منذ الجمعة الفائت ثمّة مشهد خطير يتموضع. منظومة قمع بوليسيّة. قضاء مُستزلَم. أمر عمليّات من وراء الحدود. هل دخلنا نفقاً يُشابه خطورة ما عايشه الشّعب اللّبنانيّ منذ عام 2000، وتُرجِم بإجرامه منذ العام 2003 رسائل دمويّة ولم يَزَل؟
البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي يرفع سقف المواجهة، مع حفاظه على خَفَر التّواصل البروتوكولي مع من يتحكّم بلبنان. فما الذي ينتظره وطن الرّسالة في المرحلة المقبلة؟
مصادر مقرّبة ومطّلعة على ديناميّة بكركي تشير لـ"المركزية" "أنّ كنيسة النّضال من أجل الحريّة والعدالة دخلت في مواجهة عنيفة مع القوى التي تريد تدمير الكيان اللّبنانيّ، واحتلال الدّولة، وتغيير الهويّة بأمر عمليّات لم يتوقّف منذ العام 2003، لكن يبدو أنّه استعاد شراسته بفعل متغيّرات جيو-سياسيّة واضحة المعالم، وبالتّالي لم يكن تدخّل الكنيسة المباشر في وقف الاعتداء على أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت سوى إشارة واضحة، أن لا مكان للمهادنة".
وتضيف المصادر: "ثمّة مَن لم يتّعظ من تاريخ الأحرار الذين ناضلوا من أجل لبنان منذ وادي قنّوبين وقاديشا، وحتّى اليوم، وهذا ليس اقتصاراً على الموارنة أو المسيحيّين، بل هو النّضال من أجل لبنان عابر للطّوائف، بالتّالي يجب فهم أنّ المعركة التي يخوضها الشّعب اللّبنانيّ اليوم وطنيّة بامتياز، وعناوينها ليست بأي شكل من الأشكال طائفيّة إلّا لمن قرّر عزل نفسه من انتمائه لصالح أجندات إقليميّة مدمّرة. من هنا أولويّة العودة إلى لبنان بشروط دولة العدل والحقّ، دولة السّيادة الكاملة، دولة الدّستور ودولة المواطنة، دولة الحياد، دولة العيش معاً التي تلفظ الشموليّة والتفتيتيّة على حدّ سواء".
في السّياق عينه يشير مصدر ديبلوماسيّ يتابع ديبلوماسيّة الفاتيكان في مقاربتها القضيّة اللّبنانيّة لـ"المركزية": "أنّ الكرسيّ الرّسوليّ يعمل بصمت لإنقاذ لبنان بالتعاون مع أصدقائه في العالم الحرّ، من الواضح أنّ البابا فرنسيس يقود مساراً تصاعديّاً نتائجه ستبرز في المرحلة المقبلة".