06-09-2022
محليات
اليوم الأول
انعقد المؤتمر في يومه الأول في مدرسة مار الياس للراهبات الأنطونيات - غزير، وحضره إلى جانب صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، غبطة البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة السريانيّة الأنطاكيّة الكاثوليكيّة، وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، صاحب السيادة المطران حنا رحمة، رئيس اللجنة الأسقفيّة للمدارس الكاثوليكيّة وأعضاء اللجنة، Mgr Giovanni Bicchierri chargé d’affaire de la nonciature apostolique au Liban، أصحاب السيادة والرئيسات والرؤساء العامين والكهنة الرهبان والراهبات، الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات، ومديرة المدرسة المضيفة الأم جوديت هارون، السادة النواب والفعاليات التربوية والأجتماعية والقضائية والأمنية، مدير عام وزارة التربية، رؤساء الجامعات: اليسوعية، اللويزة واللبنانية الكندية، وعميدة كلية التربية في جامعة الكسليك، قائمقام كسروان، رئيس الرابطة المارونية، رئيس المجلس العام الماروني، مدير صندوق التعويضات، رئيس مؤسسة كاريتاس Monsieur Philippe Delorme, secrétaire général des écoles cathoilques de France, et Pascal Peyrat directeur général de l’ECAM مع وفد فرنسي مرافق، د. طلال أبو غزالي، اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، اتحادات لجان الأهل، نقابة المعلمين، الهيئة الإدارية لرابطة قدامى المدارس الكاثوليكية، أعضاء هيئات الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية ومديرات المدارس ومديريها، مجموعة من الهيئات المانحة، رئيس اتحاد بلديات كسروان ومهتمون.
وهبه
افتتح النهار باحتفال ديني ابتدأه بالصلاة على نية مكونات العائلة التربوية وتخلله لوحة تعبيرية، وقدم الحفل الإعلامي يزبك وهبه وقال: "ثمة مثل عالمي يقول: بعد لقمة العيش أول حاجة للشعوب هي التربية... فكيف إذا كان الأمران متلازمين في بلد كلبنان وهما تقريباً على المستوى نفسه من الأهمية؟ في يومنا هذا حيث بات تأمين لقمة العيش هاجساً حقيقياً فإن التربية لا تقل شأناً والاهتمام بها أولوية قصوى كي لا نفقد هذه الميزة. ولأنه لا أحد لوحده يمكنه بحث الملف التربوي، كان لا بد من مؤتمر عام يجمع العائلة التربوية بأسرها. إنه حضور للكنيسة لتنشئة الإنسان، كل الإنسان."
نصر
استهل الأمين العام الأب يوسف نصر كلمته بالترحيب بالحضور، وبعد الإشارة إلى الدور المفصلي للتربية والتعليم في ازدهارِ الأوطان وتثقيفِ الشعوب وتطورها، رأى نصر أن "هذه السنة ينعقد المؤتمر في ظلِّ أزمة حياتيّة وجوديّة كبرى تخنق أنفاسَ الوطن برمّتِهِ وتهدّدُ مستقبلَ التربية فيه على مستوى التعليم العام والخاص على السواء. لقد حاولنا خلال السنة المنصرمة مواجهةَ هذه الأزمة بكلِّ ما أوتينا من قوّة عبر تفعيلُ عملِ كلّ هيئات الأمانة العامة ووضعِها في خدمةِ مدارسِنا الكاثوليكيّة... والتعاونُ مع الجامعات منها الجامعة اليسوعيّة في تنشئة المعلّمات والمعلّمين في المدارس الكاثوليكيّة في لبنان، وكذلك لتعاونُ الدائمُ مع وزارة التربية والتعليم العالي، ومع كلّ مكوّنات الأسرة التربويّة من نقابة معلّمين واتّحادات لجان الأهل، بالإضافة الى اتحاد المؤسسات التربويّة الخاصّة قُراهم، تؤمّنُ التعليمَ للتلامذة وفرصَ العمل للمعلّمين، وتمدُّ يدَ العون لكلِّ محتاجٍ وفقير. كما تم تزخيم التواصلُ مع الجهاتِ المانحة الداخليّة والخارجيّة التي كان لها فضلٌ كبيرٌ في بقاءِ أبواب مدارسنا مفتوحةً، ووضعِ منصّةِ الكترونية مشتركة بالتعاون مع مؤسسة كاريتاس لبنان تسمح بتوزيعٍ عادلٍ للمساعدات انطلاقًا من حالةِ كلِّ مدرسة وحاجيّاتِها، والمساعدات التي حصلتْ عليها وكيفية الإستفادة منها."
وأضاف: "في هذا الإطارِ بالذات، ينعقدُ مؤتمرُنا هذه السنة واضعًا نصبَ عينيه حوكمةً جديدة لمدارسنا الكاثوليكيّة، من منظورِ الديناميّة المجمعيّة التي دعانا اليها قداسة البابا فرنسيس. إذ إنّ الواقع يحتّمُ علينا إيجاد سبلٍ جديدة لإدارةِ مدارسنِا بأسلوبٍ وحدويّ تشاركيّ، بعيدًا عن ممارسةِ السلطةِ بالطرق التقليديّة. فالديناميّةُ المجمعيّة، كما يقولُ قداسةُ البابا فرنسيس، تعبّرُ عن طبيعةِ الكنيسةِ وشكلِها ونمطِها ورسالتِها وتقومُ على الشركةِ والشراكةِ والرسالة. هذه الديناميّةَ المجمعيّة إذا ما تمَّ تبنّيها في قلبِ مؤسّساتِنا التربويّة تؤثّر على طريقة إدارتنا للمؤسّسة وتسفِرُ عن "حوكمة جديدة" أو "حوكمة رشيدة". هذا النوعُ من الحوكمة هو السبيلُ لمواجهة الأزمة الحاليّة واستشرافِ المستقبل وإيجادِ الحلول اللازمة."
وخلص في كلمته بالدعوة إلى إعلان حالة طوارئ تربوية والى انعقاد مؤتمرٍ تربويٍّ وطنيٍّ شامل، ترعاه وزارةُ التربيّة ويضمُّ كلَّ مكوّناتِ الأسرة التربويّة وكلَّ المعنييّن بالشأن التربويّ لتحديدِ خارطةَ طريقٍ تضعُ الحلولَ الممكنةَ للمرحلةِ القادمة.
الحلبي
وكانت كلمة لوزير التربية القاضي عباس الحلبي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ناقلا تحياته وتمنياته لغبطة البطريرك الراعي وللأمين العام وللمشاركين في المؤتمر، ثم أعرب عن أن المدرسة الكاثوليكية تقوم ومنذ تأسيسها بدور كبير وأشاد بالتعاون القائم بين الوزارة والأمانة العامة واتحاد المؤسسات التربوية وبالحوار القائم بين مكونات الأسر التربوية لتوحيد الموقف التربوي وإنقاذ العام الدراسي.
ودعا إلى "عدم تعميم الإحباط وتحويل مجالس التربية إلى مجالس عزاء ومواجهة تداعيات الأزمة من خلال التعاون، وإلى الشفافية قيام المعلمين باعتماد الواقعية وتفهّم الأهل للأزمة الحالية وإلى تخلي الإدارات عن السعي لتحقيق الأرباح في ظل الظروف الصعبة الحالية."
وفي موضوع الدولرة أكد على أننا "محكومون بالقانون 515 داعياً الحضور لمراجعة النواب في حال يرغبون بتعديله، لأن الأقساط يجب أن تستوفى بالليرة اللبنانية."
أما في موضوع المدارس المجانية أشار إلى أنه أحال إلى مجلس الوزراء مشروع مرسوم لزيادة المساهمات لهذه المدارس في ظل الأزمة الحالية، وعن المناهج وتعديلها أشار إلى أن ورشة عمل خاصة بهذا الموضوع هي قائمة حالياً آملاً مشاركة الجميع بأعمالها.
وختم الحلبي مداخلته بتمنيات لإنجاح أعمال هذا المؤتمر بتعاون الجميع خاصةً أننا كلنا شركاء في تحمل المسؤولية.
دولورم
في كلمته رأى الأمين العام للتعليم الكاثوليكي في فرنسا الأب فيليب دولورم الذي يزور لبنان للمرّة الأولى، أنّ "التجارب والمحن التي تقاسيها المدارس الكاثوليكية في لبنان راهنا ليست سوى دافعا إضافيا لتمتين العلاقات التاريخية المشتركة والتكامليّة بين الأمانتين."
وعبر عن اعتقاده العميق في كون التعليم الكاثوليكي سواء في فرنسا أو في لبنان، يشكّل إجابة ملائمة عن التحديات التي تطرحها مجتمعاتنا الحالية- مع ملاحظة خصوصية كل من المجتمعين- إلاّ أن المشروع التربوي هو نفسه، كونه يستمد أساساته في إنجيل يسوع المسيح ورسالته الخلاصيّة. وبالرغم من كون المجتمع الفرنسي لا ينفك سائرا نحو العلمانية بخطى مطردة، حيث يتضاءل تباعًا تأثير الديانة المسيحية في المجتمع وتتناقص مستويات الممارسة الدينيّة، إلاّ أن دور المدرسة الكاثوليكية يبقى مفصليّا في إعطاء البشرى السارة للشبيبة."
رحمه
اعتبر المطران حنا رحمه رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس، "أنّ ما علَيهِ المدرسَةُ الكاثوليكيّةُ اليومَ يَفرُضُ أفعالًا لِلغَدِ وليسَ أقوالًا ووُعُودًا فارِغَة، أو توصيفًا وتشخيصًا دونَ استِنباطِ حلولٍ ناجِعَةٍ ودائِمةِ الفَعالِيَّة. إنَّ العَمَل في المدرسةِ الكاثوليكيَّةِ هُوَ رسالةٌ كنسيَّة بامتياز لا تُحقِّقُ مبتغَاهَا إلاّ في ديناميّةٍ سينودُسِيَّةٍ يسير فيها معًا، وبالتّضامُنِ والتّكافُلِ مع الدّولةِ اللبنانيّة، كلُّ المعنيّين من إداراتٍ، وهيئاتٍ تعليميّةٍ، وأهلٍ، وأولياءِ أمرٍ، وتلامذةٍ من كلِّ الأعمارِ والمستوياتِ تِبعًا لحاجاتِهم على أنواعِها." واساتكمالاً لكلمة الأمين العام، وَفِي السِّياقِ نَفسِهِ، وعَلَى ضَوءِ المِيثاقِ التَّربويِّ العالميِّ الذي أعلنَهُ مؤخَّرًا قداسةُ البابا فرنسيس."
وفي ختام كلمته اعتبر رحمه في رؤية تفاؤلية استشرافيّة لا تخلو من نقد للواقع المزري، أنّه "في الغد، عندَمَا يُعيدُ أبناؤُنَا وبناتُنا بناءَ الدّولةِ بحسبِ معاييرِ بناءِ الدُّوَل ستَتَبَنَّى دولتُنا اللبنانيّةُ العَتيدَةُ يومَذاكَ كلفةَ التّعلِيمِ والطَّبابَةِ والتّقاعُدِ من مدخولِ الضّرائبِ، خِلافًا لـِمَا هُوَ الحالُ عليهِ الآن في دولَتِنا الـمُتَهاوِية حيثُ تملأُ الأموالُ العامّةُ جيوبَ الـمَسؤُولينَ على اختلافِ أنواعِهم ومستويَاتِهم وتتراكَمُ في حساباتِهِمْ الخاصّة في الدّاخِل والخارِج، تارِكينَ عامَّةَ الشَّعبِ تَئِنُّ من الجوعِ والعَوَز."
فرسالدي
وتلا المونسنيور جيوفاني بيكيري القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان كلمة الكردينال جوسيبي فرسالدي، حيث عبر فيها عن شكره الأمين العام لدعوته للمشاركة في أعمال المؤتمر الثامن العشرين وتضامنه الشخصي واهتمام الأب الأقدس وصلاته للبنان كي يتمكن جميع ابنائه ومختلف مكونات نسيجه الاجتماعي من إيجاد الحلول العادلة للمشاكل بما يلائم الجميع. ورأى أن "الكنيسة الكاثوليكية جمعاء بتوجيه من قداسة البابا فرنسيس، منكبة على التفكير في الدينامية المجمعية سواء على مستوى الإدارة الداخلية لمؤسساتها أو على مستوى عرض نشاطها الرسولي في العالم."
وبعد استعراض مقتضب لأهم النصوص والوثائق الكنسية ذات الصلة، خلص إلى أن "الترابط الوثيق بين مختلف مكونات الجماعة التربوية داخل المؤسسات التربويّة كفيل بأن يرسم ملامح حوكمة تشاركية من شأنها أن تقود المؤسسات التربوية الكنسية إلى تحقيق رسالتها."
الراعي
رأى البطريرك الراعي أنه من خلال موضوع هذا المؤتمر يواكب المجتمعون الكنيسة الكاثوليكيّة في مسيرتها السينودسيّة، بما تعني من شركة ومشاركة ورسالة، من أجل حوكمة أفضل في مدارسنا الكاثوليكيّة.
وقال: " إن المدرسة الكاثوليكيّة، بحكم صفتها "كاثوليكيّة" تحمل بعدين: الأوّل، التزامها برسالة الكنيسة؛ والثاني، جامعيّتها أي إنفتاحها أمام الجميع، دونما تمييز. فهي مدعوّة لتكون مربّية الأشخاص والشعوب، ولتقديم تعليم نوعيّ ذي أسس علميّة وروحيّة وأخلاقيّة، تجعل منهم مسيحيّين ناشطين، وشهودًا للإنجيل، ومواطنين في بلادهم. لكي تقوم المدرسة الكاثوليكيّة برسالتها، تحتاج إلى شركة بحيث يضع كلّ واحد من مكوّنات الأسرة التربويّة-إدارة، هيئة تعليميّة، أولياء التلامذة، الموظفون التربويّون، الطلاب، المجتمع، الدولة – ما عنده من نظرة ورأي ورؤية في القضايا التعليميّة والتربويّة المطروحة. وحياة الشركة تعطي المدرسة الكاثوليكيّة وجه السينودسيّة التي تعني السير معًا، والإصغاء المتبادل، بحيث يعود لكلّ واحد أن يتعلّم شيئًا. هذه الأعمدة الثلاثة، التي تبنى عليها المدرسة الكاثوليكيّة، هي وحدة متكاملة: شركة سينودسيّة رساليّة. وعلى أساسها يتمّ إصلاح الحوكمة التربويّة والإداريّة. وتقتضي الحوكمة التربويّة الجمع المتوازن بين التقليد والحداثة، مع السهر على ألّا يذوب التقليد في الحداثة، وألّا تهيمن الحداثة على التقليد."
من هذا المنطلق رأى البطريرك الراعي أن "ورشة "تحديث وتطوير المنهج التربويّ" التي أطلقت في أوائل آب من العام الماضي 2021، وبوشر العمل بها في المركز التربويّ للبحوث والإنماء بمشاركة القطاع الخاص، يقتضي أن يتابع العمل بها بعيدًا عن التمثيل الحزبيّ والسياسيّ، إذ أن النزاعات الحزبيّة والسياسيّة أفسدت الإدارة في الدولة، والقضاء وفكفكت أوصال الجمهوريّة. وآخر مظهر لهذا، التدخّل الحزبي والسياسي الهدّام نراه قي عدم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيّات لكي تمارس سلطتها الإجرائيّة، وفي فذلكات إدارة الشغور الرئاسيّ، وكأنّه أمر حاصل. والكلّ يناقض كلّيًّا الدستور، الموضوع جانبًا والمخالف يوميًّا، تأمينًا للمصالح الشخصيّة والفئويّة."
وختم الراعي كلمته متمنيا لهذا المؤتمر النجاح الكامل تمجيدًا لله، وحمايةً للمدرسة الكاثوليكيّة، والتزامًا بخدمة الإنسان المواطن اللبنانيّ لتتحقق فيه كلمة القدّيس إيريناوس: "مجدُ الله الإنسان الحيّ".
الجلسة العامة
انعقدت هذه الجلسة حضورياً بعد حفل الافتتاح مباشرة وأدارتها البروفيسور نيكول صليبا شلهوب من جامعة الروح القدس الكسليك،
حبيقه
في بداية مداخلته عبر الأب البروفيسور جورج حبيقه "النائب العام للرهبانية اللبنانية المارونية والرئيس الفخري لجامعة الروح القدس الكسليك" عن فرحه بالمشاركة في المؤتمر الثامن والعشرين للمدارس الكاثوليكية، مغتنماً المناسبة لشكر الأمين العام الأب نصر وسائر المنظمين على دعوته. وبعد تحليل ايتيمولوجي للأصل اللاتيني لفعل "ربّى" خلص إلى ابراز الطبيعة الدينامية والمعقدة والمرنة والتكيفية لهذا الفعل الذي يتطور في اتجاهين متميزين إنما متكاملين: من المربّي نحو المربّى ومن المربّى نحو المجتمع.
.
وبالانتقال إلى مقاربة مسألة عيش الدينامية المجمعية على مستوى لبنان والشرق لن يكون بالأمر اليسير، قال : "إن أساس الشخصية الاجتماعية قائم على الفردانية وهذا يتبدّى في جميع مفاصل الحياة من رياضية وسواها. وتماشياً مع نصائح الأب الأقدس لكي نكون مجمعيين، يتطلب منا الأمر لزاماً أن نخصص وقتاً للمشاركة والتبادل مدعوماً بالأصالة والشجاعة في إطار من الحرية والحقيقة والمحبة."
وبعد أن شرح الامتدادات العملية والتطبيقية لمعنى أن نكون "مجمعيين"، اعتبر أنّ المجمعية ضمن دينامية تربوية متطلبة متبدية في ثلاثية الشراكة والمشاركة والرسالة الكنسية والتربوية.
نوتشي
قبل البدء بمداخلته عبّر الأب اكزافيه نوتشي اليسوعي عن ادراكه العميق للصعوبات الجمّة التي تواجهها المدارس الكاثوليكية يومياً، ولفت إلى أنه ليس في موقع من يسدي النصائح ولا من يبدي رأياً فيما هو مطروح وكلامه سيكون بمثابة حوار من صديق إلى صديق.
تناول اكزافيه في حديثه قسمين:
قسماً أول، يطال الرهانات والتحديات التي على التعليم الكاثوليكي في لبنان أن يجيب عنها من خلال حوكمة متجددة،
وقسماً ثانياً، يعرض فيه تجربة شخصية لطريقة تطبيق هذا الأسلوب من الحوكمة الجديدة على سبيل الاستئناس.
في القسم الاول، أشار إلى ثلاث تحديات هي:
التحدي الأول: إعداد الشباب لتجديد هذا العالم: يكمن في اعداد الشبيبة لتتولى مهمة تجديد هذا العالم. هذا المعطى يؤسس ويبرّر فكرياً المقاربة المجمعية في التربية حيث الكل معني؛ وفي السياق عينه تغدو التربية النقطة المفصلية حيث يتخذ القرار فيما إذا كنا نحب العالم حباً كافياً لدرجة تحملنا مسؤوليته لا بل خلاصه من هذا الانهيار الذي سيبدو حتمياً بدون هذا التجدد وبدون اتاحة المجال لعنصر الشباب لاستلام زمام الأمور.
التحدي الثاني: الرجاء: في هذا الإطار يتساءل نوتشي هل نحن نؤمن ولا زلنا نرجو أن لله بشرى سارة يعلنها لهذا العالم الذي نحن فيه، هل نحن مستعدون للعمل في مشروعه الخلاصي؟ هذا لا يبدو واضحاً إذ في إشارة إلى استطلاع رأي أجري حديثاً في فرنسا عقب أزمة الكوفيد تبيّن أن نحو 62 % من الشريحة العمرية 18-24 عبّرت عن توارد فكرة الانتحار في خاطرها مؤخراً مقابل 34 % من مجمل السكان! فالرجاء إذا ليس حقيقة بديهية إنه يتطلب جهاداً علينا جميعاً أن نتشارك فيه.
التحدي الثالث: الحوكمة المتجددة: في هذا الإطار يعتبر أن أساليب الحوكمة الهرمية أثبتت فشلها الذريع على جميع الصعد العالمية والوطنية والمحلية. وعليه يغدو أكثر من ملحّ الدخول في أسلوب جديد في اشراك جميع المعنيين عبر رص الطاقات وجعل كل واحد مشاركاً في صنع المستقبل المشترك من حيث هو. وهذا يتطلب بطبيعة الحال الفهم والشجاعة والاقتناع، وإن لم نقم بهذا الارتداد الداخلي بالسرعة المطلوبة، سنكون جميعاً أمام حائط مسدود من هنا على مؤسساتنا جميعاً أن تتبنى نهجاً تشاركياً في الإدارة مبرزةً التواصل الإيجابي والرؤيا المشتركة والقدرة على التكيّف مع المتغيرات وخصوصاً التمييز الجماعي.
وإذا كانت هذه المقاربات الآنفة الذكر قد أثبتت فعاليتها في مؤسسات متنوعة وفي سياقات مختلفة فلا شيء يمنع من أن يتم تبنيها في لبنان وبشكل خاص على صعيد القطاع التربوي.
وكمثال عما سبق طرحه قدم الأب اكزافيه مثالاً واقعياً للدينامية المجمعية اختبره شخصياً في احدى ابرشيات فرنسا حيث طلب إليه الأسقف أن يكون مسؤولاً عن احياء مؤتمر لرؤساء المدارس الكاثوليكية في الأبرشية بهدف دراسة التطورات الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية لإحدى أكثر المناطق فقراً شمال باريس.
وبعد سرد المراحل الست للمسيرة المجمعية المطبقة في هذه الأبرشية خلص إلى إعادة تأكيد قناعته الأولى بأنه ثمة حاجة ضرورية وملحة إلى حوكمة جديدة مع إن الأمر مكلف من حيث الوقت والموارد إلا أن هذا النوع من الحوكمة المتجددة التشاركية تجعل من كل واحد شريكاً وفاعلاً في تحقيق الهدف المشترك وتتيح بالفعل عينه تزخيم الشجاعة والابتكار اللازمين في سبيل خدمة الجميع."
الختام
في الختام، تولت الأخت نوال عقيقي منسقة أعمال المؤتمر شرح مضمون وآليات ورش العمل المقرر تنفيذها في 6 مناطق جغرافية متوزعة على كامل الأراضي اللبنانية، وذلك استكمالاً للتفكير المشترك وتطبيقاً للدينامية المجمعية في بعدها العملي.
أخبار ذات صلة
أسرار شائعة
وزير التربية والعودة عن القرار
أبرز الأخبار