22-10-2022
صحف
|
الديار
الصورة الحكومية ما زالت غامضة ولا زال اللواء عباس ابراهيم يتنقل بين ميرنا الشالوحي والسراي الحكومي وعين التينة لتذليل العقبات وسط دعم مطلق لتحركه من حزب الله ومتابعة من المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل ورئيس جهاز الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا.
لكن العقد ما زالت على حالها فالوزير باسيل مصر على تبديل ثلاثة وزراء وتحديدا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب فيما الرئيس ميقاتي مصر على ان يشمل التغيير وزير الطاقة وليد فياض وان يكون اسمه من ضمن الوزراء الثلاثة التي يريد تغييرها باسيل. وفي المعلومات ، ان ميقاتي وافق على ان يبقى فياض شرط ان تسند وزارة الطاقة لوزير غيره وهذا ما رفضه باسيل. والامور عالقة عند هذه النقطة. انما في الوقت ذاته الاتصالات لم تتوقف في ظل معلومات بان الحكومة ستبصر النور ما بين 25 تشرين الاول وقبل مغادرة الرئيس عون بعبدا نتيجة تمسك حزب الله بولادة حكومة كاملة الصلاحيات منعا للفوضى الدستورية خلال مرحلة الفراغ الرئاسي.
وفي التفاصيل، يقوم حزب الله بحث الاطراف على تشكيل حكومة للبلد وفقا لاوساط سياسية مطلعة وذلك ان المقاومة تريد ان تؤمن خروجا مشرفا للرئيس ميشال عون من القصر عبر تعويض معنوي في اشراكه في الحكومة المقبلة. اضف على ذلك، يسعى حزب الله الى تفادي قيام عون بخطوة دستورية تحدث بلبلة في البلد خاصة في ظل الكلام التصعيدي الذي يتكاثر من قبل نواب التيار الوطني الحر. كما لا يريد حزب الله الوصول الى فوضى دستورية وفراغ على الصعيد الحكومي ايضا ولذلك يحاول تدوير الزوايا وتأليف حكومة لادارة مرحلة الفراغ الرئاسي الذي لا تعرف مدتها.
في النطاق ذاته، تسأل مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي اولئك الذين يصرون على تسمية وزير درزي من حصة التيار الوطني الحر أو القوى السياسية التي خسرت الانتخابات، هل يقبلون بهذا المنطق نفسه في ما يعنيهم هم؟ هل يقبل التيار الوطني بتسمية وزير مسيحي من خارج التمثيل النيابي الذي فاز في الانتخابات؟ هل يقبل الثنائي الشيعي بتسمية وزير شيعي من خارجهم؟ لماذا يريدون تطبيق على الدروز ما لا يقبلونه على انفسهم؟
واذ اكدت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي رفضها الانخراط في بازار التأليف من باب المحاصصة ودعت الرئيس المكلف الى اعتماد المعايير نفسها في التشكيلة لعدم الغرق في اي مستنقع توزيري يخرجها عن الهدف المفترض وهو العمل لمعالجة الاوضاع الاقتصادية القاسية، والا فلا قيمة للحكومة.
ازعور اسم جديد يدخل على لائحة مرشحي رئاسة الجمهورية
في موضوع رئاسة الجمهورية فان الجلسات التي يدعو اليها الرئيس نبيه بري فهي فولكورية باعتراف كل القوى السياسية ولم يتم التوافق حتى اللحظة على شخصية محددة في ظل معلومات عن توجه الرئيس بري لعقد طاولة حوار يشارك فيها الجميع من اجل الوصول الى قواسم مشتركة ورئيس يرضي الجميع. ذلك ان قوى 8 آذار معروف انها تدعم النائب سليمان فرنجية لكن اعلان ترشيحه يرتبط بملفات محددة تجنبا لحرق اسمه وبالتالي فريق 8 اذار يعتبر المرشح ميشال معوض رئيس تحدٍ. الامور سترسو في النهاية بين فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون لكن وصولهما يحتاج الى تسوية عربية ودولية كبيرة وهذا متعذر حاليا وعليه يمكن التوافق عندها على شخصية توافقية على غرار زياد بارود وناجي البستاني او جهاد ازعور الذي فتح خطوط التواصل مؤخرا مع الوزير جبران باسيل.
الثنائي الشيعي: الورقة البيضاء هي دعوة للتحاور بعيدا عن البهورة
في غضون ذلك، وردأ على اتهامات المعارضة بالتعطيل الرئاسي، تؤكد اوساط نيابية في «الثنائي الشيعي» لـ»الديار» ان هذه الاتهامات باطلة ولا اساس لها لكونها تخالف المنطق السياسي للامور.
وتشير الى ان لا فريق سياسياً يمتلك الاصوات الكافية لايصال مرشحه الرئاسي، فالثنائي والتيار الوطني الحر وتحالف 8 آذار لم يصلوا في الجلسة الاولى الى اكثر من 63 صوتاً وصوتوا وقتها للورقة البيضاء لأنهم لا يريدون الصدام مع احد.
وتضيف: الكل يعرف ان فريقنا لا يمتلك 65 نائباً ولو كان ذلك لأنتخبنا مرشحنا منذ الجلسة الاولى، والطرف الآخر المعارضة استطاع في جلسة الخميس ان يؤمن 44 صوتاً لميشال معوض بينما صوت النواب السنة و»التغييريون» لـ17 ورقة لاغية لا تحمل اسم مرشح محدد. وبالتالي كيف يتهم فريقنا بأنه يعطل وهو يحضر الى مجلس النواب ويصوت ولو بورقة بيضاء، بينما يصوت آخرون بالطريقة نفسها فلماذا يتهم فريقنا بالعرقلة اذن؟
وتخلص الاوساط الى ان الورقة البيضاء هي دعوة الى التوافق وبعيداً من منطق الهوبرة والتحدي وللوصول الى مرشح ينال الاكثرية المطلوبة للوصول الى بعبدا.
القوات اللبنانية: متمسكون بميشال معوض وعلى تنسيق متواصل مع الاشتراكي
من جهتها، قال القوات اللبنانية للديار انها ستبقى على دعمها للنائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية وهذا التأييد ليس ظرفيا بل يركز على ما يتمتع به من مواصفات سيادية واصلاحية من اجل وضع الدولة اللبنانية على سكة التغيير الحقيقي بعد الانهيار الكبير ماليا الذي شهدته والحصار الخارجي وتراجع الحضور للدولة ومؤسساتها داخليا. وترى القوات ان لبنان بحاجة الى رئيس للجمهورية قادر على الحكم وان لا يقبل سوى تطبيق الدستور ويكون رأس حربة في تنفيذ القانون.
واكد مصدر القوات اللبنانية ان الحزب التقدمي الاشتراكي لا يزال على موقفه المؤيد لمعوض خير دليل على ذلك سيكون يوم الاثنين 24 تشرين الاول حيث سيصوت نواب كتلة اللقاء الديمقراطي لميشال معوض في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية. وتابعت ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يقول انه لن يغير دعمه لمعوض في عدة جلسات حصلت بين اعضاء من القوات اللبنانية ومن الحزب التقدمي الاشتراكي. واشارت الى حصول تنسيق دائم بين الحزبين واذا طرأت مستجدات فالقوات والاشتراكي سيتخذان معا موقفا بعد بحث وحوار سياسي ديمقراطي يصب في مصلحة البلد.
واعتبرت القوات اللبنانية ان الفريق الاخر في مرحلة ضياع ويتحمل مسؤولية الفراغ الرئاسي لانه لم يتقدم بأي مرشح لرئاسة الجمهورية ليصار الى مواجهة ديمقراطية بين مرشحين داخل البرلمان.
اما عن دعوة الرئيس نبيه بري للحوار، اوضحت مصادر القوات انه من المبكر اعطاء اي موقف منها وعندما تحصل سيتم النظر الى مضمونها وتوقيتها ويبنى على الشيء مقتضاه.
وفي موضوع النواب التغييريين، ليست القوات وحدها من تنتقد بعض ممارساتهم انما الناس التي انتخبتهم من اجل الاصلاح والتغيير والوضوح في الموقف السياسي وبالتالي مطلوب من هؤلاء النواب ان يتخذوا موقفا ليس فقط معنويا بل عمليا عبر التعاون ومواجهة المشكلة الرئيسية وهي المنظومة السياسية.
التقدمي الاشتراكي: تهديد باسيل بالفوضى امر خطير على البلاد
بدورها، شددت مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي للديار انه حتى الساعة اللقاء الديمقراطي يدعم مرشح لرئاسة الجمهورية هو النائب ميشال معوض، ولا مجال للحديث عن مرشح آخر قبل ان تأخذ الكتل النيابية الاخرى قرارها بتسمية مرشحين او الانفتاح على النقاش حول اسم توافقي، وعندئذ اذا ما وجدنا هناك فرصة حقيقية نحن والنائب معوض نتفق على كيفية مقاربة الموضوع. ولكن الحديث عن سيناريو التخلي عن معوض بقصد التعمية على عدم اقدام الاخرين على القيام بدورهم فهو امر لم يعد ينطلي على الرأي العام.
على صعيد اخر، اشارت المصادر الى ان الحزب كان قد اعلن موقفه من ملف الترسيم بشكل واضح عن ضرورة التوصل الى هذا الاتفاق لتحصيل وتحصين حقوق لبنان بالنفط والبدء بمسار الاستثمار لهذه الثروة الموعودة في اطار واضح من القانون والشفافية. وقد بادرت كتلة اللقاء الديموقراطي بتوقيع من رئيسها النائب تيمور جنبلاط الى تقديم اقتراح قانون لانشاء صندوق سيادي يضمن حقوق الاجيال المقبلة في هذه الثروة.
اما مع اقتراب عهد الرئيس ميشال عون من نهايته، اكدت مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي ان الاولوية ان لا تتكرر مثل تجربة هذا العهد وان نذهب لانتخاب رئيس وعدم ترك البلد في شغور، وبالوقت نفسه حذرت المصادر من الكلام التهويلي الذي يخرج به رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يهدد بالفوضى، معتبرة ان هذا الكلام يدين كل المنطق الذي يزعمه باسيل لناحية القول انه مع بناء الدولة لان هذا الامر لا يكون بالتهديد بالفوضى اذا لم تحصل الامور على هواه.
اتفاق الترسيم الاسبوع المقبل
وفي ملف الترسيم البحري، تكشف اوساط متابعة لـ»الديار» ان الاتهامات المستمرة بتفريط العهد وحزب الله بالحقوق اللبنانية مجرد هراء ومزايدات وستنتهي مجرد التاكد من مدى حجم الانجاز الذي حققه لبنان الرسمي والشعبي ومقاومته.
ويذكر ان ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت الاسبوع المقبل وسيسلم كل من لبنان والكيان الصهيوني نسخة من الاتفاق موقعة من واشنطن على ان يوقع لبنان والعدو كل على ورقة منفصلة في الناقورة وبشكل منفصل.
أبرز الأخبار