قبل ان يزور قصر بعبدا صباحا للمرة الرابعة في اطار التشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ملف تشكيل الحكومة، تلقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي رسالة نقلها احد الموفدين من حزب الله الى السراي ليلا بعيدا من الاضواء، لم يكشف عن مضمونها، كما تؤكد مصادر قريبة من الضاحية الجنوبية لـ" المركزية".
الرئيس ميقاتي لم يدل بتصريح بعد اللقاء ونفى مكتبه الاعلامي ما تم تناقله اعلاميا، لكن وبما ان المكتوب يقرأ من عنوانه وفي ظل اجواء الاحتقان السائدة بين ميقاتي والتيار الوطني الحر، يمكن القول ان الولادة الحكومية ما زالت متعثرة وان اندفاع ميقاتي للتشكيل تجنبا لتحميله تبعات اي اشكالية دستورية او غير دستورية قد تحصل في ما لو دخلت البلاد حقبة الفراغ الرئاسي، لم يلقَ التجاوب الكافي لاخراج الحكومة من عنق الزجاجة.فهل يكثف الحزب جهوده في اتجاه محاولة الافراج عنها وماذا عن رسالته وموقفه في الشأن الحكومي؟
تقول المصادر ان الحزب يريد تشكيل حكومة تتمتع بكامل الصلاحيات الدستورية تتولى ادارة مرحلة الفراغ الرئاسي، إن حصل، والارجح انه حاصل، تجنبا لاي انتكاسات سياسية او امنية في هذه المرحلة وحتى انتهاء مفاوضات فيينا النووية المتجهة بحسب المعطيات المتجمعة في افقها، ايجابا ونحو توقيع قد لا يتعدى توقيته الاشهر القليلة المقبلة.
وتنقل المصادر ان الحزب لا يؤيد بقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا بعد 31 تشرين الاول ولا اي من الاجتهادات والفتاوى والدراسات الجاري اعدادها للغاية، باعتبار ان الدستور لا ينص على طبيعة الحكومة التي تتولى ادارة السلطة في حال الفراغ، وما اذا كانت حكومة عادية ام تصريف اعمال، ولكونه مدركا ان اجراء من هذا القبيل سيقحم البلاد في اتون فتنة يتجنب حصولها في اللحظة الحرجة داخليا واقليميا ودوليا. وتوضح ان الموقف هذا أبلغ الى من يعنيهم الامر للتصرف بهديه، في ضوء تصاعد وتيرة الحديث عن بقاء الرئيس عون في بعبدا، على رغم نفيه شخصيا ذلك.
وتعتبر ان الحزب الملتزم الصمت ازاء الملف الرئاسي متجنبا اعلان مرشحه، بين النائب جبران باسيل وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية، يسعى لتأمين "بعض الامتيازات" لباسيل مع الرئيس العتيد وفي العهد المقبل تعويضا له، وحرصا على وقوفه الى جانب الحزب في عملية اختيار وتأمين الغطاء المسيحي للرئيس الى جانب الشيعي والدرزي مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، وابعاده عن رئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع لاضعاف دور معراب في التسمية الرئاسية ومحاولة تحجيمه في المرحلة المقبلة، موضحة انه ابلغ حلفاءه جميعهم بمن فيهم باسيل، رغبته في المحافظة على الاستقرار ومنع حصول مشاكل في حال لم يتم انتخاب رئيس في موعده الدستوري، لأن لا البلاد ولا الشعب قادران على تحمل تبعات اي انتكاسة امنية . ولهذه الغاية، يشدد الحزب امام حلفائه على تشكيل حكومة وضرورة التخفيف من شروطهم،لان الرئيس نجيب ميقاتي لا يمكنه تحملها، وانه مستعد ان يلعب دورا في تدويرالزوايا لتسهيل ولادة حكومة قادرة على تسلم صلاحيات رئيس الجمهورية اذا حصل فراغ وهو متوقع لشهر او اثنين على الاقل، لاستحالة انتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية،استنادا الى عوامل عدة اقليمية ودولية، يحتل صدارتها الملف النووي، وسط مؤشرات ايجابية في اتجاه التوافق .