14-08-2022
عالميات
لكن المستشار الألماني، أولاف شولتز، رفض تلك الدعوات، قائلاً إن فرض حظر شامل على تأشيرات دخول الروس "أمر يصعب تخيله"، بيد أنه من المتوقع أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإجراء في اجتماع غير رسمي هذا الشهر، على الرغم من الحاجة إلى موافقة أعضاء الاتحاد البالغ عددهم 27 عضوا.
وقد أثار الاقتراح أيضًا نقاشًا ساخنًا بين الروس، بما في ذلك المعارضين الصريحين للغزو والذين يعيشون غالبًا في المنفى في أوروبا، فيما إذا يمكن لحظر التأشيرات أن يمثل خطوة نحو العزلة التي تذكر بالحقبة السوفيتية.
وقال إيليا كراسيلشيك، وهو ناشر روسي على الإنترنت تم تهديده بالملاحقة القضائية لمعارضته الغزو، وهو حاليًا في أوروبا: "لا أرى شيئًا جيدًا في منع الروس من القدوم إلى أوروبا لأنهم بحاجة إلى رؤية عالم حر".
وفي حين يعتقد أنه من غير المرجح أن يجري فرض حظر على التأشيرات، قال كراسيلشيك إن المشكلات المتعلقة بفتح حسابات مصرفية في أوروبا جعلت من الصعب على المعارضين الروس العمل في المنفى.
وبدلاً من ذلك، دعا كراسيلشيك إلى إجراء تدقيقً شديدً لاستبعاد الروس ذوي الآراء المؤيدة للحرب، مردفا: " الفكرة القائلة بأن لم يتمكن الروس في حال لم يغادروا بلادهم فإنهم سوف ينتفضون ويسقطون النظام خاطئة بالكام .. فتجربة الاتحاد السوفيتي السابقة تظهر أن إغلاق الحدود لا يؤدي إلى الإطاحة بالنظام".
وزاد: "أتفهم غضب اللحظة، لكنني أعتقد أنه أمر خطير (منع التأشيرات) على المدى الطويل".
من جانب آخر، اتفق العديد من الروس على أن السياحة في أوروبا أصبحت نقطة اشتعال واضحة بعد انخراط بلادهم في حرب وحشية ضد جارتها.
وقالت إيرا لوبانوفسكايا، التي تقدم نصائح عبر تطبيق تليغرام لمن يود مغادرة روسيا: "أعتقد أنك إذا أردت مغادرة روسيا، فيجب أن تكون نشطًا ضد الحرب.. لا يمكنك أن تنأى بنفسك عن السياسة بعد الآن".
وأردفت: "نحن نشدد على هذا عند مساعدة الناس على الانتقال ... وأتفهم أن الغرب لا يريد أن يحتفل السواح الروس في شوارع أوروبا".
ولكنها قالت إن إبقاء الروس في روسيا سيؤدي إلى نتائج عكسية، موضحة أن حوالي نصف الأشخاص الذين يزيد عددهم عن 40 ألف شخص ممن نصحتهم منظمتها يريدون التحدث علانية أو حضور المسيرات المناهضة للحكومة.
وزادت: "إنهم بحاجة إلى الاتحاد في الخارج وتشكيل تحالفات مناهضة للحرب والتحدث بصراحة. لا يمكنك إسقاط قوة نووية عظمى مثل روسيا من الداخل. إنه أمر غير واقعي".
ومع ذلك، فإن إيليا بونوماريف، النائب السابق لمجلس الدوما الذي يعيش في المنفى في أوكرانيا منذ العام 2016، يقول إنه يؤيد الحظر، مؤكدا أنه يجب على أبناء شعبه الروس القادرين على السفر البقاء في بلادهم لمواجهة النظام، مردفا: "يجب أن تكون مغادرة البلاد هي الملاذ الأخير".
وقال في مقابلة في أوكرانيا: "لا يمكنك الامتناع عن معارضة هذه الحرب.. وإذ كنت تؤيدها أو تصمت عنها فلا تشكو من طردك من أوروبا".
ولفت إلى أنه يعتقد أن 98٪ من الأشخاص الذين غادروا البلاد لم يكونوا في خطر، لكنهم غادروا "لمجرد أن وجودهم غير مريح لهم في روسيا".
وتابع: "أتفق كثيرًا مع الزعيمة الأستونية عندما قالت إن التواجد في أوروبا ليس حقًا من حقوق الإنسان؛ إنه امتياز. إذا كنت تريد هذا الامتياز، فافعل شيئًا ما في روسيا أولاً، واكسب هذا الامتياز لاحقا.. قم بخطوة جريئة، ثم غادر".
وفي خطاب له عبر الإنترنت في نهاية هذا الأسبوع، كرر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، دعوته للحد من تأشيرات شنغن للروس، قائلاً "يجب أن تكون هناك ضمانات بأن القتلة الروس والمتواطئين مع إرهاب الدولة لا يستفيدون من تأشيرات شنغن".
لكنه دعا أيضًا إلى دعم الروس "الذين يحتاجون بالفعل إلى المساعدة"، قائلا: "هناك أساليب قانونية معروفة الآليات، من خلال وضع اللاجئ، وطلبات اللجوء، وطرق أخرى لتقديم الدعم".
ويقول النشطاء الروس إن التأشيرات السياحية هي أداة مهمة للكثيرين الذين يحاولون مغادرة روسيا، خاصة عندما يفرون عبر الحدود البرية لأن السفر خارج البلاد مكلف للغاية أو خطير للغاية.
وقال أنطون بارباشين من موقع "ريدل روسيا" الإخباري والموجود حاليًا في أوروبا: "هذه آلية أمان لآلاف الروس الذين يعانون بالفعل أو ربما يعانون في المستقبل من القمع"، متابعا: "حظر التأشيرات سيحد من الفرص المتاحة لمنتقدي النظام للوصول إلى بر الأمان عندما يحتاجون إلى ذلك".
وشهدت دول مثل لاتفيا وإستونيا وفنلندا تدفقًا من السياح والمهاجرين الروس منذ بداية الحرب، وبدأت بشكل مستقل في تشديد قواعد الهجرة وفرض حظر محدود على التأشيرات.
وتشمل المقترحات غير الرسمية الأخرى التي تهدف إلى الحد من السياحة الروسية خلال الحرب مطالبة الروس بالتوقيع على بيان يدين الغزو عند دخولهم أوروبا، في حين اقترح السفير الأميركي السابق لدى روسيا، مايكل ماكفول، أن يُطلب من الزوار الروس دفع ضريبة تبلغ حوالي 100 يورو لإعادة إعمار أوكرانيا.
وقال: "بالنسبة لتلك الدول التي تحجم عن منع جميع الروس من زيارة بلادهم، فإن فكرة فرض رسوم إضافية على التأشيرة التي ستذهب بعد ذلك إلى إعادة الإعمار الأوكرانية تقدم استجابة بديلة".
وأردف: "عدم القيام بأي شيء ومجرد الحفاظ على الوضع الراهن لا ينبغي أن يكون خيارًا".
وفي المقابل قال ابن رجل أعمال روسي يحمل جواز سفر بريطاني، إن أثرياء بلاده سيجدون على الأرجح طريقة للالتفاف على أي حظر.
وزاد: "سوف تجد النخبة دائمًا طريقة للوصول إلى أوروبا.. ذهب العديد من أبناء جيلي إلى المدراس هنا.. لقد عشنا فترة كافية في الغرب للحصول على تصاريح إقامة أو جواز سفر ثان".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار