مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

العالم يتغير والأقطاب لا يتصارعون مباشرة...!

15-10-2022

آفــاق

|

اينوما

الدكتورة ميرنا داوود

أستاذة جامعية وكاتبة

كتبت الدكتورة ميرنا داوود

السياسة ضيف ثقيل الظل، يحلّ على بعض  الناس فيصبحون بجهلهم مختصين والبعض لا يريد

ان يفهم ان الوطنية شيء والعمل السياسي قضية مختلفة..!!في السياسة حتى (السلاطين) تعتذر. العنجهية والثرثرة يتحطمان على صخرة المصالح. ولهذا ليس للتصريحات و للإعلام إلا دور التصعيد والحقن، المهم ما يجري في الغرف المغلقة و خلف الكواليس ولكن البعض لا يدرك أن السياسة لامعنى لها بدون تأثير  "ميزان القوى"، فتراهم يقفون  على المنابر ويتحفون الناس بخطب نارية لا هدف منها الا الاستعراض Show offالمشكلة التي يجهلها الكثيرون  ان ليس  كل وطني سياسيّ بالضرورة، وبالتالي الموقف الوطني شيء (وهو حق ويُحترم في حقل الرأي الوطنيّ)والرأي السياسي شيء مختلف.

نصيحة: إن أردت ممارسة السياسة لا تبدّد وقتك برأيٍّ خارج حسابات ميزان القوى، فالسياسة ليست حقلاً (لسفح) الآراء. 

ولكن...ميزان القوى المجرد من دون حساب  (الحكمة) وحساب التفاصيل   الدقيقة والحسابات الواقعية (باختلاف واقع عن آخر) لايصلح في عالم اليوم لممارسة سياسيّة .الخطابات الخلبية لا تصنع ساسة ..كونك تكره فلان او تريد إقصائه هذا لا يجعل أمنياتك واقع على الارض ، Wishful thinking is not considered to be fact.

من غير  المنصف او  المنطقي  أن نحاكم الماضي (بأحداثه وشخصياته) بعقل الحاضر،  فعندها نرتكب (خطيئة) العقل المجرد. فلا ظروف الماضي تطابق ظروفنا ولا عقول من كانوا في الماضي تقارب عقولنا من حيث تراكم المعرفة والخبرة ومستوى العلم آنذاك. وبنفس الوقت فإن محاولاتنا إعادة الماضي إلى الحاضر فيها ظلم كبير   فلا الزمان زمان ولا المكان مكان ولا العقل نفسه، ومياه النهر لا تسير في النهر نفسه  مرتين..!

لبلادنا ( بلاد المشرق او بلاد الشام ) تسميات مختلفة  لها جذورها التاريخية....

فقد أطلق  عليها الصليبيون outermer أي ماوراء البحار وأسماها البيادقة (وهم تجار البندقية) بعد الحملات  الصليبية  Levant التي أصبحت لدى الفرنسيين  Le Levant  أي المنطقة  التي  تشرق  منها الشمس أي المشرق. وزاد عليه الفرنسيون تعبير Proche- Orient أي التوجه القريب والتي دُرج على ترجمتها بالشرق الأدنى. 

باختصار نحن بالنسبة للغرب الشرق او المشرق ومكان التوجه وما يستدعي لهفة الاستكشاف، هي منطقة  ما وراء البحار والشرق الأدنى . هذه التسميات التاريخية تعكس اللاواعي الجمعي للشعوب انطلاقاً من حقيقة الجيوبوليتيك لهذه المنطقة فهي التوجه وهي مشرق كل شيء بالنسبة لهم، وهذا ما يُفسر الصراع عليها. 

الصراع اليوم على الطاقة ومنابع الغاز ،هذه هي الحروب الجديدة حيث الجغرافيا لا تستشير أحداً. 

بكلمة  واحدة من يستهن بهذه الجغرافيا ... لا يفهم مجريات واحداث التاريخ ويعيش خارج الزمن...!

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما