منذ اكثر من ثلاثة اشهر، تم الاعلان عن زيارة يعتزم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل القيام بها الى سوريا . ومع ان الرجل لم يحدد موعدا معينا الا ان ابواب دمشق لا تبدو مفتوحة له، لا بل موصدة راهنا على الاقل، بحسب ما تؤكد مصادر سياسية قريبة من النظام السوري لـ"المركزية"، قائلة " لا يعتقدنّ احد ان سوريا تنظر الى باسيل تماما كنظرتها الى الرئيس ميشال عون، كما ان مواقف نائب البترون من الملف الرئاسي، وتحديدا من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لجهة معارضة ترشيحه، على رغم تمني امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ، ممثل المحور بأكمله، السير بهذا الترشيح، عمّقت الهوة مع النظام الى الحد الاقصى. فهل يُكافأ باسيل على عرقلة وصول مرشح المحور السوري- الايراني الى الرئاسة اللبنانية باستقباله في دمشق، علما انه ان سار به تصبح طريق بعبدا سالكة وكرسي الرئاسة مضمونة لفرنجية؟
صحيح ان دمشق تتفهم ظروف بعض الحلفاء في لبنان لكن الرئيس بشار الاسد، الذي يمانع حتى الساعة استقبال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، ما قد يُترجم بزيارة للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى دمشق للتوسط، بحسب المصادر، لا ولن يقبل منطق التذاكي الذي يعتمده باسيل والمُستند الى سياسة " انا أخذُ من الجميع ولا اعطي احدا"، على غرار ممارساته في الانتخابات النيابية الاخيرة التي حرمت اطرافا في فريق 8 اذار اكثر من مقعد نيابي ليفوز التيار بأكثر من 7 او 8 مقاعد في مناطق عدة بقاعا وجبلا وشمالا وفي عكار في شكل خاص.
واذ تؤكد ان سوريا تمانع زيارة باسيل اليها وليس العكس، لان انعقاد اللقاء بين الجانبين يوجب التزام باسيل دفتر شروط محددا، تلفت الى ان اخطاء باسيل بدأت تلامس الخط الاحمر، ولولا تريث حزب الله الممتعض منه بقوة، وليس بيان الرد الشهير على اتهامات باسيل سوى غيض من فيض الامتعاض هذا، لكانت الحملات العلنية عليه من فريق 8 اذار تفوقت على حملات الفريق المعارض.
المصادر تشدد على ان قرار ترشيح فرنجية اتخذ ولا تراجع عنه، الا اذا تراجع فرنجية نفسه، وعلى باسيل الالتزام، تماما كما التزم فرنجية حينما دعم حزب الله الرئيس عون منذ 6 سنوات ونيف، اما ان استمر في سياسة عرقلة وصول اي مرشح الى بعبدا ورفع المتاريس، فإن جمر سوء العلاقة لن يبقى تحت الرماد وللصبر حدود.
ليست ابواب سوريا موصدة امام باسيل بفعل ملف عودة النازحين ومواقفه المتشددة، كما يروّج البعض لغايات شعبوية داخلية، انما في شكل خاص بسبب ممارساته السياسية التي تصفها المصادر بالـ"مؤذية" لمجمل فريق 8 اذار، وصولا الى اعتباره هذا المحور ومن يمثله في لبنان جمعية خيرية ينهش منها ما يؤمن مصالحه ولا يقدم في المقابل.
جبران باسيل يضرب لنفسه مواعيد في دمشق من دون التشاور مع النظام، تماما كما ضرب قبله وفد حكومي موعدا من تلقاء نفسه ، وحرك توقيته آنذاك وفق اجندة الترسيم وزيارة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت .
ليست سوريا الاسد لقمة سائغة، وللتذكير، تختم المصادر، فإن من صمد في مواجهة مخطط جهنمي ضرب البلاد على مدى 11 عاما ، لن يُهرول لأخذ باسيل في الاحضان، فيما يرفع متاريسه امام وصول "الابن المدلل" الى رئاسة لبنان