14-08-2022
محليات
|
الانباء الكويتية
وطبعا، هذا لا يعني، ان الحكومة ليست من الضروريات، والدليل انها كانت الشرارة التي أطلقها حزب الله، عبر أمينه العام السيد حسن نصر الله في آخر إطلالة له، ما حرك ردارات وليد جنبلاط الدقيقة الاستشعار، والسريعة المبادرة، بعدما أدرك ان وراء تركيز الحزب على تشكيل الحكومة، في أواخر ايام ولاية الرئيس ميشال عون، ما يسمح بالظن بأننا في طريق رئاسي مسدود. وهذا ما حرص جنبلاط على طرحه، كسؤال على موفدي حزب الله الذين التقاهما قبل ايام: هل لدى الحزب مؤشر على عدم انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري، فأجابه المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل بقوله: الحزب لا يريد الفراغ لأي من مؤسسات الدولة.
طبعا، هذا جواب عام.. قد يكون اقنع جنبلاط او لم يقنعه، لكنه قرر مواصلة التحرك على الصعيد الحكومي، ولئن ظل المشهد العام رئاسيا، ومنطلق هذا التحرك، التحسب لما هو آت، فبعد أغسطس، تغيب رهجة المغتربين ومعهم عملاتهم الصعبة، التي أنعشت الأسواق الخاملة، وخدرت أصحاب الحناجر المفتوحة، وبعد أغسطس يأتي سبتمبر، الاستحقاق الرئاسي المتعثر، ومعه الدولار المتفلت، وامام حالة العوز العام للخبز والدواء والمحروقات مقرونة بتحديات مرحلة الانتخابات الرئاسية، تتوقع المصادر المتابعة، فوضى اجتماعية - امنية، لن تسلم منها بيئة الاحزاب والتيارات الحاكمة بالذات. هذه المعطيات، لعبت دورها، في غياب الانتقادات السياسية الجدية، لانفتاح جنبلاط على حزب الله بعد خصومة، وتجاوب الحزب الحر معه. فالكل كما يبدو ينظر الى الامور بعين العاصفة ألآتية، ما لم يتم استدراك الامور الداخلية، رئاسية كانت او حكومية، قبل فوات الأوان، فمع الفوضى ترتخي القبضة، وتفقد السيطرة.
ولاحظت المصادر المتابعة ارتياح البطريرك الماروني بشارة الراعي لتحرك جنبلاط، الذي أوفد اليه نجله تيمور والنائبين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور الى الديمان لوضعه في الأجواء، كما أوفد الوزير السابق غازي العريضي الى «عين التينة» لاطلاع الرئيس نبيه بري على المجريات.
وفي هذه الأثناء، ارتفعت بورصة الأسماء المطروحة للرئاسة اللبنانية، وآخر ما تداولته وسائل الاعلام المحامون والاقتصاديون: زياد بارود، جهاد أزعور، سليم ميشال اده، سليم عساف وصلاح حنين.
إلى ذلك، يعمل كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على ادارة اجتماعات وتشكيل لجان وزارية متخصصة، لمتابعة الملفات العالقة، كلجنة الأمن الغذائي ولجنة متابعة شؤون القطاع العام، والاجتماعات الخاصة بعودة النازحين السوريين في بعبدا، وقد أبلغ الرئيس ميقاتي كل من الرئيسين عون وبري وحزب الله استعداده لعقد جلسات وزارية، للبحث بأمور محددة، ولكن لا جلسات موسعة للحكومة.
ومعنى ذلك ان الطرفين يتوزعان تصريف الأعمال الحكومية بالرضا او الصمت، بدل أن يكسرا المقاطعة ويخرجا على اللبنانيين بحكومة انقاذية من حواضر الحالة السياسية المستجدة، توقف تدحرج الدولة نحو الانهيار الكبير. علما ان الرئيس ميقاتي بصدد السفر لتمضية اجازة في امارة موناكو كما تقول مصادر اعلامية.
أبرز الأخبار