رغم اللقاءات اللافتة التي يعقدها حزب الله في الآونة الاخيرة وأبرزها مع رئيس الحزب الاشتراكي وليد حنبلاط ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، الا ان اي تبدّل في مقاربته للاستحقاق الرئاسي لم يظهر بعد الى العلن. فبينما توحي هذه الحركة انه وضع بعض المياه في نبيذ خياراته وبأن الحزب مستعد للانفتاح على توجّهات جديدة، لا شيء في "العملي" يؤكّد هذه الاجواء، بل على العكس، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".
ففي خطابات مسؤوليه، تكرارٌ للدعوات الى الحوار والتلاقي والتفاهم على مرشح للرئاسة، بعيدا من اللعبة الديمقراطية وقواعدها. في نهاية الاسبوع الماضي، دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله إلى "ملاقاة حزب الله في سعيه إلى تفاهمات وتوافقات داخلية لإنتخاب رئيس للجمهورية". وتابع "لا يمكن لأي أحد أن يصل إلى أي مكان بالتحدي والاستفزاز، فحزب الله يريد إجراء الانتخابات الرئاسية، ولكن ليس كيفما كان، فلا نريد أن نملأ هذا الموقع بأي شخص لا يساعد على عملية الانقاذ، لأن وصول شخص كيفما كان إلى سدة الرئاسة، يمكن أن يعمق الأزمة أكثر فأكثر، ومن هنا نريد أن نملأ الفراغ بما هو مناسب، لا أن يملأ الفراغ بما هو غير مناسب، ولذلك قلنا تعالوا إلى لقاءات وتفاهمات وحوارات، لأنه لا أحد يملك في المجلس النيابي أكثرية الثلثين، وإلى الآن لا أحد يملك أكثرية الـ65 نائبا، فموقع رئاسة الجمهوريَّة أساسي في نظامنا السياسي، وإنتخاب الرئيس يؤدي إلى تشكيل حكومة جديدة، وتنتظم بذلك جميع المؤسسات الدستورية، لا سيما وأن الحكومة التي تتمتع بالصلاحيات الكاملة، عليها أن تدير شؤون البلد، وأن تضع المعالجات لأزماتنا، وخصوصا أننا نرى تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية يتفاقم".
من جانبه، شدد رئيس الهيئة الشرعية في "الحزب" الشيخ محمد يزبك على أن "تكون الحكمة هي التي تسود لاختيار رئيس للجمهورية يجمع ويوحد ولا يفرق، وحريص على حدود واستقلال هذا الوطن، وأن لا يكون العوبة بأيدي أي جهة من الجهات، ولا اي سفارة من السفارات، وإنما ينبع من هذا الوطن، ويعيش من أجل هذا الوطن، ولا يعيش الشخصانية، وإنما المصلحة العامة هي التي تكون الهدف والتي يعمل من أجلها. وعندما يصلح الرأس تحيا المؤسسات".
والى جانب عدم تسجيل اي جديد في مواقفه العلنية الرئاسية، تتابع المصادر، فإن الحزب لن يقرر مثلا كسر قرار تطيير نصاب جلسات الانتخاب بل يشد على يد حليفه رئيس المجلس نبيه بري في عدم الدعوة الى الجلسات قبل التوافق، اضافة الى ان الضاحية لا تبدو في وارد التخلي عن ترشيحها – غير المعلن بعد – لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وما لم تتخذ هذا القرار فإن الاستحقاق سيبقى يدور في حلقة مفرغة. وطالما ان الوضع كذلك، يمكن القول ان حركة الحزب واجتماعاته ودعواته الى الحوار، ليست الا للتغطية على حقيقة ان الشغور الرئاسي يناسبه تماما هو وراعيته ايران، في الوقت الراهن.