05-11-2022
محليات
غداً، يكون قد مضى أسبوع كامل على مغادرة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون قصر بعبدا، ايذاناً بطي صفحة، ليست مضيئة بتاريخ لبنان، وضعت البلد على سكة الانقسامات، وكادت ان تعيد عقارب الساعة الى الوراء، بمعنى تجاوز دستور الطائف، وإغراقه باشكالات، ومطالبات، بهدف تصديعه او تجاوزه لنظام حكم لا يخدم وحدة الثوابت التي تضمنتها مقدمة الدستور، لجهة الوطن الواحد النهائي لجميع ابنائه، واحد أرضاً وشعباً ومؤسسات، عربي الهوية والانتماء، وملتزم مواثيق الجامعة العربية ومنظمة الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان، وبمبدأ فصل السلطات وتوازنها وتعاونها، والانماء المتوازن للمناطق ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً كركن اساسي من أركان وحدة الدولة واستقرار النظام، الى آخر المسلمات الوطنية من «أ» الى «ي»، كما وردت في مقدمة الدستور المعمول به اليوم.
وعليه، تتجه الانظار اليوم الى مؤتمر احياء الذكرى الـ 33 لتوقيع اتفاق الطائف الذي تنظمه الرياض في قصرالاونيسكو بإشراف السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، وبمشاركة حشد من النواب والقوى السياسية والفعاليات. على ان يشهد الاسبوع المقبل جلسة جديدة هي الخامسة لانتخاب رئيس جمهورية، من دون ظهور اي بوادر تفاهم او اتفاق حتى الان وسط التجاذبات والمواقف العامة القائمة.
وعشية المؤتمر الذي تقيمه السفارة اليوم، زار السفير بخاري السراي الكبير، والتقى الرئيس ميقاتي حيث بحث معه في موضوع «اتفاق الطائف».
ويكتسب مؤتمر الاونيسكو اهمية بالتزامن مع الجهود المبذولة لانتخاب رئيس الجمهورية، على قياس الطائف، كدستور، انهى الحرب الداخلية، وفتح الباب امام الاستقرار، وعرف لبنان طوال مرحلة الحم بموجبه من مراحل من النمو والازدهار، والسيطرة على الانهيارات المالية، وعلى مستوى الدولار قبل التوصل الى اتفاق الطائف العام 1989.
وفي السياق، اشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل ليست إلا رقما يتم إضافته إلى سجل الجلسات الانتخابية السابقة من حيث تعذر انتخاب رئيس للبلاد، مشيرة إلى أن هناك إمكانية أن يتم طرح أسماء قد تشكل مفاجأة، ولفتت إلى أن الأيام المقبلة تشهد. تكثيفا للاتصالات قبيل جلسة الانتخاب، على ان الثنائي الشيعي لم يحسم أمره بعد في دعم أي شخصية مع العلم أن معطيات أشارت إلى أن كتلة التنمية والتحرير تميل الى النائب السابق سليمان فرنجية.
ورأت هذه المصادر أنه في المقابل توحي الأجواء أن النائب ميشال معوض يحوز على أصوات المعارضة مع أصوات إضافية، لكنها غير كفيلة لأيصاله إلى سدة الرئاسة.
إلى ذلك، كررت المصادر ان البلد دخل مرحلة الشغور ورفع السقوف دون أي قرار بخفضها،وهذا يعزز أهمية على استحالة الوصول إلى أي تفاهم وانتخاب رئيس للبلاد قريبا.
وسط ذلك أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، أنّ «الوضع في لبنان قد يزداد سوءًا، مع فراغ غير مسبوق في السلطة».
ووفقا لما اشارت اليه «اللواء» فإن الاتجاه لدى فريق 8 آذار الجهر بتسمية النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة الاولى، بصرف النظر عن موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
وقالت مصادر قيادية في 8 آذار لـ «اللواء» ان الملف اللبناني بشقيه السياسي والاقتصادي اكبر من جبران باسيل بكثير… قد يكون الرجل قادرا بمكان ما على الحصول على مراعاة شخصية من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله حول بعض الملفات الداخلية غير الاستراتيجية، ولكن عند الحقيقة فان الاولويات والاستراتيجيات تتقدم على اي ملف اخر، وبالنسبة للحزب فان انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية بات اولوية استراتيجية غير قابلة للنقاش، وهذا الملف خرج من الزواريب اللبنانية الداخلية الى التفاهمات الاقليمية والدولية والعربية حول الملف اللبناني برمته، من هنا، فان مسالة الوقوف عند خاطر باسيل في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية خاضعة للمعايير الاخلاقية التي يتعاطى بها حزب الله مع حلفائه فقط لا غير بانتظار اللحظة الاقليمية والدولية التي ستأتي بفرنجية الى قصر بعبدا (راجع ص 3).
شيا: المواصفات الرئاسية
وعلى الخط الرئاسي، دخلت السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا، اذ دعت لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يضع مصالح لبنان أولاً، في حساباته، ويكون قادراً على الحديث مع المجتمع الدولي.
وبالنسبة لحزب الله صرحت شيا بأنه «لا أجادل في أن حزب الله يمكن أن يكون براغماتيا أحيانا ولكنني لست في موقع يمكن أن يقيم مدى براغماتيهم في موضوع اتفاق الترسيم لأننا لا نتحدث معهم ولا حتى عبر وسطاء».
ووصفت السفير شيا في لقاء مع عدد من الإعلاميين، اتفاق ترسيم الحدود بأن اتفاق تاريخي، مطالبة بأخذ روحية بروحية في معالجة مشكلات أخرى عالقة.
مشيرة الى ان الاتفاق قد يكون ارضية لتفاهمات في المستقبل.
وقالت: لبنان بحاجة ماسة الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي بشروطه الثمانية، واعتبرت ان قرض الـ3 مليارات، ليس هو الاساس فالأهم من الاموال، هو الاتفاق» لانه يأتي بالاستثمارات لاحقاً بحد ذاته.
ورمت المسؤولية في ما خصَّ استجرار الغاز والكهرباء، على وزارة الطاقة، اذ طالت المفاوضات، وطالبت بتحسين الجباية، وانشاء الهيئة الناظمة للكهرباء، وهما شرطان يطالب بهما البنك الدولي لتوفير التمويل اللازم.
بروفة الخميس
بالمقابل، طرحت التعديات التي حصلت من قبل مناصري التيار الوطني الحر ضد المشاركين في حلقة «صار الوقت» الخميس الماضي، واستقدام عناصر من الجيش اللبناني للسيطرة على الموقف، مخاوف من لجوء اطراف تشعر بالاحباط السياسي من استخدام التوترات الامنية، وتوسيعها الى ايجاد بؤر توتر في غير منطقة.
و بقيت اصداء الفوضى التي شهدتها محطة ام تي في مساء امس بفعل غضب مناصري التيار الوطني الحر من المحطة، تتردد مثيرة موجة ردود فعل مستنكرة ومتضامنة مع المحطة ومع الحريات، اجتمع الرئيس ميقاتي اليوم مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وتم البحث في الوضع الامني وعمل وزارة الداخلية. وشدد مولوي على «الامساك بالأمن خصوصا في هذه المرحلة».
نشاط ميقاتي
مع تسلحه بتوصية المجلس النيابي بمواصلة تصريف الاعمال بعد الفراغ الرئاسي، واصل الرئيس ميقاتي معالجة القضايا الملحة، فترأس امس، إجتماعا لممثلي الدول والهيئات المانحة من اجل مكافحة وباء الكوليرا،وشارك فيه وزير الصحة فراس الأبيض، وزير الداخلية القاضي بسام مولوي، وزير الطاقة والمياه وليد فياض وسفراء: الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا، الصين، الاتحاد الأوروبي، كوريا الجنوبية، سويسرا، النمسا، استراليا، المانيا، الدانمارك، ايطاليا، كندا، المملكة العربية السعودية، القائم بأعمال سفارة الكويت، السكرتيرة الاولى لسفارة اليابان، القائم بأعمال سفارة النروج وممثلون عن البنك الدولي، منظمة الصحة العالمية، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، برنامج الأمم المتحدة الانمائي، اليونيسف، ووحدة إدارة المخاطر والكوارث في رئاسة مجلس الوزراء، مجلس الانماء والاعمار.
كما التقى وزراء الداخلية بسام المولوي، والثقافة وسام مرتضى والاعلام زياد مكاري وتابع معهم شؤون وزاراتهم. كما إلتقى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وتم خلال اللقاء عرض للتطورات الأوضاع السياسية المحلية والدولية.
والبارز في نشاط ميقاتي امس ايضا لقاء سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، حيث بحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين. كما تطرق البحث «الى موضوع اتفاق الطائف، في ضوء اللقاء الذي تقيمه السفارة السعودية اليوم في قصر الاونيسكو، لمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين للاتفاق».
من جهة ثانية، وجه رئيس الحكومة كتابا الى كل من وزارات الداخلية والبلديات والمالية (ادارة الجمارك) والدفاع الوطني والعدل والأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع والنيابة العامة التمييزية، يتعلق بإدخال بضائع من دون إستيفاء الرسوم المفروضة، جاء فيه: صرح أحد النواب بأن في مرفأ بيروت مافيا تقوم بإخراج أي كونتينر وتوصله لأي تاجر مقابل 5 إلى 10 الآف دولار من دون المرور بالجمارك. للتفضل بالاطلاع وإجراء التحقيقات اللازمة بالسرعة الممكنة بإشراف القضاء المختص والإفادة.
الى ذلك، ذكرت بعض المعلومات ان الرئيس ميقاتي سيزور مصر نهاية الاسبوع المقبل، للمشاركة في قمة المناخ العالمية التي تنعقد هذا العام في القاهرة يومي الاثنين والثلاثاء، على ان تشكل الزيارة مناسبة لمتابعة المحادثات التي اجراها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش قمة الجزائر، خصوصا لجهة المساعدات المصرية الموعودة لا سيما اللقاحات في مواجهة الكوليرا وقد باتت في عهدة وزيري الصحة في البلدين.
كما علمت «اللواء» من مصادر السرايا الحكومية انه ستكون للرئيس ميقاتي لقاءات مع عدد من رؤساء وحكومات وممثلي عدد من الدول العربية والاجنبية المشاركة في القمة للبحث في مختلف الاوضاع المطروحة محلياً واقليمياً ودولياً.
مواقف
وفي المواقف ذات الصلة بالاستحقاق الرئاسي رأى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك ان «وضعنا بعد الفراغ الرئاسي ليس على ما يرام، فالحاجة والضرورة تقتضي إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالتفاهم والتوافق، على الشخصية التي تلبي طموح اللبنانيين، بالحماية والعدالة والإنصاف، لا يكون مرتهنا للإملاءات من الداخل أو الخارج، لا يهاب في مصلحة وطنه أحداً، قادر على إخراج الوطن من الأزمات، التي تتفاقم في جميع المرافق الحياتية، وفي مقدمتها المعيشية والمالية، بالانفتاح على دول العالم بشرقه وغربه، باستثناء الكيان الصهيوني المؤقت الغاصب لفلسطين».
وغرّد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن عبر «تويتر»: «يغيب الحوار وتحل التوترات، ونعود الى جلسات إنتخاب أسبوعية أشبه بمسرحية مملة لا فائدة منها طالما لم نتوافق على رؤية إنقاذية وشخصية قادرة وجامعة، كل مواطن ومسؤول حر وحريص يشعر بالخجل من هذا العجز والإنحدار، لا تركنوا للعجز ولا تنتظروا الإملاءات الخارجية، حافظوا على الكرامة الوطنية»!
وتوقع عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية «ان تكون جلسة انتخاب الرئيس المقبلة كسابقاتها، لأنه لم يتم التوافق بعد على اسم للرئيس».
الوضع المعيشي
على الصعيد المعيشي، وعشية مناقشة اللجان النيابية المشتركة الكابيتال كونترول الاثنين، صدر جدول جديد لأسعار المحروقات امس، لحظ ارتفاعاً في سعر صفيحة البنزين بنوعَيه 9 آلاف ليرة، أمّا سعر صفيحة المازوت فتراجع 13 ألف ليرة، وقارورة الغاز 3 آلاف.
وقال رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاسترو عبد الله،: بعد ثلاثة أشهر من اليوم سيدفع الشعب فاتورة كهرباء مدولرة قابلة للزيادة في سعر الكيلو واط. فإلى الشارع والى الساحات للتصدي لرفع الدعم الكلي عن الكهرباء، ومن خلال الهاء الشعب بمناكفاتهم التحاصصية واشتباكهم السياسي ومن خلال الفراغ الكلي الذي اوصلونا اليه يحاولون تمرير كل متطلبات صندوق النقد الدولي وشروطه، ويبقى الخوف الاكبر هو ما يحضر للقطاع العام ولموظفيه في كافة الادارات ولمتقاعديه ومحاولتهم التخلص من ما يقارب 300 الف موظف ومتقاعد في القطاع العام.
المغرب يُحبط عملية تهريب مليوني حبة كبتاغون آتية من لبنان
أعلنت الشرطة المغربية أنها أحبطت، أمس، في ميناء طنجة شمال المملكة، عملية تهريب دولية لأكثر من مليوني حبة من مخدر الكبتاغون، كانت على متن باخرة قادمة من لبنان باتجاه ميناء في غرب أفريقيا.
وقالت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان إنها تمكنت من «إجهاض عملية للتهريب الدولي لشحنة كبيرة من المؤثرات العقلية، وحجز مليونين و18 ألفا و500 قرص مخدر من نوع كبتاغون».
وأوضحت أن هذه الشحنة تم ضبطها داخل حاوية بضائع كانت على متن باخرة تحمل علم دولة أوروبية، «انطلقت من أحد الموانئ بدولة لبنان ومتوجهة صوب ميناء في دولة في غرب أفريقيا»، لم يتم تحديدها.وأشارت إلى فتح تحقيق للكشف عن كافة «المرتبطين بالشبكة الإجرامية المتورطة في محاولة تهريب هذه الشحنات الكبيرة من المؤثرات العقلية … وتحديد تقاطعاتها وروابطها الإقليمية والدولية»، فيما لم يعلن بعد عن توقيف مشتبه بهم.
وتُعد حبوب الكبتاغون من المخدرات سهلة التصنيع، وتباع بسعر رخيص في الأسواق، ويرى فيها البعض بديلاً رخيصاً عن الكوكايين.
لكن هذا المخدر ليس منتشرا في المغرب، بخلاف الحشيشة التي تعد المملكة أهم منتجيها في العالم، وتعلن الشرطة المغربية بشكل متواتر إجهاض عمليات لتهريبها نحو أوروبا على الخصوص.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار