11-10-2022
مقالات مختارة
حبيب البستاني
كاتب سياسي لبناني
ساعات حاسمة ويدخل لبنان رسمياً نادي الدول المنتجة للنفط، إتفاق تاريخي لترسيم الحدود وبمفاوضات غير مباشرة بين لبنان والعدو الإسرائيلي سيسمح للبنان بحرية استخراج نفطه وغازه والاستفادة من كامل ثرواته البحرية بدءاً من البلوكات الجنوبية المتنازع عليها. يأتي هذا الاتفاق نتيجة الجهود الحثيثة التي بذلها فخامة رئيس الجمهورية لتوحيد الموقف الرسمي اللبناني وذلك منذ توليه ملف الترسيم، بعدما كان هذا الملف نائماً لأسباب عديدة لا مجال للدخول في تفاصيلها، وليس أقلها عدم رغبة بعض العقول المريضة بتسجيل هذا الإنجاز في خانة إنجازات الرئيس ميشال عون. مرة اخرى يحقق فخامته ما عجز عن تحقيقه كل أسلافه بدون استثناء والذين لم يستطيعوا تحريك هذا الملف علماً أن اكتشاف النفط في لبنان يعود إلى العام 1938 حيث اعطي اول امتياز للتنقيب عن النفط إلى شركة "بترول لبنان"، ومنذ ذلك الحين والملف نائم في أدراج الحكومات والمؤسسات الرسمية وذلك لحجج ليس أقلها عدم إغضاب الجهات الدولية التي لم تكن تقبل بتحول لبنان إلى دولة نفطية، فكان لا بد أن يصل إلى سدة الرئاسة الرئيس القوي الذي تحدى الجميع في الداخل والخارج وأطلق عمليات التنقيب، إنها وبكل فخر سمة من سمات "الرئيس القوي" الذي يحاربها البعض معتقداً أن قوة لبنان في ضعفه.
فعلها ميشال عون وأثبت أن ما من حق يضيع وراؤه مطالب، فعلها وهو لم ينتظر أحداً للبدء بالتنقيب وها هو اليوم وقبيل خروجه من القصر الرئاسي مرفوع الرأس سيدشن تحويل لبنان إلى دولة نفطية. كلنا يذكر تعليقات السياسيين ومن كل حدب وصوب وقهقهاتهم آنذاك، وهم يشاهدون صور فخامته في 27 شباط من العام 2020 وهو يدشن عمليات التنقيب من قمرة قيادة السفينة حيث أعلن "يوم تاريخي وسعيد للبنان وبداية تحقيق الحلم الذي عملنا من أجل تحويله إلى واقع".
وها هو الحلم على بعد خطوات من التحقق، ها هو الإنجاز الذي سينقل بلد الأرز من دولة "الشحادة" والاستعطاء إلى بلد الخير ووطن الخيرات، التي سيستفيد منها شعبه كل شعبه ولا سيما الأجيال الصاعدة، التي لن ترث الديون ولن ترث الفقر والتعتير بعد الآن، بل سترث كل ما يليق بها من ثروة وازدهار وتقدم.
الكرامة قبل الرغيف
ونحن في نشوة الأمل بالغد الأفضل لا بد وأن نضيء على بعض إنجازات العهد، فبالإضافة إلى الإنجازات الكثيرة التي تبدأ بانتصار "فجر الجرود" وتحقيق الأمن والطمأنينة في الداخل ووضع حد لقوى الإرهاب والظلامية، بالإضافة إلى ما حققه من إنجازات ليس آخرها وضع قانون عصري للانتخابات، ومكافحة الفساد الذي لن يتوقف عند حدود العهد، إلى التدقيق الجنائي الذي بدأ ولن ينته إلا بتحديد مكامن الهدر والفساد ليس فقط في مصرف لبنان بل في كل مفاصل الدولة، هذه الإنجازات المتعلقة بإلغاء الطائفية وفصل الدين عن الدولة ووضع قانون موحد للأحوال الشخصية وصولاً إلى اللامركزية الموسعة وإرساء الدولة المدنية التي نادى بها فخامته والتي ستشكل مبادىء لا مجال للابتعاد عنها في كل عهد وفي كل حكومة مستقبلية. هذا غيض من فيض ولكن يبقى الأهم وهو المطالبة بعودة النازجين بالرغم من مواقف القوى العظمى من هذا الملف.
لقد شكل موقف الرئيس عون من مختلف هذه الملفات نبراساً يحتذى به وناموساً بالتعاطي مع الكبير والصغير وفقاً لمصلحة لبنان وليس لمصلحة هذا الفريق أو ذاك، لقد شكل عهد العماد عون مدرسة في الوطنية والعزة والكرامة سينهل منها اللبنانييون كل اللبنانيين من الآن وحتى الأبد.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
عون: حذّرتُ حزب الله وخائف عليه
أبرز الأخبار