15-12-2022
مقالات مختارة
|
نداء الوطن
بدّلت المواجهة المفتعلة بين رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل و»حزب الله» إتجاه البوصلة السياسية والرئاسية، وأرست نوعاً من التوازن بين القوى السيادية وفريق «الحزب».
بات التعادل السلبي يتحكّم باللعبة بعد اختيار باسيل عدم مجاراة «حزب الله» في دعم ترشيح رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية، وظهر هذا الأمر جلياً في الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس حيث نال مرشح «القوى السيادية» رئيس حركة «الإستقلال» النائب ميشال معوض 39 صوتاً مقابل 39 ورقة بيضاء يستخدمها «الحزب» وفريقه للدلالة على أنّها «ماركة مسجّلة» تظهر مدى قدرته على التجيير. وبعدما ضرب التشرذم قوى 8 آذار، بات من الصعب على «حزب الله» حسم أمر الرئاسة لوحده، وهذا الأمر أثّر على صورة «الحزب»، إذ إن عدداً من النواب أو حتى الأحزاب يسير مع الفريق القوي على اعتبار أنه بالإمكان حجز مقعد في أي تسوية ممكنة.
عندما كان «حزب الله» يُسوّق لفرنجية، سرت نظرية مفادها أنّ بامكانه تخطي عتبة الـ65 من الأصوات لأن هناك فريقاً سنّياً أساسياً سيصوّت لفرنجية وهؤلاء هم قدامى «المستقبل»، بموازاة تأييد رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط ومساعدته من خلال تأمين النصاب وتمرير عدد من نواب «اللقاء الديموقراطي» أصواتهم لفرنجية لضمان فوزه، وكان رئيس مجلس النواب نبيه برّي يعمل على ضمان تصويت جنبلاط.
لكن في حسابات «الإشتراكي» فإنّ الوضع تبدّل بين الأمس واليوم، فجنبلاط الذي يصطفّ إلى جانب دعم ترشيح النائب ميشال معوض، لم يكن ليعارض أي تسوية تحظى بالإجماع، فالرجل ليس مبدئياً بقدر ما هو براغماتيكي.
وأثّرت الخلافات بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحرّ» على القوى التي كانت مستعدة للسير بأي تسوية تضمن وصول فرنجية، لذلك فإنّ جنبلاط الذي يُعتبر من أمهر القرّاء بالسياسة الداخلية والخارجية، لن يذهب إلى تسوية مبتورة خصوصاً بعدما فقد فرنجية الغطاء المسيحي، فالمرشح الزغرتاوي لا يحظى بتأييد باسيل ولا تأييد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في حين أنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لن يغطّي أي تسوية تحصل من دون رضى المسيحيين.
وأمام عامل فقدان الغطاء المسيحي وتضعضع قوى 8 آذار، فإنّ «الإشتراكي» إختار في الوقت الراهن الحفاظ على حلف قوي مع «القوات اللبنانية»، رغم التمايز الذي وقع ازاء مبادرة بري الحوارية، ويتمترس خلف خيار الإستمرار بالتصويت لمعوض لما لهذا الخيار من امتداد إقليمي ودولي ترضى عنه السعودية وبقية المجموعة العربية والقوى الغربية.
وما هو لافت للإنتباه حسب المعلومات، هو أنّ «الإشتراكي» بدأ العمل بشكل مكثّف مع القوى المعارضة على تأمين أكبر عدد من الأصوات لمعوض لتثبيت موازين القوى الرئاسية، وساهم بشكل كبير مع «المعارضة السيادية» في إقناع نائبي الشوف- عاليه مارك ضو ونجاة صليبا بمنح صوتيهما لمعوض.
ويتركّز حوار «الإشتراكي» حالياً مع عدد من النواب المستقلين وخصوصاً مع كتلة صيدا- جزين التي تضم النواب: أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد وذلك من أجل توحيد هذا المحور خصوصاً وأنّ العلاقة التي تجمع المختارة مع آل سعد هي تاريخية ومنذ زمن كمال جنبلاط ومعروف سعد، لكن هذا الحوار لم ينجح حتى الساعة لأن سعد أعلن الإستمرار بتأييده للدكتور عصام خليفة.
وإذا كان عدد من النواب «التغييريين» والمستقلين إقتنع بخيار التصويت لمعوض إلّا أن الجهد الأساسي والتواصل يحصل بين «الإشتراكي» وعدد من نواب قدامى «المستقبل» في محاولة لإقناع هؤلاء بالإنضمام إلى مركب مرشّح المعارضة، لكن لم يصل هذا الحوار أيضاً إلى نتيجة حاسمة.
لم يقرأ جنبلاط حتى اللحظة أي تحوّل في المشهد الخارجي قد ينعكس إيجاباً على الإستحقاق الرئاسي، لكن زعيم المختارة بات على يقين أنّ أوراق فرنجية تحترق وباتت مهمة وصوله إلى بعبدا صعبة، لذلك فإنّه يتموضع حالياً خلف معوض، وبعدها لكلّ حادث حديث.
أخبار ذات صلة
أسرار شائعة
جواب نهائي: فرنجية او لا احد مهما طال الفراغ
من دون تعليق
دريان اقرب الى باسيل وفرنجية يقف لحالو
من دون تعليق
دريان اقرب الى باسيل وفرنجية يقف لحالو