شربجي: بداية اللقاء، ألقى رئيس الجمعية مازن شربجي كلمة ترحيبية بالنواب الثلاثة، شدّد فيها على "أنّ خطوة الجمعية في تنظيم لقاء "بيروت للحوار" تؤكّد أنّ العاصمة واحدة مُوحّدة بكلّ أحيائها ومناطقها وفئاتها، ولو قسّمها قانون الانتخاب الى دائرتيْن، إلّا أنّ هذا لا يعدو كونه تقسيما انتخابيّاً ظرفيّاً فقط، ولن تكون بيروت إلّا واحدة موحدة في قلب ابنائها إن شاء الله". 

وذكّر بقول الرّئيس الرّاحل صائب سلام: "إذا تركتم اللبنانيين دون سيّاسة، فسيمتون بالخِناق من كثر العناق". وأكّد "أنّ التوازنات في بيروت محفوظة، وضمانتها أهالي بيروت وتاريخهم وحاضرهم ومُستقبلهم. 

ودعا شربجي النّوّاب "للضغط باتجاه تسريع محاكمات الموقوفين في السّجون اللبنانيّة"، وقال: "لم يعد مسموحاً أن يقضي كثير من المظلومين أيّامهم داخل جدران السّجون المكتظة والتي تفتقر حاليا للكهرباء والبيئة الصحية السليمة، لما لذلك من أثرٍ سلبيّ على الصّعد الإنسانيّة والاجتماعيّة وضرب اسس العدالة." كما دعا نواب العاصمة "للتكاتف ومُلاقاة أيّ دعوة للضّغط على أصحاب المولّدات للالتزام بما يصدر عن وزارة الطّاقة من قرارات بشأن تركيب العدّادات وتسعيرة الاشتراك". 

وعن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، قال شربجي: "انطلاقاً من هويّتنا وثوابتنا الوطنيّة المُتمسّكة بالدّستور والمؤسّسات، نجدّد، كما دائماً، الدّعوة لانتخاب رئيس جديدٍ للجمهوريّة في المواعيد الدّستوريّة تجنّباً للفراغ . كما نرفض أيّ دعوةٍ مهما كبرت أو صغرت لنسف اتفاق الطّائف، بل ندعو لتنفيذه كاملاً بنصوصه وحرفيّته دون زيادة أو نقصان. بما في ذلك إقرار قانون جديد للانتخاب وفق المعايير المُحدّدة في اتفاق الطائف، كمقدّمة لإلغاء الطائفيّة السّياسيّة." 

وفي ختام الكلمة، شدّد شربجي باسم الجمعية أمام الحضور  على "ضرورة الحفاظ على علاقات لبنان مع اشقائه العرب وخصوصا المملكة العربية السعودية ورفض أي فعل أو قول يسيء للعلاقات لبنان باخوانه العرب، لبنان ليس صندوق بريد لهذه الجهة أو تلك، بل هو عربي الهوية والانتماء كما ينص الدستور اللبناني على ذلك". 

خلف: ثم تحدث خلف، فأعلن عن ثلاث مقاربات تهدف إلى إعادة الحياة والرونق إلى العاصمة بيروت وهي: 

أولاً: تشكيل حكومة جديدة تقوم بالإصلاحات المطلوبة بأسرع وقت ممكن، فلبنان يخسر كلّ يوم ما يقارب ال 25 مليون دولار في ظلّ المراوحة الحكومية وغياب الإصلاحات. 

ثانياً: تفعيل البلدية ودورها الانمائي، داعيا في هذا الإطار إلى تفعيل آليات التنفيذ والمراقبة، إذ إنّ الانماء دون مراقبة سيزيد المشكلة أكثر، كما أنّ دور البلدية هو أوليّ في انماء العاصمة بيروت واعادة تفعيل الخدمات الرئيسية فيها. 

ثالثاً: على السلطات المعنية السماح للمجتمع المدني والجمعيات الاهلية بالتدخل والمساعدة في الإنماء والمراقبة". 

وقال: "إنّ هذه المقاربات تحتاج الى خبراء للتنفيذ وليس لدراسات تُعدّ وتبقى في "الجوارير" دون آليات تنفيذ"، مشددا على "ضرورة استغلال الطاقات الشبابية اللبنانية التي لها الفضل في انماء العديد من البلاد والمدن الأساسية حول العالم، وهذا ما يساهم في إعادة بيروت منارة ثقافية وعلمية وقانونية". 

وعن قضية الموقوفين واكتظاظ السجون، اشار خلف الى انه ينظر للملف كقضية حقوق انسان مؤلمة. وقال: "اننا نواجه مشكلة أساسية في السجون، وظهر هذا جليا بعد فرار 31 سجيناً من "زريبة" قصر عدل بيروت"، مؤكدا أنه يتابع الملف كعضو في لجنة حقوق الإنسان. 

بدر: اما بدر، فبدأ كلمته بتوصيف الواقع السياسي، مشيرا إلى "أن الانقسام السياسي في البلاد هو بين فريقين ،الأوّل يضمّ حزب الله وحلفاءه وهو فريق متراص الصفوف ومنظّم .أما الفريق الثاني، فهو أحزاب وقوى سياديّة نأمل  أن توحّد صفوفها في المستقبل القريب لخوض معركة رئاسة الجمهورية"، معتبرا "أن مدخل الإصلاح والإنماء يكون في رئاسة الجمهورية." 

وقال: "انّ أحداً لن يساعد لبنان إن لم يساعد نفسه ويقوم بالاصلاحات ومحاسبة المرتكبين. وكل ما يقال عن أنّ الأموال ستنهال على لبنان بعد انتخابات الرئاسة غير صحيح إطلاقاً، إن لم نساعد أنفسنا لن يساعدنا أحد". 

وعن مشكلة الكهرباء والمياه في بيروت أكّد بدر أنه يتابع مع زملائه الحلول الواقعية الممكنة للأزمة، لكن في الوقت عينه فالنائب لا يستطيع أن يحل مكان الدولة والمؤسسات". 

وكشف بدر أنه يعمل مع النائب فؤاد مخزومي على تجهيز محطتي برج أبي حيدر وتلة الخياط بمولدات تعمل على الطاقة الشمسية على نفقتيهما الخاصة، لضمان وصول المياه إلى منازل أهالي وسكان بيروت. 

ودعا بدر النخب البيروتية الى "دعم جهوده وجهود نواب بيروت لحل أزمة الكهرباء الني يقف حلها في شركة كهرباء لبنان الجهة المخولة في مسألة ربط المولدات الكهربائية على الشبكة وتوزيعها". 

الجميل: في الختام، تحدث الجميل الذي اعتبر أنه "قبل الخوض في المسائل الحياتية، ينبغي البدء بحسم معركة الرئاسة التي تعتبر المدخل نحو إصلاح باقي القضايا." 

وأعرب الجميل عن تأييده لكلام النائب بدر حول الانتخابات الرئاسية. وقال: "في حال كان الخيار بين مرشحين من حلفاء حزب الله وقوى 8 آذار، فنحن سنعمل على تعطيل جلسات الانتخاب ولن نسمح بوصول مرشح لحزب الله إلى قصر بعبدا". 

وقال: "لبنان يعيش اليوم مرحلة تشبه ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهو على مفترق طرق بين خيارين، بقاء لبنان تحت الهيمنة الإيرانية ومحور الممانعة واستمراره في الانحدار نحو "جهنّم،  أو لبنان الحر المستقل الذي نعرفه وسقط على دربه الرئيس بشير الجميل والرئيس رفيق الحريري". 

ورأى  أن المجلس النيابي والمؤسسات الباقية تعيش حالة تفرّق وشرذمة وفارغة المضمون من رئاسة الجمهورية إلى أصغر إدارة في الدولة." 

ودعا الجميل إلى "تطوير العمل الإداري والقيام بالاصلاحات الاقتصادية وتفعيل المحاسبة وتطبيق مبدأ الحوكمة كمدخل طبيعي لانتشال لبنان من أزمته التي يمر بها." 

ثم كانت مداخلات لعدد من الحضور ونقاش مع النواب تناولت الهموم المعيشية والمطالب الانمائية للعاصمة.