28-01-2023
عالميات
|
بي بي سي
"جنون الإعلام"
دافع بومبيو في مذكراته التي صدرت مؤخرا عن السعودية بشدة في جريمة قتل خاشقجي، كما انتقد ردة الفعل المبالغ فيها في الداخل الأمريكي. وقد استنكر بومبيو في مذكراته مقتل خاشقجي، لكنه كتب أيضا أنه لم يكن صحفيا ولكنه "ناشط دعم الفريق الخاسر". وانتقد ما وصفه بـ"الغضب الزائف" إزاء جريمة قتل "جعلت الإعلام أكثر جنونا من وجود شخص نباتي في مسلخ حيوانات".
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي السابق أن علاقة واشنطن الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية كانت بمثابة "إعطاء الاصبع الأوسط" لوسائل الإعلام الأمريكية. وكان بومبيو قد قام بزيارة الرياض في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2018 بعد أيام من مقتل خاشقجي.
وكتب بومبيو عن تكليف ترامب له بالذهاب إلى السعودية، قائلا: "بطريقة ما، أعتقد أن الرئيس شعر بالحسد لأنني كنت الشخص الذي أعطى إصبعه الأوسط للواشنطن بوست ونيويورك تايمز وغيرهما من أولئك الذين يبللون فراشهم، وليست لهم أي صلة مع الواقع".
ولم يطعن بومبيو في كتابه في المسؤولية السعودية، فكتب قائلا: "هذه الجريمة المروعة كانت شائنة وغير مقبولة ومروعة وحزينة وحقيرة وشريرة ووحشية وبالطبع غير قانونية". لكنه أضاف قائلا: "لكن ذلك لم يكن مفاجئا، ليس بالنسبة لي على أية حال. لقد شهدت ما يكفي في الشرق الأوسط لأدرك أن هذا النوع من القسوة كان أمرا روتينيا للغاية في هذا الجزء من العالم".
كما شكك في كون خاشقجي "صحفيا"، مستهزئا بوسائل الإعلام التي حولته إلى "بوب وودوارد سعودي الذي استشهد لانتقاده الشجاع للعائلة المالكة السعودية".
انتقادات
أثار ما كتبه بومبيو عن خاشقجي إدانات فورية حيث انتقد فريد رايان، ناشر صحيفة واشنطن بوست ورئيسها التنفيذي، بومبيو بسبب "تحريفه بشكل شائن للحقائق" و "نشر أكاذيب حقيرة" حول خاشقجي. وقال رايان: "من المخزي أن ينشر بومبيو الأكاذيب الحقيرة للنيل من شخصية رجل شجاع التزام بالمبادئ التي يعتز بها الأمريكيون من أجل الترويج لكتابه".
ووصف ما فعله بومبيو بأنه "صادم ومخيب للآمال". وأضاف في بيان بهذا الشأن: "كرس جمال نفسه لقيم حرية التعبير والصحافة الحرة والتزم بأعلى المعايير المهنية. ودفع حياته ثمناً لهذه القيم".
ومضى رايان قائلا: "كما خلصت وكالة المخابرات المركزية، التي أدارها بومبيو ذات يوم، إلى أن جمال قُتل بوحشية بأمر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكانت جريمته الوحيدة هي فضح الفساد والقمع بين من هم في السلطة، وهو العمل الذي يقوم به الصحفيون الجيدون في جميع أنحاء العالم كل يوم".
وفي مراجعتها الخاصة لمذكرات بومبيو، وصفت صحيفة "واشنطن بوست" كتاب بومبيو بأنه "شرير، ذو قدرة استثنائية على تسميم السياسة الأمريكية". وأضاف الصحفي تيم وينر، الحائز على جائزة بوليتزر والذي قام بالمراجعة، قائلا: "الكراهية هي التي تحرك هذا الكتاب، إنه يحتوي على سم أكثر من ما في جعبة افعى الكوبرا".
ورد بومبيو في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر حيث غرد قائلا: "الأمريكيون أكثر أمانا لأننا لم نسم المملكة العربية السعودية دولة منبوذة. لم أترك وسائل الإعلام تتنمر علي أبدا. فقط لأن شخصا ما يعمل بدوام جزئي في صحيفة واشنطن بوست، ذلك لا يجعل حياته أكثر أهمية من حياة جنودنا في أماكن خطرة بهدف حمايتنا جميعا، لم أنس ذلك أبدا ".
كما أعربت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن "ذعرها وغضبها". وكتبت قائلة إن بومبيو "تحدث دون احترام او إنسانية عن شخص قُتل بوحشية".
واتهمت حنان العتر، أرملة خاشقجي، وزير الخارجية الأمريكي السابق باختلاق أكاذيب بشأن زوجها الراحل الذي قتل في القنصلية السعودية في اسطنبول عام 2018. واعتبرت العتر أن بومبيو يتاجر بمأساة زوجها الراحل، من خلال حديثه عنه في كتابه "بمعلومات كاذبة". وقالت: "هو لا يعرف زوجي. يجب أن يصمت ويكف عن أكاذيبه عن زوجي. إنها معلومات سيئة وخاطئة، هذا غير مقبول ".
إصلاحي
وأكد بومبيو على أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رجل إصلاحي "سيثبت أنه أحد أهم قادة عصره، وشخصية تاريخية بحق على المسرح العالمي".
وقال وزير الخارجية الأمريكي السابق إنه بدلا من استهداف ولي العهد السعودي، كان ينبغي توجيه التدقيق أكثر صوب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي انتقد السعودية بشأن الجريمة، معتبرا أن الزعيم التركي "تحول بالكامل إلى مستبد إسلامي".
ملفات أخرى
وقد تحدث بومبيو في مذكراته حول العديد من الملفات الأخرى، وفيما يلي أبرز ما قاله:
الجيش التركي لا يملك القدرة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية
نيكي هايلي، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، خططت مع إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر للإطاحة بمايك بنس، وتسميتها نائبة للرئيس
ترامب طالبه أن يخفف من لهجته تجاه الصين في بداية تفشي فيروس كورونا، لتجنب إغضاب الرئيس الصيني
رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي كان يخشى قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني
هو من اقترح تصفية سليماني باعتباره "هدفا عسكريا مشروعا" لاستهدافه الأمريكيين وحلفائهم
ترامب طلب من الرئيس الفرنسي ماكرون التوقف عن محاولة الوساطة مع إيران حول الاتفاق النووي
انتقادات
وقد انتقد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو "معلومات كاذبة" عن بلاده أوردها وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، في كتابه.
جاء ذلك في معرض رده على أسئلة الصحفيين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التايلندي دون برامودويناي في العاصمة أنقرة.
وأشار الوزير إلى أن بومبيو ألف كتابه من باب الترشح للرئاسة أو لإطلاق حملة للترشح للرئاسة، مضيفا: "أعتقد أن هناك معلومات مضللة خطيرة لتجنب الخضوع لعملية قضائية بشأن الدعم الذي قدموه للإرهاب، باعتباره جريمة خطيرة في الولايات المتحدة".
ولفت إلى أن الكتاب يتضمن معلومات غير صحيحة يمكن وصفها بلغة دبلوماسية، بـ "الكاذبة" و"المبالغ فيها" و"ذات معايير مزدوجة".
واعتبر تشاووش أوغلو أن الادعاء بأن "الجيش التركي لا يملك القدرة على هزيمة تنظيم الدولة الغسلامية مثالا على ذلك".
وأوضح أن تواصل واشنطن مع تنظيم حزب العمال الكردستاني لم يبدأ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب بل في عهد الرئيس الذي قبله باراك أوباما.
وأكد أن تركيا الدولة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي التي حاربت تنظيم "داعش" وجها لوجه، مضيفا أن الجيش التركي قضى على أكثر من 4 آلاف و500 من عناصر التنظيم في سوريا والعراق.
كما انتقدت نيكي هايلي، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة والتي يتوقع أن تنافس بومبيو على بطاقة الحزب الجمهوري في الانتخابات المقبلة في حال ترشحهما، ما وصفته "بالأكاذيب" لترويج الكتاب.
ويأتي نشر بومبيو لكتابه وسط تكهنات حول رغبته خوض الانتخابات الرئاسية في عام 2024، وكان بومبيو قد قال إنه يفكر في الترشح للرئاسة في عام 2024، لكنه لم يتخذ قراره بعد، مؤكداً أن ترشح ترامب من عدمه لن يؤثر في قراره.
أخبار ذات صلة
محليات
ماذا طلب ترامب من هوكستين؟