لا يزال التيار الوطني الحر يساير حزب الله. في اجتماعه الأخير الثلثاء، قرر عدمَ الذهاب نحو الاقتراع لمرشّح معين في الانتخابات الرئاسية، والإبقاء على الورقة البيضاء او على التصويت ببعض الشعارات والاسماء، في قرار غير رسمي، ما يعني انه فضّل عدم الابتعاد عن حزب الله وحلفائه. حتى ان المقربين من "الفريق البرتقالي" أشاعوا بأن الأخير يبحث عن مرشح لا يُغضب حزبَ الله بل يكون مرضيا له ولا يزعجه او يستفزه... وفي بيان صادر عنه الاربعاء، قال التيار "عقدت الهيئة السياسية للتيّار الوطنيّ الحرّ إجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل وبحثت بالعمق الاستحقاق الرئاسي وخيارات التيّار بشأنه". وأكد التيار انّه لم يكن مقرراً اطلاقاً اعتماد اي اسم واحدٍ مرشح له دون التوافق عليه مع قوى اخرى، لا بل التباحث حول سلّة من الاسماء الصديقة لتوفير النجاح اللازم لها، وهذا ما حصل؛ وان اي أخبار أخرى يتمّ نشرها خطأً أو عمداً في بعض وسائل الاعلام، خاصةً ما يتعلّق بأمور داخلية للتيار او تداول لاسماء من داخله، تهدف الى زرع التباس لا اساس له ، والى تشويه الموقف الحقيقي للتيار، القائم على توفير الظروف اللازمة لإيصال الشخصية المناسبة للمرحلة، وبأقصى سرعة ممكنة".
لكن في مقابل حرص ميرنا الشالوحي على عدم حرق الجسور مع الضاحية، الاخيرة لا تساير الاولى بأي شيء، والدليل على ذلك، انه، وفيما حبر موقف التيار "الرئاسي" لم يجف بعد، قرر الحزبُ تأمينَ الغطاء لجلسة مجلس الوزراء التي يعتزم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الدعوة اليها مطلع الاسبوع المقبل.
الحزب يدرك حجم الغضب الذي أثارته الجلسة الحكومية الاولى في ظل الشغور، لدى التيار الوطني. والكل يعرف ان مشاركة الحزب بوزرائه فيها، دفع بباسيل الى التصعيد في شكل غير مسبوق ضد الضاحية، في موقفٍ وضع تفاهمَ مار مخايل برمّته على المحك، خاصة وان باسيل اعتبر ان الجلسة تشكّل تحديا للمسيحيين ومصادرة لحقوقهم ولصلاحيات رئاسة الجمهورية.
غير ان هذه الاعتبارات كلّها، لم يأخذها الحزب في حساباته، ولا هو توقّف عندها لدى تحديده خياراته من الجلسة الوزارية المقبلة حيث سيشارك فيها، مُبدّيا الاوضاعَ المعيشية ومعها علاقته برئيس مجلس النواب نبيه بري، على علاقته بباسيل.
حتى الساعة، يبدو رئيس "لبنان القوي" سيبلع "موس" الضاحية مرة جديدة، اذ انه حتى اليوم لم يعلّق على موقف الحزب حكوميا. فلماذا يصمت باسيل؟ وهل هو لا يزال يراهن على دعم أصفر له او لاي مرشح يختاره هو، لرئاسة الجمهورية؟! ام انه مثلا يخشى الطلاق مع الحزب وتداعياته عليه "انتخابيا" بعد سنوات، لانه يعرف في قرارة نفسه ان رافعة الضاحية أمّنت له معظم نواب تكتّله في انتخابات أيار الماضي فنفخت حجمه النيابي؟!