20-01-2023
عالميات
|
الحرة
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" تفاصيل مثيرة بشأن المعارك التي دارت قبيل اعتقال ابن إمبراطور المخدرات "إل تشابو" في إحدى مدن جنوب المكسيك مطلع الشهر الجاري.
وألقت قوات الأمن في المكسيك القبض على أوفيديو غوزمان، وهو زعيم عصابة مخدرات وابن امبراطور المخدرات خواكين غوزمان المعروف باسم "إل تشابو" في الخامس من يناير.
تسببت العملية في تفجر موجة من أعمال العنف والاشتباكات في مدينة كولياكان بولاية سينالوا، وهي معقل عصابة المخدرات التي تحمل نفس اسم الولاية والتي كان إل تشابو زعيمها قبل تسليمه للولايات المتحدة في 2017.
تقول الصحيفة إنه في فجر يوم 5 يناير، توجه المئات من مسلحي العصابة إلى المدينة لمحاولة إنقاذ زعيمهم من قبضة الجنود المكسيكيين الذين حاصروا مزرعته، وفقا للسكان وأعضاء في العصابة والجيش المكسيكي.
لكن أعداد المسلحين لم تكن تضاهي قوة الجيش المكسيكي، الذي استخدم طائرات حربية لمهاجمة قافلة شاحنات صغيرة مزودة بدروع ومدافع رشاشة ثقيلة، خلال الغارة التي أدت للقبض في القبض على غوزمان، وفقا لشهود عيان.
ونقلت الصحيفة عن أحد أفراد عصابة "سينالوا" يبلغ من العمر 30 عاما القول "لقد هُزمنا" وهو يلوح ببندقية كلاشنيكوف ومسدسات ويخفي ملامح وجهه خلف قناع أسود، مضيفا أن الجيش كان "أفضل استعدادا منا".
في معركة محاولة استعادة إل تشابو، والتي استمرت طوال اليوم، خسرت العصابة العديد من شاحناتها المدرعة محلية الصنع.
وقال وزير الدفاع المكسيكي لويس كريسينسيو ساندوفال في مؤتمر صحفي في صباح اليوم التالي إن عشرة جنود، بينهم عقيد بالجيش، و19 من مسلحي العصابة قتلوا.
أفاد كيميائي، يدير معملا لصناعة المخدرات وحبوب منع الحمل بالقرب من كولياكان، بأن مئات المسلحين الذين حشدتهم العصابة لمحاولة إنقاذ غوزمان أظهروا قوتهم.
وأضاف للصحيفة: "إذا قتلوا 200 شخص منا، فإن هناك 500 آخرين سيحملون بنادقهم ويواصلون القتال".
ذكر الكيميائي إنه أغلق المعمل كإجراء احترازي في يوم المعركة، ولكن بعد ستة أيام عاود العمل في إنتاج مادة الأفيون الاصطناعية مرة أخرى. وقال إن مشغلي المعامل الآخرين فعلوا الشيء ذاته.
وقال سكان محليون وأفراد في الجيش المكسيكي إن مسلحي العصابة تدفقوا على بلدة "خيسوس ماريا" لإنقاذ رئيسهم.
وفي كولياكان، استولى أعضاء آخرون على الشاحنات والحافلات والسيارات وأضرموا النيران فيها لإقامة حواجز على الطرق وعزل المدينة.
بالمقابل أطلق مسلحون النار على مطار كولياكان كجزء من الجهود المبذولة لاستعادة زعيمهم المعتقل.
وقالت طيران المكسيك، شركة الطيران الرائدة في البلاد، إن رصاصة أصابت طائرة تجارية بينما كانت تستعد للإقلاع.
وتمثل العملية تغييرا لافتا عما جرى في عام 2019، عندما اضطر الجيش المكسيكي لإطلاق سراح غوزمان بعد وقت قصير من اعتقاله في وضح النهار في كولياكان، وشكلت في حينها انتكاسة محرجة للحكومة.
في ذلك الوقت، تدفق مئات المسلحين على المدينة واسروا عشرات الجنود، مما أجبر السلطات على إطلاق سراحه خوفا من وقوع مذبحة، وفقا للصحيفة.
وكانت الولايات المتحدة خصصت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات تؤدي إلى اعتقال غوزمان أو إدانته.
ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم تسليمه للولايات المتحدة مثل والده، الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن سوبرماكس بولاية كولورادو، وهو أكثر السجون الاتحادية الأميركية تأمينا.
ومن المعروف عن غوزمان، البالغ من العمر 32 عاما والملقب بالفأر، أنه رائد عمليات الإنتاج غير المشروع والتهريب لمادة الفنتانيل الأفيونية الصناعية القوية المسؤولة عن آلاف الجرعات الزائدة القاتلة في الولايات المتحدة.
وأدى ارتفاع الوفيات الناجمة عن هذه الجرعات في الولايات المتحدة إلى تكثيف الضغط على المكسيك لمحاربة التنظيمات المسؤولة عن إنتاجها وشحنها، مثل عصابة "سينالوا"، التي تعد من أقوى منظمات تهريب المخدرات في العالم.
أخبار ذات صلة
عالميات
إقتحام القصر الرئاسي بالمكسيك