23-12-2022
محليات
|
النهار
عشية عيد الميلاد وبدء الأسبوع الأخير من السنة 2022 غلبت على المشهد الداخلي غيبوبة سياسية، يبدو واضحا انها ليست مرشحة “للانعاش” قريبا، ما دامت ازمة الفراغ الرئاسي تراوح مكانها ولا افق جديا او ثابتا لامكان الخروج منها في المدى المنظور. فعلى رغم كل ما يتردد عن تحركات خارجية معينة مخصصة للازمة اللبنانية، لم تتبلور واقعيا أي معطيات جادة في شأن مبادرات مزعومة جديدة كما ان الزيارة التي قام بها امس لبيروت الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط لم تعكس وجود أي تحرك او مبادرة عربية حيال الازمة الرئاسية خلافا لما تردد. ولذا تبدو الساحة الداخلية متروكة لهموم الازمات الاجتماعية المفتوحة على مزيد من التداعيات السلبية لتفلت سعر الدولار في السوق السوداء وسط تصاعد الاستغراب بل الريبة حيال غياب أي تحرك فعال للجم القفزات المطردة التي تشتعل على وقعها أسعار المواد الاستهلاكية والأدوية والمحروقات ولا من صوت او موقف او اجراء تتخذه السلطات المصرفية والسياسية المعنية. وما يزيد الغرابة ان أي جهة معنية لم تصدر أي توضيح نفيا او تاكيدا للتقارير التي تتكاثر حيال تهريب كميات كبيرة من الدولار من لبنان الى سوريا.
واما في الواقع الحكومي الذي عاد يشهد تجاذبات حول انعقاد جلسات مجلس الوزراء او اصدار المراسيم، فيبدو ان ليس هناك اي اعتزام للدعوة الى جلسة حكومية في فترة الاعياد، كما ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لا يرى حاجة ملحة أو موجبات آنية لانعقاد مجلس الوزراء في الفترة القريبة إضافة إلى عدم تحبيذه إعادة تأجيج التوترات السياسية التي لم تخمد كلياً حتى اللحظة. وتقول أوساط حكومية ان ميقاتي يتمسك بأولوية تصريف الأعمال وفق الموجبات الدستورية ويحصر اهتماماته بهذه الصورة حالياً، فيما أي خطوات مستقبلية مناطة بانتخابات الرئاسة وإجراء استشارات نيابية ملزمة. وتالياً، يبقى أي كلام خلاف ذلك من باب التحليلات بالنسبة إلى ميقاتي الذي ليس ضمن حساباته حالياً إبداء أي موقف حيال احتمال توليه رئاسة الحكومة المقبلة من عدمه في غياب أي تصميم رئاسي للمرحلة المقبلة، ومع ضرورة انقشاع الأساس بانتخاب مجلس النواب رئيساً للجمهورية واستكمال عقد المؤسسات. وتلفت الاوساط الحكومية الى ان رئاسة الحكومة تخوض كباشاً في التصدي لمحاولة إرساء مفاهيم خاصة حكومياً بما يشمل في رأيها بعض البدع القائمة على تعطيل الحياة السياسية والضغط على الحكومة وتمرير ما يريده بعض المعترضين من اجتهادات مخالفة للدستور كالزعم بالحاجة إلى الحصول على تواقيع 24 وزيراً. ولن يقبل رئيس الحكومة بالسير انطلاقاً من هذه الاجتهادات القائمة بل سيعمل على التمسك بأولوية الدعوة الى انعقاد جلسات مجلس الوزراء كلما وجد حاجة لاتخاذ قرار مماثل، لكنه لن يخوض ذلك من بوابة الانتقال الى تحديات سياسية بل انطلاقاً من خطورة المرحلة التي قد تتطلب انعقاد مزيد من الجلسات الوزارية.
في واشنطن
واما في التحركات الخارجية المتصلة بالوضع في لبنان فبدت لافتة اللقاءات التي يجريها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب في واشنطن منذ أيام اذ انه غداة لقائه مساعدة وزيرة الخارجية الأميركي بربارا ليف، اجتمع امس مع نائب مساعد الرئيس الاميركي ومنسق مجلس الامن القومي للشرق الأوسط وشمال افريقيا بريت ماكغورك بحضور كبير مستشاري الرئيس لامن الطاقة آموس هوكشتاين في المكتب التنفيذي في البيت الأبيض حيث تم البحث في استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية والفراغ الرئاسي، وأفق الوضع السياسي في لبنان. كما افاد بيان للخارجية اللبنانية عن اللقاء. ولفت ماكغورك الى “أن ليس لواشنطن مرشح للرئاسة، وهي تشجع النواب والقيادات السياسية لانتخاب رئيس في اسرع وقت كي يستعيد لبنان عافيته”.
من جهته، “اشاد هوكشتاين بالمستجدات المتعلقة بملف الكهرباء خصوصا زيادة التعرفة والاعلان عن الهيئة الناظمة، معتبرا ان المضي قدما بخطة استرداد التكلفة ستحمل مجلس ادارة البنك الدولي لمناقشة المشروع واقراره بدعم اميركي وفرنسي. كما حث هوكشتاين المسؤولين اللبنانيين البناء على الزخم الإيجابي الذي افرزه اتفاق ترسيم الحدود البحرية والعمل لأجل تمويل مشروع استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، ما يسمح في حال تحقيقه بدء وصول الغاز المصري الى لبنان قبل انتهاء الربع الأول من العام الجديد”.
وطرح الوزير بو حبيب ملف النازحين السوريين في لبنان، “وضرورة تغيير مقاربة المجتمع الدولي التي ترمي عبء استضافتهم إلى أجل غير محدد على لبنان المنهك أصلا بأزماته، وبالنسبة للبنان هي ليست أزمة تمويل بل أزمة خطر وجودي يهدّد هوية الوطن والتوازن الدقيق لمكونات النسيج اللبناني”. وطلب من واشنطن “دعم الحوار الذي يجريه لبنان بهذا الشأن مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومع بقية الشركاء الدوليين. وقد أبدى الجانب الاميركي تفهمه ووعد بدراسة عودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين الى بلادهم”.
أبو الغيط
اما الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط فاعتبر بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان “لبنان يمر في وضع سياسي واقتصادي صعب للغاية ومعقد، ولكن الخروج منه متاح والإمكانات موجودة لتحقيق هذا الامر”. أضاف “هناك انسداد سياسي ووضع اقتصادي صعب وينبغي حشد الهمم وحزم الرأي من قبل السياسيين والاقتصاديين وجميعهم مطالبون بأن يبذلوا الجهود وفي اسرع وقت ممكن للخروج بلبنان من هذا الوضع الصعب وانا واثق في حكمة السياسيين وفاعلية وقدرة الاقتصاديين والمفتاح يجب ان يكون في بداية انتخاب رئيس ”. وبعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري سئل ابو الغيط هل هناك من مبادرة عربية في موضوع الرئاسة ؟ فاجاب: “هناك الكثير من الاحتمالات ولكن لا استطيع ان اتحدث في شيء محدد حاليا”.
تحرك الاشتراكي
على الصعيد السياسي الداخلي التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل ابو فاعور موفداً من رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وشدد ابو فاعور على “ضرورة فتح أبواب الحوار الموصدة بين اللبنانيين والكتل النيابيّة بغية الوصول إلى تفاهم على إسم الرئيس القادم وعلى البرنامج في مرحلة لاحقة، سواء بشكل الحوار الذي طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري أو بأي شكل آخر من أشكاله”. واكد “وجوب الحوار بين اللبنانيين مع بعضهم البعض في موضوع انتخابات رئاسة الجمهوريّة”.
وفي السياق السياسي أيضا علم ان اتصالات أجريت في الفترة الأخيرة لترتيب لقاء بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وان هذه الاتصالات قد تفضي الى انعقاد اللقاء في الساعات المقبلة .
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار