15-10-2022
مقالات مختارة
|
أخبار اليوم
يلعب رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل اوراقه الأخيرة، فلا حلّ عندهُ سوى بتسوية جديدة تحمي ظهره بشكلٍ كامل، وسيجد نفسه بعد 31 تشرين الاول الجاري بحاجة الى قوّة داخلية تنقذه، ويبدو انّهُ يُراهن على هذه النقطة، كونه في حضن حزب الله سياسياً، وبإعتقاده انّهُ في حال قدم ايّ تنازل اليوم سيخسر كل شيء، لذلك سيتخذ من ملف تشكيل حكومة التي ستحّل مكان الشغور الرئاسي، ورقة اساسية لفرض نفسه لاعبا وازناً، لذا يريد انّ يكون لهُ فيها، وزراء يُحسبون لهُ مئة في المئة، تقوده الى برّ الامان في مرحلة ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون.
ووفق هذا التوصيف، يقول مواكبون سياسيون، انّ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لنّ يلعب ايّ دور لتعويم باسيل، ايّ بمعنى أوضح لنّ يكون جسر عبور سياسي لهُ، وهو ليس بصدد اعادة إحياء مشروع توريثه واعادة تسويقه كواحد من الارقام الصعبة في المعادلة الداخلية، هذا الامر ظهر خلال الاشادة الرئاسية بباسيل، وانجازاته في وزارة الطاقة في العام 2010، في محاولة للكسب الشعبوي بإعتبار انّهُ المنقذ، وانّ الفضل يعود اليه بشكل او بآخر في عملية الترسيم البحري بين لبنان والعدو الاسرائيلي.
اكثر من ذلك، جاءت الضربة القاضية، من سفيرة واشنطن في لبنان "دوروثي شيّا" رداً على باسيل الذي اعتبر انّ اتفاق الترسيم سيجني ثماره بإزالة اسمه عن قائمة العقوبات الاميركية، اذ قالت في تصريح لها : "انّ باسيل لم يطلب رفع العقوبات مقابل إنفتاح سياسي يتضمن المساعدة في تأمين تحقّيق إتفاق الترسيم البحري… والعقوبات لا تعمل بهذه الطريقة ونحن لا نتعاطى بهذه الطريقة الرخيصة".
على العموم، بدأ العزف راهناً على اوتار تعطيل الجلسات الرئاسية، في حين نجح الحزب في افقاد نصاب في جلسة ١٣ تشرين الأول في الفوروم دو بيروت، والوقوف على خاطر باسيل، ربما فضل "عدم زعله" على حساب حليفه رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي حدد موعد الجلسة، وفي سياق ذلك وفق المعلومات الواردة لوكالة "اخبار اليوم"، انّ باسيل سيطلق مواقف مهمة، عقب احتفالية التيار الذي يقيمه اليوم احياءً لذكرى شهداء 13 تشرين، سينعي خلالها تشكيل حكومة، ويُحمل مخاطر عدم تشكيلها للرئيس نجيب ميقاتي.
في المقابل فجّر احد المراقبين قنبلة، بقوله: هناك مفاجآت سياسية قبل نهاية الشهر الجاري، من المرجّح أن يكون لها تداعيات خطيرة، في حال لم ينجح الأفرقاء المعنيون بالوصول إلى تفاهمات سريعة، خصوصاً أن الفترة المتاحة لذلك باتت قصيرة جداً، كما ان انتخاب رئيس جديد في مهّب التعطيل، فالخوف كل الخوف من أنّ تنفجر سياسياً ودستوريا وامنياً عوضاً عن الانفراج، وهذا ما يخشاه اللبنانيون.
أبرز الأخبار