مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

"تحض على الكراهية".. حملة ضد المثليين في الكويت بعد غضب من "مطعم دجاج"

05-12-2022

عالميات

|

الحرة

انتشرت في الأيام الماضية يافطات إعلانية في شوارع الكويت تحمل عبارات مناهضة لمجتمع الميم-عين يراها نشطاء حقوقيون بأنها تمثل تحريضا على الكراهية والعنف. وكانت هيئات أهلية محلية، بما في ذلك جمعيات إسلامية وتربوية، هي من تبنت نشر هذه الإعلانات الملفتة.

 

وقبل أيام في الدولة الخليجية ذاتها، أعلن نائب بمجلس الأمة إزالة السلطات الرسمية في بلاده شعار "ون لوف" (One Love)، كان موجودا فوق أحد المطاعم. 

والشعار الذي يعني بالعربية "حب واحد" حظي بشعبيته في الأصل؛ لأنه اسم أغنية شهيرة لنجم موسيقى الريغي بوب مارلي.

كما تستخدمه سلسلة مطاعم "تيشكن فينغرز" شعارا لها تعبيرا منها عن حب الدجاج وحب خدمة الجمهور. 

ورغم أن سلسلة المطاعم الأميركية لم تخض في قضايا شائكة، فقد كان الشعار سببا في غضب بعض الكويتيين، وتجاوب السلطات مع مطالباتهم لأن ارتبط مؤخرا أيضا بقضايا مجتمع الميم- عين.

وبعد الواقعة التي أثارت الجدل، ظهرت لافتات إعلانية تحمل شعار "لا لتلطيف المسميات"، في شوارع الدولة الخليجية المحافظة كتب فيها "هو مو مثلي، أنا رجل وهو شاذ" وجملة مماثلة مخصصة للمرأة أيضا.

وعلى الرغم من أنها حظيت بتأييد واسع، فإن الحملة الإعلانية لاقت رفضا من كثير من الكويتيين، لا سيما الأكاديميين والحقوقيين المهتمين بمجال حقوق الإنسان الذين اعتبروا هذه الحملة تمثل "تحريض على الكراهية والعنف".


وقالت أستاذة الفلسفة بجامعة الكويت، شيخة الجاسم، في تغريدة عبر تويتر إن "نشر ما يحفز التمييز والكراهية سيضر المجتمع حتما".

وكتبت أن "طريقة معالجة المشاكل المجتمعية تحتاج حكمة وخبرة متخصصين بالطب النفسي وعلم النفس والاجتماع".

إعلانات "لا تعبر عن فكرة أخلاقية"
استخدم الإعلان اللون الأزرق للرجل والوردي للنساء، فيما استخدم في الإعلانين ألوان شعار مجتمع الميم على مفردتي "مثلي ومثلية" واللون الأحمر على "شاذ وشاذة".

وترى أستاذة اللغة الإنكليزية بجامعة الكويت، ابتهال الخطيب، أن الإشكالية في هذه اللوحات الإعلانية تتمثل في أنها تتضمن "تحريضا وعنفا" ضد فئة من المجتمع.

وقالت لموقع "الحرة" إن "الاعتراض الرئيسي" يتمثل في "صفاقة الإعلانات المعلقة وطبيعتها التحريضية وإشكالية العنف المتضمن فيها الذي يمكن أن يؤذي مجموعة من البشر سواء يتقبلهم المجتمع أم لا".


وأضافت أن "مجتمع الميم مبحث عميق وله طبيعة علمية والمجتمعات العربية غير جاهزة لمناقشة هذه القضية"، مردفة: "لا المفردات ولا الخط ولا الألوان المستخدمة صحية وتعبر عن فكرة أخلاقية". وتابعت: "الشارع ليس ساحة حرب على فئة من البشر".

ويجرم قانون العقوبات الكويتي العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج، بما في ذلك العلاقات المثلية التي يعاقب عليها بالسجن لفترة قد تصل لسبع سنوات.

في الاتجاه ذاته، يشير الباحث والكاتب الصحفي، جاسم الجريد، إلى أن الإعلانات تعد "تحريضا على الكراهية والعنف ضد مجتمع الميم".

وبصرف النظر عن قبول مجتمع الميم من عدمه، فإن هذه الفئة قد تتشارك مع الشعب الكويتي في الإنسانية أولا والوطنية ثانيا، بحسب حديث الجريد لموقع "الحرة".

وتابع: "اللوحات الإعلانية هذه بحد ذاتها جريمة. خطاب الكراهية يتم السجن عليه في الدول المتقدمة. لكن المتطرفين لديهم مساحة حرية".

يشرح ذلك قائلا إن الحملة ضد مجتمع الميم تأتي منسجمة مع "أجواء التطرف الديني" التي تعيشها الكويت مع "زواج الإخوان والسلف"، مستدلا بإزالة شعار مطعم "ريسينغ كينز تشيكن فينغرز" بعد طلبات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصدى لها نائب برلماني ينتمي للتيار الإسلامي.

وقال الجريد إن سلسلة المطاعم الدجاج الأميركية موجودة في السعودية والإمارات، وهي تتخذ من "ون لوف" شعارا لها لأنها لا تقدم سوى الدجاج.


في موقعها عبر الإنترنت، يعرف المطعم عن نفسه بـ "نحن نقدم فقط وجبات أصابع الدجاج الأكثر روعة. إنه حبنا الوحيد".

وارتبط عبارة "ون لوف" بمجتمع الميم بعد أن أطلق الاتحاد الهولندي لكرة القدم حملة "One Love" بداية موسم كرة القدم 2020 في محاولة "للتعبير عن دعمهم لتوحيد جميع الناس" وإدانة جميع أشكال التمييز، بحسب مجلة "التايم".

وفي سبتمبر 2022، أُعلنت اتحادات تسع دول أخرى، بما في ذلك النرويج والسويد وفرنسا، ستتبنى الحملة لمختلف المباريات المقبلة، بما في ذلك كأس العالم في قطر ودوري الأمم الأوروبية العام المقبل. لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" منع ارتداء هذه الشارة في مونديال قطر 2022.

"شجرة الكريسماس هي المقبلة"
وفي هذا الإطار، انتقدت الخطيب الدول الغربية فيما تقول إنه محاولة "ممنهجة وقسرية لإلغاء أي رأي مخالف، حتى لو كان ناعما".

وقالت إن الغرب يمارس "ثقافة إلغاء تامة لأي رأي مناهض، لذلك يأتي رد الفعل العربي نافر من هذه القضية بسبب طريقة التعامل الغربية معها".

ووصفت ذلك بقولها إن "الغرب يريد دس هذه القضية في حلوق الناس بشكل عنيف ... أتحدث وأنا مؤيدة لكافة حقوق الإنسان، لكن الطريقة الغربية ... إحدى عوامل زيادة نسبة العنف في التعامل مع هذا الموضوع، بالإضافة إلى التدين وعدم وعي مع مفهوم التعدد الجندري".

بالرغم من معارضة الإعلانات، كانت هناك أصوات مؤيدة لهذه الحملة في الشوارع على اعتبار أنها جاءت من هيئات وجمعيات تمثل كافة أطياف الشعب الكويتي.


في افتتاحية عددها الصادر، الاثنين، كتبت صحيفة "الراي" المحلية أن هذه الإعلانات ترمز إلى أن "الكويتيين مُتمسّكون بقيمهم ودينهم وتقاليدهم وتُراثهم من دون أيّ وصاية، أو إملاءات أو محاكم تفتيش أو هيمنة على الفكر والحريات".

وأضافت الصحيفة أنه "من المرات الاستثنائية التي تتوحّد فيها فئات المجتمع كلها على اختلاف أنواعها وتساهم في إخراج هذا العمل الصغير بحجمه والكبير جدا برمزيته".

ومع ذلك، يرى الجريد أن المؤسسات التي تبنت هذا الإعلان لا تمثل كافة الشعب الكويتي، بمختلف انتماءاته.

وقال إن "هؤلاء المتطرفون متغلغلون في مفاصل الدولة الحساسة، والقيادة السياسية ليس لديها مشكلة في ذلك بدليل خروج هذه الإعلانات في وقت يرتفع فيه صوت التطرف الديني بالكويت خارج رحم الدستور الكويتي".

وأضاف: "انتظر شجرة الكريسماس ستكون هي موضوعهم المقبل".

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما