07-11-2022
عالميات
|
الحرة
ويأتي تنظيم قمة المناخ في نسختها الـ27، في إطار المساعي الدولية إلى تقليل حجم المخاطر البيئية التي يتعرض لها كوكب الأرض، والحد من تأثير النشاط البشري على المناخ، مع ارتفاع التحذيرات بحتمية وإلحاح مواجهة مخاطر التغيرات المناخية بحزم وجدية أكبر.
ويقصد بتغير المناخ التحولات بعيدة الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس، وقد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث، على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية، أو بسبب الأنشطة البشرية، التي تبقى أكبر مسبب لتغير المناخ منذ القرن التاسع عشر، ويرجع ذلك أساسا إلى حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز، وفق لمادة لمنظمة الأمم المتحدة، بشأن مسالة التغيرات المناخية.
ويعد الوقود الأحفوري أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، وحوالي 90 في المئة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وينتج عن حرق الوقود الأحفوري، خلال الأنشطة الإنسانية المختلفة، تشكل انبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الغلاف الجوي للكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس، ورفع درجات الحرارة.
ويتسبب ارتفاع تركيز غازات الدفيئة داخل الغلاف الجوي، في ظاهرة الاحتباس الحراري، التي ينتج عنها عدد من المخاطر البيئية، أبرزها ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.
ويؤدي الارتفاع في درجات الحرارة بدوره إلى العديد من المشكلات التي تخل بالتوازن البيئي، مثل اندلاع وانتشار حرائق الغابات بسهولة أكبر، وارتفاع منسوب المياه في البحار وغيرها.
كما يؤدي ارتفاع الغازات الدفية، ومعه ارتفاع درجات الحرارة، إلى زيادة العواصف التي تصبح أكثر حدة وتكرارا في العديد من المناطق، وتتسبب العواصف من جانبها، في ارتفاع زيادة نسب هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات.
ويمكن أن ينتج عن ارتفاع درجة حرارة، ارتفاع مواز في حرارة مياه المحيطات، مما يؤدي إلى اشتداد والزوابع والأعاصير الاستوائية، التي غالبا ما تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة.
كما يسبب الاحترار العالمي، تفاقم أزمة نقص المياه في المناطق الجافة وزيادة أخطار الجفاف، وتأثيراته المختلفة على النظم البيئية والزراعية. ويمكن أن يسبب الجفاف أيضا عواصف رملية وترابية مدمرة، قد تنقل مليارات الأطنان من الرمال عبر القارات.
ومع نقص الماء، ينتظر أن تعاني الكرة الأرضية من اتساع المناطق الصحراوية، مما يقلل من مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، ويقلل كم فرص الحصول على ما يكفي من المياه بشكل منتظم، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
وتمتص المحيطات معظم الحرارة الناتجة عن الاحتباس الحراري، وزادت خلال العقدين الماضيين، معدلات هذه الظاهرة التي تسبب تمدد مياه البحر، والتي تسبب إلى جانب ذوبان الصفائح الجليدية ارتفاعا في مستويات سطح البحر، مما يهدد المجتمعات الساحلية والجُزُرية.
في نفس السياق، تشير المنظمة الأممية، إلى أن التغيرات التي يعرفها المناخ، تتسبب في تأثيرات على كل الأنواع الحية، على الأرض وفي المحيطات، حيث تفاقمت نسب انقراض واختفاء كائنات حية بمعدلٍ أكبر 1000 مرة من أي وقت مضى في التاريخ البشري المسجل.
وسجل التقرير أن مليون نوع من الكائنات الحية معرض لخطر الانقراض خلال العقود القليلة المقبلة. وتعد حرائق الغابات والطقس القاسي وتدهور السلاسل البيئية، الناتجة عن تغيرات المناخ، من بين أكثر ما يهدد وجودها.
كما ترتبط التغيرات في المناخ بارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية في العالم. حيث أدى الإجهاد الحراري إلى تقليل المياه والأراضي العشبية الصالحة للرعي، مما تسبب في انخفاض غلة المحاصيل وأثر على الثروة الحيوانية، وتسبب نقص الغذاء خلال العقد الماضي في نزوح ما يقدر بنحو 23.1 مليون شخص في المتوسط كل عام، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
وإلى جانب المخاطر المذكورة، يمثل تغير المناخ أكبر تهديد صحيٍ يواجه البشرية، حيث تؤدي المشاكل المرتبطة به، مثل تلوث الهواء، وظهور الأمراض، والظواهر الجوية القاسية، والتهجير القسري، والضغوط على الصحة العقلية، وزيادة الجوع وسوء التغذية، (تؤدي) إلى وفاة ما يقارب 13 مليون شخص سنويا.
في هذا السياق، يقول منسق برنامج الصحة والتغير المناخي في منظمة الصحة العالمية، ديارميد كامبل ليندرم، إن "تغير المناخ يقتل الناس، إذ يؤثر على الأساسيات التي نحتاجها للبقاء على قيد الحياة - الهواء النظيف والمياه الآمنة والغذاء والمأوى – مع تضرر الأشخاص الأكثر ضعفا من أسوأ الآثار".
وتشير التقارير الأممية المتعلقة بالمناخ، إلى أنه بالرغم من أن تداعيات التغيرات المناخية تصل كل مناطق العالم، إلا أن تأثيراتها الأشد قسوة "غير متساوية" بين الدول، موضحة أن بلدان أفريقيا وآسيا وأميركا الوسطى والجنوبية ستعرف ارتفاع درجات الحرارة أكثر من غيرها.
من جانبها، تكشف منظمة العفو الدولية أن ملايين الأشخاص في العالم، يعانون بالفعل من التأثيرات المفجعة لكوارث الطقس الشديدة التي يفاقمها تغير المناخ، بدءا من الجفاف الذي يدوم فترات طويلة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وصولا إلى الأعاصير المدارية المدمرة التي تكتسح جنوب شرق آسيا، والكاريبي والمحيط الهادي.
وحسب المصدر ذاته، تسببت درجات الحرارة الشديدة في موجات حر قاتلة في أوروبا، وحرائق غابات في كوريا الجنوبية، والجزائر وكرواتيا الصيف الماضي، كما سجلت فيضانات شديدة في باكستان، وترك الجفاف الشديد والمطول في مدغشقر مليون شخص أمام فرص محدودة جدا للحصول على غذاء كاف.
من جانبها حددت منظمة " Concern Worldwild"، قائمة لأكثر 10 بلدان بالعالم متضررة من التغيرات المناخية، وجاءت أفغانستان في صدارة الدول، تليها بنغلادش، ثم تشاد، وهايتي، وكينيا وملاوي والنيجر ثم باكستان والصومال ثم السودان على التوالي.
أخبار ذات صلة
متفرقات
الأمطار قادمة في الأيام المقبلة…
متفرقات
كيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟
متفرقات
كيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟
متفرقات
كيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟
متفرقات
كيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟
أبرز الأخبار