09-10-2022
محليات
|
الانباء الكويتية
عمر حبنجر
:عمر حبنجر
وقد أعطى الموقف الإسرائيلي الرافض للتعديلات التي عرضها لبنان على مقترح الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، زخما اضافيا لهذا الملف، فتحركت واشنطن بالاتجاهين، وانضمت باريس الى «فرقة الإطفاء» الدولية، وحطت سفيرتها آن غريو في معقل «حزب الله» بالضاحية الجنوبية، فيما تلقى مفوض العلاقات «الترسيمية» بين بيروت وواشنطن، نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب كتابا من الوسيط الأميركي هوكشتاين، يتضمن الملاحظات الإسرائيلية الخطية على التعديلات اللبنانية المقترحة.
واعتبرت مصادر سياسية متابعة أن اللقاء الذي عقدته غريو مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، مؤخرا، في حارة حريك وحضره مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي، قبل أيام، شكل انعطافة مهمة، إن على صعيد الترسيم أو من خلال إرساء حالة من التهدئة ريثما يتم التوصل إلى اتفاق.
مصادر لبنانية رسمية لاحظت ان الأجواء الانفعالية هدأت إلى حد ما وأن ملف الترسيم لم يقفل، وأنه لا مصلحة لأحد بإقفاله.
بالمقابل، عقدت «جبهة الدفاع عن حقوق لبنان البرية والبحرية» مؤتمرا صحافيا، في نادي الصحافة في بيروت، تحدث فيه الخبير الجغرافي د.عصام خليفة، بالوثائق والخرائط، عن تخلي الجانب اللبناني المفاوض عن البلوك رقم 8 و9!.
وأشار العميد المتقاعد جورج نادر إلى التحضير لتحرك في ساحة الشهداء في وقت لاحق، احتجاجا على ما وصفه بـ«التنازلات»، مرجحا رفض مجلس الوزراء الإسرائيلي للتعديلات اللبنانية على المقترح الأميركي، كنوع من البروباغاندا الإعلامية، ذات وجهين، الوجه الأول أميركي، لعدم إعطاء الرئيس عون أي «إنجاز» بنظرهم، وهو ما نعتبره نحن خيانة، والوجه الثاني انتخابي داخلي، بين نتنياهو ولابيد، وبعد هذه الانتخابات في أول نوفمبر، يتم الترسيم والتطبيع، ولا مشكلة بينهما.
ونسب محامي الجبهة علي عباس إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إخفاء تقرير هام يظهر الحقيقة، وانه كان على الرؤساء الثلاثة عون وبري وميقاتي، تعديل المرسوم 6433، الذي يعتبر الخط 29 هو الحد الفاصل مع الكيان الإسرائيلي.
في غضون ذلك، علمت «الأنباء» من مصادر متابعة أن الرئيس نجيب ميقاتي غادر إلى نيويورك في زيارة غير معلن عنها وقد سبقه إلى هناك فريق عمله، وظهرت صور مستشاره الإعلامي فارس الجميل على مواقع التواصل في شوارع نيويورك.
وسئلت المصادر عما يمكن أن تكون أهداف زيارة ميقاتي النيويوركية في هذا الجو اللبناني الملبد بالأزمات، فأجابت متوقعة أن تكون الغاية منها «الترسيم المزدوج» للحدود وتاليا للحكومة.
أما على صعيد الاستحقاق الرئاسي فكل المؤشرات تستبعد قيام النصاب الانتخابي للجلسة الثانية لمجلس النواب في 13 اكتوبر المقبل، والتي عرفت عنها قناة «الجديد» بليلة الهروب الكبرى من القصر الجمهوري إلى السفارة الفرنسية (هروب الرئيس عون في 13/10/89) يوم الدعوة للجلسة الانتخابية الثانية، التي رأى فيها رئيس «التيار الحر» جبران باسيل استهتارا ومسا بمشاعر العونيين، بينما أرادها رئيس المجلس نبيه بري إنعاشا للذاكرة كي لا يتكرر مشهد 13 اكتوبر في 31 منه، موعد خروج الرئيس عون من قصر بعبدا.
ويبدو واضحا أن نصاب هذه الجلسة لن يتوافر، بسبب مقاطعتها من جانب نواب التيار وتعاطف نواب «حزب الله» معهم، وحتى لو تأمن النصاب، فإن نتائج التصويت ستكون مشابهة لنتائج الجلسة الأولى في ظل إصرار النواب العشرة الذين اقترعوا لاسم «لبنان»، على موقفهم، بحسب النائب التغييري إبراهيم منيمنة الذي برر رفضهم تأييد النائب ميشال معوض، بعدم التزام الأخير بخط سياسي واحد.
وقالت مصادر مطلعة لموقع «أساس» إن الرئيس بري طلب من حزب الله صراحة: «اقنعوا باسيل بانتخاب فرنجية ودعوا جنبلاط عليّ» وحتى اللحظة لم يستسلم الثنائي في خوض معركة رئيس تيار المردة الرئاسية ولو من دون إعلان ذلك على الملأ.
أبرز الأخبار