي الاوساط الشعبية، مخافة الإرتدادات التي ستسفر عنها وتصيب معقل العدالة.
ما زالت تداعيات المؤتمر الصحافي، الذي عقده رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، يلقي بثقله على الوضع السياسي في البلاد، بعد القصف السياسي الذي طال الجميع، واضعاً إياهم في رزمة واحدة لتلقي السهام والشظايا، التي وصلت الى الحليف السابق حزب الله، و»اللطشات» لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، اي الثنائي الشيعي الذي رفض الرد على باسيل، خصوصاً حزب الله الذي تلقى الإشارات السلبية من رئيس «التيار»، الامر الذي يؤكد سقوط آخر معالم التوافق والعودة الى التفاهم، لانّ ما قاله باسيل يوم الاحد يشير الى تراجع التواصل مع الحزب.
الى ذلك وبعد هجوم رئيس «التيار» على قائد الجيش العماد جوزاف عون، توالت استقالات جماعية من صفوف «الوطني الحر» في العيشية - قضاء جزين، وهي البلدة التي ينحدر منها العماد عون، وفي السياق قام عدد من نواب تكتل «لبنان القوي» بالاتصال بقائد الجيش مستنكرين إتهامات باسيل له، إضافة الى قياديين وكوادر في «التيار» اتّصلوا به للتعبير عن دعمهم الكامل له وللمؤسسة العسكرية.
أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حديث لوكالة «رويترز»، أنّ لبنان سيرفع سعر الصرف الرسمي من 1507 إلى 15000 ليرة لبنانية إعتباراً من اليوم، واشار الى انّ المصارف ستعطى مهلة ٥ سنوات لاعادة تكوين خسائرها.
افيد عن إتجاه لرفع سعر «صيرفة « اليوم الى حدود الـ 45 ألف ليرة، على ان يكون هذا السعر وغيره من المواضيع النقدية موضع نقاش خلال اجتماع يعقد اليوم، وفي ما يتعلق بالاشخاص الذين اودعوا اموالهم في بعض المصارف، للافادة من «صيرفة» ولم يتمكنوا من قبض دولارتهم حتى اليوم، بحجة أن مصرف لبنان لم يزوّد المصارف بالدولارات، ستتم معالجة الموضوع خلال ايام قليلة.
على الصعيد الاجتماعي والعمالي، يبدو موسم الاضرابات فاعلاً بالتزامن مع الازمات المعيشية والتربوية والعمالية، بحيث تسجّل حركة احتجاجات واسعة الاسبوع المقبل، بعد إعلان الاتحاد العمالي العام ان يوم 8 شباط ، سيكون يوم اضراب قطاعات النقل في كل المناطق اللبنانية، وسط مواصلة اضراب موظفي القطاع العام ومعلميّ التعليم الرسمي، وفي هذا الاطار اعلنت نقابة المعلمين الإضراب التحذيري الشامل في جميع المؤسسات التربوية الخاصة اليوم الأربعاء، على أن تتخذ خطوات تصعيدية في حال لم تنفذ المؤسسات بنود الاتفاق. وقد دعت النقابة الاتحاد العمالي وجميع النقابات العمالية والمهن الحرة الى المشاركة في الإضراب، لرفع الصوت ودعوة المعنيين في المؤسسات الدستورية الى تحمل مسؤولياتهم، بانتخاب رئيس للجمهورية ومواجهة التحديات المعيشية بخطة إنقاذ سريعة.
أبرز الأخبار