26-09-2022
محليات
|
المركزية
منذ أشهر، بدأت نبرة لبنان الرسمي في مقاربته لملف النازحين السوريين، تتبدل، متّخذة طابع تهديد الغرب والاوروبيين والدول المانحة والمنظمات الاغاثية والدولية ايضا، بأنه اذا لم يُصر الى معالجة القضية من خلال تأمين عودة سريعة وآمنة لهؤلاء الى ديارهم، فان وضعهم قد يخرج من السيطرة حيث لن يشكلوا تهديدا لأمن لبنان فحسب، بل لأمن دول الجوار وحوض المتوسط ايضا، اذ سيتدفق اليها اللاجئون بالمئات انطلاقا من الساحل اللبناني.
وتكفي مراجعة سريعة لأرشيف المسؤولين اللبنانيين ومواقفهم في الاشهر الماضية، مِن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وصولا الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فوزير الخارجية عبدالله بو حبيب ووزير المهجرين هكتور الحجار، مرورا برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، للاطلاع من كثب على الخطاب الذي اعتمدوه في الحديث عن النزوح.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن "نبوءة" هؤلاء بدأت تتحقق، وها هي قوارب الموت تخرج بالعشرات من لبنان الى القارة العجوز اليوم، متسببة بمآس وكوارث انسانية حيث يلقى ركابها حتفهم في البحر احيانا، فيما يحالف الحظ المئات منهم احيانا اخرى.
الخطير في ما يحصل، تتابع المصادر، هو ان السلطات السياسية لا تُبدي حزما وصرامة في التصدي لمافيات التهريب وفي مراقبة السواحل كما يجب لمنع الهجرة غير الشرعية، علما انها وفي كل مرة تقع فيها كارثة كالتي ألمّت بركاب قارب الموت قبالة طرطوس في الايام الماضية، توعز الى الاجهزة التشدد في ضبط المهربين وتوقيفهم.
فالمنظومة، وفق المصادر، تبدو تريد من "تطنيشها" هذا، ايصالَ رسالة الى الغرب، بأن ملف النازحين يشكل فعلا قنبلة موقوتة وأن المطلوب منهم تبديل سياساتهم والقبول باعادة هؤلاء الى سوريا. اي انها تريد ابتزاز الغرب بهذه الورقة القوية، للتخلّص من "النازحين الذين انهكوا الاقتصاد اللبناني"..
وهنا، لا تستبعد المصادر ان يستغل بعض الطامحين الى مواقع ومراكز في ما بقي من دولة لبنانية، هذا الملف، لاقناع الغرب بدعمه، فاذا وصل الى سدة المسؤولية، واجه موجات النزوح بيد من حديد.. هكذا سلوك ليس غريبا او جديدا على الساحة الدولية، وقد لجأ اليه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان منذ سنوات ولا يزال، فكلما حُشر سياسيا او عكسريا، ابتز الأوروبيين بورقة اللاجئين...
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
عون: حذّرتُ حزب الله وخائف عليه
أبرز الأخبار