رأى رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أنّ "القوى والمرجعيات السيادية العظمى تتذرّع بحجج دستورية واهية لتعطيل أيّ اجتماع وزاري لتسيير أمور الناس"، مضيفا في تغريدة عبر تويتر "حتى أنّ البعض طعن في الموازنة وصولاً إلى العبث المطلق. كلّهم ينتظر كلمة السر الخارجية التي لم تأتِ بعد".
لكن هل هناك فعلا كلمة سر خارجية ستأتي؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، فإن الحركة المحلية على الخط الرئاسي تبدو حتى الساعة خجولة، اذ ثمة تريّث وترقب لما يمكن ان تحمله الاتصالات الخارجية، من جديدٍ، في الملف اللبناني عموما والرئاسي خصوصا.
غير ان لا شيء يؤكد، وفق المصادر، ان ثمة مبادرة دولية في شأن لبنان. حتى ان اللقاءات والمؤتمرات التي كثر الحديث عنها نهاية العام الماضي، سيما على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لا تزال مجرد كلام.
ففيما حكي عن اجتماع رباعي، فرنسي – اميركي – قطري – سعودي سيعقد في باريس منتصف الجاري، لا شيء يدل بعد على ان هذا اللقاء سيعقد. اما اذا عقد، فلا مؤشرات الى انه سيخرج بـ"ترياق" سحري للأزمة اللبنانية الرئاسية، ذلك ان القوى التي ستلتقي في العاصمة الفرنسية، تتشارك النظرة عينها تقريبا، للملف اللبناني ولكيفية معالجة المعضلة السياسية – الرئاسية – الاقتصادية. اما الطرف الاقليمي الآخر، صاحب النفوذ الاكبر في التطورات اللبنانية، عنينا ايران ضابطة ايقاع وقرارات حزب الله، فغائبة عن هذه الاتصالات. فاذا حصل اللقاء الرباعي، لا بد في مرحلة مقبلة، من ان ينفتح على طهران التي تمسك بورقة الاستحقاق، لإقناعها بفك اسر الانتخابات الرئاسية. ويبقى هنا، ان تقتنع او لا تقتنع بذلك، حيث ستطلب الجمهورية الاسلامية، بطبيعة الحال، ثمنا ما مقابل تحرير قصر بعبدا.
التعويل على تحرك خارجي، في غير مكانه اذا، تتابع المصادر، فحصول هذا التحرك غير مضمون أوّلا، وخروجه ثانيا بنتائج ايجابية، اذا كانت هناك من نتائج، يحتاج وقتا طويلا، فيما لبنان المنهار على الصعد كافة، لا يحتمل الانتظار.
وللتذكير، فإن المجتمع الدولي يطالب بأن تكون المبادرة أوّلا لبنانية، فيواكبها هو ويؤمّن لها الظروف الاقليمية والدولية الافضل، لتصل الى اهدافها. اما بقاء اللبنانيين مكتوفي الايدي، وانتظارهم هبوط الحل عليهم بالمظلة، من الخارج، فسيعني استمرار الشغور واستمرار المأساة الاقتصادية والمالية والمعيشية والتي قد تتحوّل "أمنية" اذا طال أمدها، تختم المصادر.