06-12-2022
مقالات مختارة
|
المركزية
أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم نهاية الاسبوع الماضي أن "الأولوية اليوم هي أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية يرعى خطة إنقاذية للإقتصاد، ولا يثير قضايا خلافية تخدم إسرائيل وتؤدي إلى الفتنة، وبالتالي، يجب أن نتفق من أجل أن ننتج الرئيس، لأن الكتل النيابية موزعة، فلا يوجد عندنا كتلة واحدة لديها 65 نائباً، سواء أكان من فريقنا أو من الفريق الآخر أو من الذين يعتبرون أنفسهم أنهم محيدون، وبالتالي، على الكتل النيابية أن تتوافق مع بعضها، وأن يتفاهم النواب على حد أدنى من التفاهم، فالبعض يستنكر التفاهم، ونقول له هل أنه قادر على القيام بأي شيء بدون تفاهم، علماً أن هذا البعض ادعى ويقول بأنه لديه القدرة، وأنه يستطيع أن يفعل ما يريد، ولكن هذا الشخص المسكين يتراجع كل يوم إلى الوراء". وتابع "لا يوجد حل إلا بالاتفاق من أجل أن نرى قواسم مشتركة عنوانها الأساس الإنقاذ، ونحن ندعو إلى الحوار، ومن يرفضه يعطل الاستحقاق الرئاسي، لعدم وجود أي طريق آخر، لأنه بالحوار تدور الزوايا، ويطمئن بعضنا بعضا، ونختار الأفضل بين المطروحين بالتفاهم، ولا داعي للخوف من الحوار، فهو لا يلزم أحدا بموقف مسبق، ومن له حضوره ومشروعيته، لا يزيده الحوار مكانة، ولا ينقص من مكانته، فلماذا يخاف البعض من الحوار"؟
لا يزال حزب الله يصر اذا على خيار التوافق والحوار لانتخاب رئيس للجمهورية. هو يرفض، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، خيار اللعبة الديمقراطية الصرف والانصياع لأحكامها، بحيث يتم التصويت في صندوق الاقتراع لعدد من المرشحين، لا للأوراق البيضاء، ويفوز في نهاية المطاف، مَن تمكّن من جمع العدد الاكبر من الاصوات، كائنا مَن يكن.
هذا المعطى يؤكد، وفق المصادر، ان ساعة الانتخاب لم تدق بعد. فالحوار لم يكن يوما مفيدا مع "حزب الله"، لان الاخير يريده لاقناع خصومه بخياراته هو، لا للتوصل معهم الى حل وسط.. واذا شعر ان مصالحه او مصالح راعيته الاقليمية ايران، تتطلب ضرب هذا الحوار عرض الحائط، فإنه سيفعل ذلك، وهذا ما حصل خلال طاولة حوار عام 2006 حيث نسفها وأطلق حرب تموز 2006.
على اي حال، تسأل المصادر عما يتوخّى الحزب تحقيقه من خلال الدعوة الى الحوار: هل سيقول للمصوّتين للمرشح النائب ميشال معوض ان الاخير غيرُ توافقي لانه يطالب بتنفيذ الدستور وبفرض سلطة الدولة والشرعية على الاراضي اللبنانية كافة، وعلى القرار السيادي للبلاد، لا سلطة الدويلات والمربعات الامنية وتصدير الممنوعات والسلاح الى العرب والعالم؟ وهل ينتظر الحزب من هؤلاء ان يقولوا له إنه على حق في مقاربته هذه وان يتفقوا معه على اسم مرشح لا يعتنق هذه المبادئ لانه يعتبرها خلافية؟! وعلى ماذا يريد الحزب ان يتفق مع الفريق الآخر من خلال الحوار الذي يدعو اليه، إن لم يكن على هذه النقاط البديهية التي تُعتبر في رأي المعارضين وفي رأي العالم أجمع، "ألفباء" بناء الدُول؟!
الحوار مضيعة للوقت، تختم المصادر، ولا يريد منه الحزب سوى تبرئة صفحته من تعطيل الانتخابات وإشاحة النظر عن تطييره نصابَ الجلسات واستمراره في التصويت بورقة بيضاء...
أخبار ذات صلة