16-08-2022
محليات
|
الانباء
فيما البلد غارق بأزماته يواصل الدولار الأميركي تحليقه صعوداً جارفاً في طريقه ما تبقى في جيوب المواطنين من مدخرات، في حين عادت أزمة المحروقات لتطلّ برأسها من جديد، وهذه المرة ليس من باب نفاد مادة البنزين إنما بسبب الآلية الجديدة في التسعير التي فرضها مصرف لبنان.
وفي هذا السياق علمت جريدة "الأنباء" الالكترونية أن التسعير الجديد سيكون من خلال تأمين "المركزي" قيمة 70 في المئة بعدما كانت 85 في المئة من الدولارات، على أن يتم تأمين الـ30 في المئة المتبقية من السوق السوداء بعدما كانت 15 في المئة. هذا الاجراء من شأنه أن يرفع الاسعار ولكن بنسبة بسيطة بسبب تراجع أسعار النفط العالمية، الا أنه تمهيداً للدولرة الكاملة للبنزين والتي ستشكل عبئاً معيشياً اضافياً على اللبنانيين، خاصة وأن كل القطاعات ستتأثر سلباً بهذا الاجراء لجهة ارتفاع كل الأسعار لا سيما اذا ترافق مع استمرار في ارتفاع سعر صرف الدولار.
وسط هذه المشهدية المعيشية المقلقة، دخل الاستحقاق الرئاسي حلبة المواجهة الحقيقية مع اقتراب المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس العتيد التي تبدأ في الأول من أيلول وتنتهي في الحادي والثلاثين من تشرين الأول المقبل. إلا ان الضبابية لا تزال سيدة الموقف رغم المواقف التي تصدر عن هذا الفريق أو ذاك وبعضها ليس إلا فقاعة صابون لا قيمة لها متى اقتربت التسوية وانطلق قطار الحل الفعلي في البلد.
وفيما جدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعوته لانتخاب رئيس جمهورية يتمكن من إنقاذ البلد من أزماته ويعيد الثقة بلبنان كما كان عليه الوضع قبل بداية الازمة، انطلقت حماوة الاجتماعات والاتصالات بحثاً عن الشخص الذي يحمل مواصفات المنقذ من الأزمة، وقد أشارت مصادر سياسية عبر جريدة "الانباء" الالكترونية الى تراجع أسهم المرشحين التقليديين لصالح المرشح القادر على انتشال البلد من محنته وهذا بالطبع يتطلب مضاعفة جهود القوى السياسية المخلصة التي تضع لبنان في سلم أولوياتها.
المصادر اعتبرت ان مبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للحوار من أجل التوصل الى اتفاق حول اسم المرشح لموقع الرئاسة تبدو أكثر واقعية ويمكن البناء عليها للخروج من هذا المأزق خاصة وان البطريرك الراعي ليس بعيداً عن رأى جنبلاط في ما خص الشخص الذي قد تجتمع عليه الكلمة.
النائب أحمد رستم أمل في حديث مع جريدة "الأنباء" الالكترونية التوصل الى اتفاق حول شخص الرئيس وانتخاب رئيس جمهورية جديد في موعده الدستوري، معرباً عن تخوفه من عدم إنجاز هذا الاستحقاق ودخول البلد في الفراغ لأن اللبنانيين سئموا من الفراغ ويريدون رئيساً قادراً على انتشال البلد من السقوط، محدّدا مواصفات الرئيس العتيد بأن يكون على علاقة مميزة وممتازة مع الأشقاء العرب وخاصة دول الخليج وألا يكون آتٍ من خلفية حزبية لأنه حينها سيبقى أسير إرادة حزبه.
في هذه الأثناء، يشغل الاستحقاق الرئاسي معراب حيث عقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مؤتمراً صحافياً حول تطورات الملف. وقد أشار مسؤول التواصل والاعلام في القوات شارل جبور الى أن الفريق المعارض بدأ بعقد اجتماعات معلنة وخلف الكواليس لتهيئة الأجواء للوصول الى وحدة موقف من هذا الاستحقاق.
ورأى في حديث مع جريدة "الأنباء" الالكترونية أن هذه الدينامية تسير في الاتجاه السليم ومن الواضح ان ثمة توافق بين معظم هذه المكوّنات على ضرورة الوصول الى وحدة موقف على المستوى الرئاسي، مضيفاً: "على مستوى القوات أكد جعجع ضرورة الاتفاق لإيجاد رئيس جديد فعلاً، وكل هذه الدينامية يقابلها صمت مطبق لدى فريق 8 أذار حيث بدا مربكاً لأنه لم يعتمد أي مرشح بانتظار أن يحسم حزب الله موقفه، آملا أن يشكل الاستحقاق الرئاسي مدخلاً للانقاذ.
وفيما شدد جبور على الشخصية المرشحة لهذا المنصب يجب ألا تخضع لنفوذ السلاح، وصف التواصل بين جنبلاط والراعي بأنه يصبّ في هذا الاتجاه، مضيفاً "عندما تبدأ دينامية التشاور والاجتماعات لا بد وان تصل في نهاية المطاف الى الخواتيم المطلوبة فالمهم أن الدينامية انطلقت".
وفي ظل هذا الكباش المرشح الى التصاعد وربما الدخول في مرحلة الفراغ، فإن الأهم يبقى هو تعزيز صمود اللبنانيين على مواجهة الازمة وعلى الحكومة أن تقوم بواجبها وإن كانت تصرّف الاعمال، وقد عُلم أن الرئيس نجيب ميقاتي قد وجّه دعوة للوزراء إلى جلسة نقاش اليوم الثلاثاء، والتي قد تشكل مدخلاً لتفعيل عمل مجلس الوزراء لمواجهة التحديات المقبلة لا سيما المعيشية والاجتماعية.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار