كالعادة في مثل هذا اليوم من كل عام، يتم تنظيم مسيرة دينية تنطلق من جبيل باتجاه دير مار مارون عنايا. قبل ثلاثة أيام من تاريخ المسيرة، حصلت عملية اعتداء وحرق لصورة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، المرفوعة على الطريق العام في قرية راس أسطا، وهي من القرى الشيعية التي تقع على الطريق الممتد من جبيل الى دير عنايا.
وما حصل كردة الفعل، هو ان أبناء قرية راس أسطا عمدوا الى رفع صور إضافية لنصرالله، علما أن اليوم هو الموعد المحدد
للمسيرة الدينية الى دير عنايا. وبالتالي، بدل تمرير القضية وتهدئة الأجواء بانتظار جلاء الصورة والتفكير في كيفية التصرف لاحقا، اعتبر أبناء راس اسطا ان هذا اعتداء حصل عليهم فقاموا بردة فعل إضافية لنصرالله، من خلال رفع اكثر من صورة على الطريق.
وعند مرور المسيرة، والتي تضم وليم نون، شقيق جو نون الشهيد في انفجار مرفأ بيروت، في قرية راس اسطا، توجه له أبناء المنطقة بكلام ناب ورد عليهم هو ايضا بالمثل، تطور الى اشتباك كلامي حتى حدود الاشتباك الجسدي، فتدخل الجيش وحل الاشكال.
النائب السابق فارس سعيد اعتبر عبر "المركزية" ان "هذا العمل مستنكر ومرفوض، وان مار شربل فوق الصراعات، فهو ليس زعيما سياسيا في وجه حسن نصرالله، بل هو قديس لكل البشر، مسيحيين ومسلمين وغيرهم من الطوائف أيضا، ولأنه فوق كل البشر، فإن زج طريق مار شربل في الصراع السياسي خطأ، مع تقديرنا واحترامنا لكل الرموز الدينية، او لكل الرموز السياسية للطائفة الشيعية، كما ان الطريق ايضا يمر عليها أشخاص مؤمنون قاصدين صرحا معينا قد يجوز احترام معتقداته. وبالتالي المطلوب التحقيق لمعرفة من حرق الصورة لتتم محاسبته، وليس محاسبة وليم نون الذي يمر على الطريق. وليم نون مجروح شأنه شأن كل الشباب الذين انجرحوا في انفجار مرفأ بيروت، وبالتالي استفزاز وليم نون يؤدي الى خلق مشكلة اضافية في المنطقة. وهذا كله رهن بالتحقيقات التي ستقوم بها الاجهزة المختصة لوضع حد لهذه الامور، لأن لا يمكن تحويل طريق مار شربل التي هي طريق القديسين الى طريق صراع سياسي".