26-11-2022
مقالات مختارة
|
أخبار اليوم
بات واضحاً انّ "حزب الله" لا يتبنى راهناً الّا مرشحاً واحداً لرئاسة الجمهورية، هو الوزير السابق سليمان فرنجيّة، ويعول على ارتفاع منسوب التفاهم الإقليمي مع طهران لتعزيز فرص مرشحه الرئاسي، فيما الواقع اليوم لا يوحي بأن طهران أو القوى القريبة منها مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة، الّا انّ هناك مشاورات وإتصالات يقوم بها الحزب مع حلفائه، للوصول الى اتفاق قوامهُ الأساسي مسيحيّاً وسنيّاً وشيعيّاً حول إسم فرنجيّة، بإنتظار التسوية الكُبرى.
ووفق هذه المؤشرات، يعمل الحزب مع الرئيس نبيه برّي فوق الطاولة وليس تحتها، لتسويق فرنجيّة الذي لم يعلن ترشيحه رسمياً حتى اللحظة، والدفع نحو فوزه ورفع "بطاقة حمراء" امام اللاعبين الرئاسيين الآخرين، علماً انّ "الثنائي" لا يقفلان باب الحوار مع أحد، خصوصاً الحوار القائم على "قدمٍ وساق" بين بكركي وحارة حريك، تحت سقف تبادل الآراء والأفكار حول الاستحقاق الرئاسي المُنتظر.
وتفيد المعطيات في هذا السياق، انّ الحزب وضع اسم فرنجيّة على طاولة البطريركية المارونية، تحت خانة الاستطلاع وامتزاج الآراء، دون حصول الحزب على ايّ جواب، على إعتبار انّ الكنيسة المارونية لا تدخل في بازار الأسماء اطلاقاً، وليس هناك مُرشح مُحدد لها.
في هذا الوقت تتجه انظار المراقبين السياسيين، الى الفاتيكان التي وصلها امس، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومن المتوقع انّ تكون قضية لبنان والشغور الرئاسي حاضرة بقوّة، لا سيما لجهة انتخاب رئيس الجمهورية في أسرعِ وقتٍ ممكن، وتأليف حكومية إنقاذية تُعيد الإنتظام السياسي في المؤسسات، تُحاكي تطلعات اللبنانيين، وتُخرج البلاد من حالات التشرذم والانقسامات وفخ الانهيار.
تزامناً، يزور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واشنطن، الاسبوع المُقبل، وبحسب المعلومات الدبلوماسية انّ الجانبين لا يضعان الملف اللبناني على رأس قائمة أولوياتهما في المرحلة الحالية، وسط زيادة الضغوط على طهران، بحيث اتهم صباح اليوم مرشدها الاعلى علي خامنئي الأعداء بإستهداف العمق الاستراتيجي الايراني، ما سيدفع الحزب تلقائياً، الى تعقيد الإستحقاق أكثر، وبالتالي على الصعيد الداخلي، لن يذهب الى خيار تقديم التنازلات، بل التمسّك أكثر بإيصال فرنجيّة إلى الرئاسة، وقطع الطريق أمام أيّ مرشح من المعارضة.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار