20-09-2022
مقالات مختارة
|
نداء الوطن
في هذه الأثناء، يتساءل رأي عام واسع في طرابلس: لماذا يزور جبران باسيل مدينة هي في الأصل ترفضه وترفض تياره، وتحديداً في نهاية عهد عمه ميشال عون الذي أعاد طرابلس ولبنان عشرات السنين إلى الوراء بالحرمان وقلة الإهتمام الرسمي؟ وما الذي يجمع باسيل بطرابلس وأهلها وهي التي رفضت عهد ميشال عون وثارت ضده؟
طبعاً تحتاج الزيارة بالتأكيد إلى قراءة وتحليل في الشكل كما في المضمون. ففي الشكل، أراد صهر العهد أن يقول لمن يهمه الأمر «ان طرابلس ليست ممنوعة عليه؛ وبإمكانه زيارتها والغطس في بحرها، والتجوال في شوارعها متى يشاء». أما في المضمون فإن باسيل قد دخل طرابلس ليس فاتحاً ولا محمولاً على الأكتاف. دخل مع ساعات الصباح الأولى، إلى شارع «مينو» المعروف بهدوئه ولم يدخل المناطق الشعبية المكتظة. أطلق باسيل مواقف من «مينو» – الميناء مهاجماً ثورة 17 تشرين التي ادعى أنها منعته من زيارة هذا المكان ومن العمل به. ومن مدينة الميناء ومن على مقربة من منزل خصمه السياسي، رئيس الحكومة المكلف، أراد باسيل توجيه رسائل عدة إلى نجيب ميقاتي بأن لا يراهن على انتهاء العهد ليفرض شروطه في تشكيل الحكومة، لأنه إذا انتهى العهد فإن باسيل لم ينته ولا يزال هو الشوكة في حلق من أراد ابتلاعه بالسياسة وسيضربه في عقر داره.
في المقابل، قابلت أوساط ميقاتي زيارة صهر العهد بالكثير من التجاهل على الصعيد الإعلامي ولم تقل له ماكينته الإعلامية «أهلا بهالطلة» في مدينة الرئيس المكلف. أما على الصعيد الشعبي فلا يتوقع الطرابلسيون أي إيجابيات من باسيل وزيارته إذ إن الأخير لم يقدم للمدينة أي شيء عندما كان عهد عمه في عزه فماذا سيقدم لها الآن والعهد إلى أفول؟ إنهم ينظرون إلى الزيارة فقط من باب النكايات والنكد السياسي ليس أكثر ولا يعولون على سبيل وعلى كل الطبقة الحاكمة التي أوصلت البلد إلى الخراب في شيء.