18-11-2022
مقالات مختارة
|
المركزية
أبلغ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المسؤولين الفرنسيين الذين تمكّن، بوساطة قطرية، من الاجتماع بهم في باريس في الساعات الماضية، بمَن لا يريده رئيسا للجمهورية، الا انه لم يقل لهم من يريد! هذا الضياع "البرتقالي"، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، يدل على ان الرجل لم يتمكّن من تسويق نفسه ولا ترشيحه، في الخارج. على اي حال، فإن هروبه من مسألة دعمه، الى المطالبة بتسوية عريضة، تشمل الى الانتخابات الرئاسية، تفاهما على شكل الحكومة ورئيسها ومهامها، يدلّ على انه أخفق في انتزاع موافقة غربية - يجب ان تنطلق من فرنسا، لولبِ الحركة الدولية التي تُعنى بالملف اللبناني - على تأييده في السباق الى قصر بعبدا.
في ضوء هذا الفشل، تشير المصادر الى ان يجب رصد الخطوة المقبلة التي سيخطوها باسيل، في الداخل، غداة عودته الى بيروت. فالرجل، الذي رفض بشدة السير برئيس تيار المردة سليمان فرنجية، كما قال في تسجيله الصوتي المسرّب عمدا على الارجح، ورفض ايضا وفق معلومات متقاطعة، ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، سيجلس من جديد مع حزب الله.فهل سيتفق باسيل معه على مرشّح يطرحه رئيس التيار؟ ام ان الاخير سينفصل عن مسار حزب الله الرئاسي ويُكمل المشوار الى الانتخابات وحيدا، عبر ترشيح نفسه او عبر تسمية مرشح آخر "توافقي"، قال أمس إنه لا يزال يبحث عنه؟ الاكيد ان حزب الله ساير باسيل كثيرا في مسألة الورقة البيضاء، وأعطاه الوقت اللازم لمحاولة "شدشدة أوضاعه" في الخارج والداخل، لكن على الضاحية ايضا ان تُرضي حليفها الثاني فرنجية، الذي بدوره، استوعب تريّثَ حزب الله لكن شرط ان ينتهي هذا الاستيعاب، بدعمٍ له.
امس، أوضح نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ الحزب لم يعلن حتى الآن المرشح لرئاسة الجمهورية الذي سيصوّت له "رغبةً منا لإعطاء المزيد من الوقت للحوار مع القوى السياسية المختلفة والكتل النيابية المختلفة، علّنا نستطيع اختيار الرئيس المناسب بالتعاون والتشارك"، مشيراً إلى أنّ "الورقة البيضاء التي نضعها في صندوق الاقتراع هي إشارة إيجابية وفتح الطريق للاتفاق". وقال: نحن لا نريد المناورة كما فعل بعضهم بطرح اسم للحرق كمعبر للخيار الحقيقي الذي يريدونه، مؤكداً أنّ الحزب مع انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت "شرط أن يملك المواصفات التي تجعله صاحب خيار سياسي واقتصادي ينسجم مع لبنان القوي المستقل الذي لا يكون تابعاً ثم نعالج المشاكل الأخرى بالتفاهمات المختلفة". وقال إنّ "أكثرية النواب في المجلس النيابي الحالي يتوافقون معنا على مواصفات الرئيس لكن هناك اختلاف في تطبيق هذه المواصفات على بعض الأفراد، مع ذلك الأمر يحتاج إلى المزيد من النقاش والحوار".
الحزب اذا أراد إعطاء وقت للحوار، وهذا الحوار ليس بين الكتل كلّها بقدر ما هو بين الحزب وباسيل وفرنجية.. فهل سيبلغ الحزب باسيل ان هذا الوقت نفد؟ وهل سنرى الحزب قريبا، في ظل تعثر مسار باسيل وتصلّبه إزاء فرنجية، يخرج من رماديته وينتقل من الورقة البيضاء إلى التصويت لرئيس المردة، أيا كان موقف باسيل من هذا التصويت؟!
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار