اسفرت المساعي التي بذلها حزب الله على خط تشكيل الحكومة بغية تجنب الدخول في متاهات دستورية متناقضة قد تعرض البلاد لفراغ شامل مدمر، الى تفاهم انجز خلال الايام الماضية اقتنع فيه الفرقاء المعنيون بضرورة الاتفاق على تأليف حكومة جديدة تتسلم الحكم عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بطريقة دستورية غير قابلة للطعن او الشلل، اذا لم يتم انتخاب رئيس جمهورية، خصوصا وان التيار الوطني الحر هدد بالخروج من الحكومة الحالية اذا اصر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على ابقائها على ما هي عليه، ما يجعل امكانية تسلمها بالوكالة صلاحيات رئاسة الجمهورية صعبا جدا وسط كباش سيشتد ويأتي على ما تبقى صامدا من دوائر ومؤسسات الدولة المصابة بالتحلل والانهيار.
في المحصلة، وبحسب العطيات، فإن حكومة كاملة المواصفات الدستورية ستبصر النور قريبا لا تحتمل التأويل وبتعديلات بسيطة على الحكومة الراهنة تقتصر على 4 حقائب تشمل الطوائف الأربع الرئيسية المسيحية والسنية الشيعية والدرزية. اما المرشحون للتغيير فهم وزراء الاقتصاد والمال والمهجرين واحدى الحقائب المسيحية التي يتولاها قريبون من التيار الوطني الحر، على ان يتم التفاهم حول الاسماء البديلة سريعا وتبقى الحكومة الحالية – الجديدة على بيانها الوزاري مع تعديلات بسيطة تلاقي متطلبات صندوق النقد الدولي .
عضو كتلة لبنان القوي النائب القس ادكار طرابلسي يقول لـ"المركزية" : "لا شك في ان هناك انفراجا على مستوى تشكيل الحكومة نأمل من جهتنا ان ينسحب على الملف الرئاسي بغض النظر عمن سهل ودفع باتجاه تذليل عثرات التأليف، فهو جنب البلاد مأزقا دستوريا كانت حتما ستشهده مع نهاية العهد وعدم التمكن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية".
وعن صحة اقدام "التيار" على سحب وزرائه من الحكومة في حال لم تشكل اخرى بديلة يقول: "طبيعي ذلك، وهي خطوة من سلسلة كنا ننوي القيام بها في حال بقي الوضع الحكومي على ما هو عليه وتمسك الرئيس ميقاتي برئاسة حكومة مستقيلة وبموقع الرئيس المكلف لتشكيل حكومة جديدة. التيار لا يقبل مطلقا بهذه الوضعية ويرفض تماما ان تتسلم حكومة منتقصة الصلاحية المهام الرئاسية".
وفي مواصفات رئيس الجمهورية المقبل يؤيد طرابلسي المواصفات التي حددها البطريرك الراعي "وتحديدا لجهة الا يشكل تحديا لأحد، وان يتمتع بتمثيل واسع في بيئته ليستطيع المحافظة على ما تبقى من صلاحيات لرئيس الجمهورية. اما لجهة تصنيفنا من قبل البعض من ضمن محور الممانعة والمطالبة برئيس سيادي، فنسأل هؤلاء عن تاريخهم وحاضرهم وما يخوّلهم ان يحاضروا بالعفة".