مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

ماذا يخبئ صندوق باندورا للعام الجديد؟

17-12-2022

آفــاق

|

اينوما

الكاتب: د. ميرنا داوود- باحثة أكاديمية

صندوق باندورا الاسود او كما يقال صندوق الشرور...صندوق الشائعات والغرائز  والاحقاد الدفينة، عندما يصمت صوت العقل ...نتوقع الأسوأ ...!!

باندورا وبحسب الميثولوجيا الإغريقية هي المرأة الأولى،  التي خُلقت من طين، وأرسلها زيوس إلى الأرض عقاباً للبشر على سرقة بروميثيوس النار المقدسة.

 وقد أهدى زيوس باندورا صندوقاً مغلقاً، حبس فيه كل أرواح الشر، وطلب منها عدم فتحه مهما كانت المغريات، وكما توقع لم تستطع باندورا مقاومة إغراء فتح الصندوق. وما إن فتحته، حتى انطلقت منه جميع الشرور والأمراض التي أصابت البشر، وعندما حاولت باندورا جاهدةً إغلاقه، كان قد فات الأوان ولم يبق في الصندوق غير قيمة واحدة لم تخرج منه، هي الأمل.

صندوق باندورا اليوم يمثل حالة التخبط والضياع التي تعيشها شعوبنا او ما يسمى بالفوضى الخلاقة التي فجرت كل شرور وأحقاد المصالح السياسية في العالم...! 

هكذا هو حال من يفتح بوابة جهنم عليه عندما لا يُحسن القراءة بعمق او القراءة بين السطور والتبصر وأعتقد أن اغلب الصراعات في تاريخ العالم كانت جرّاء عدم الحسابات العميقة وكذلك التهور وهكذا عرفنا داحس والغبراء وحرب الثلاثين عاماً والحروب العالمية وكذلك الصراعات المذهبية والحروب الدينية. شيء واحد بقي في خزانة " باندورا " لم تشأ ان تُخرجه ، الا وهو روح الأمل وقد أحكمت إغلاقه وبقي مدفونا في الصندوق بعد ان افرغت منه كل ما هو سيء وشرير ومرعب ومدنّس ووسخ وبثّته في كلّ الأرجاء ليعمّ ربوعنا وكأن هذه الأسطورة صارت واقعا معاشا تماما وان زمان المعجزات والغرائبية نراها هنا بأمّ أعيننا في منطقتنا بكل صورها القاتمة وكم نحن في أمسّ الحاجة االى العقل والحكمة لإنقاذنا من هول الشرور الكامنة فينا .

فمن يمتلك الحكمة والوعي ليبعث تلك الروح ويبث الأمل ويلمّ كل أنقاض الشرور الشائعة فينا ويحرقها!!

 من الواضح وبما لا يقبل الشك  ان قدر هذا الشرق ان يدخل في نفق مظلم وفِي فوضى عبثية الى اجل غير مسمى!

ويبدو بأن المحرك الأساسي الذي يبث الفوضى المعاصرة هو منطقة الشرق الأوسط. ومع كل المقاربات  التي أجريت مع الحرب العالمية الأولى أو الحرب الباردة إلا أن ما يحصل في المنطقة اليوم يشبه كثيراً حرب الثلاثين عاماً حيث كانت هنالك ثلاثة عقود من النزاع الذي دمّر أجزاء كبيرة من أوروبا  في النصف الأول من القرن السابع عشر. 

 وبسبب الفوضى التي تخاض تحت مسمى " الثورات "  فإنه في السنوات المقبلة سيكون هناك على الأرجح العديد من الدول الضعيفة غير القادرة على ضبط مساحات شاسعة من أراضيها وسيكون هنالك  الكثير من المجموعات الإرهابية التي  تعمل على زيادة نفوذها. وسيكون هناك أيضاً حروب أهلية وحروب  بين الدول.

 وليس من المستغرب ان  تتنامى وتصعد  الهويات الطائفية والمجتمعية بشكل أكبر وتتفوق على الهويات الوطنية  وهذا ما نشاهده اليوم في العديد من دول المنطقة .

  و ذروة التعقل اليوم هي إيجاد مخرج  من هذا النفق  المظلم بأسرع وقت ممكن وعدم اللجوء الى التحليلات النمطية واستهلاك الوقت!

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما