12-08-2022
مقالات مختارة
|
المدن
لا يخفي البطريرك بشارة الراعي مناشدته الدول الصديقة للمساعدة في الدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية. قد لا يكون هذا السبب الوحيد الذي شجّع، مؤخراً، سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو على مناقشة الموضوع مع البطريرك. فالأخير يدفع منذ أشهر باتجاه انتخاب رئيس في أول المهلة الدستورية. ودأب على وضع مواصفاته التي تكاد تتطابق مع رؤية فرنسا لذاك الرئيس.
لذا، وبديبلوماسية عالية، ساقت غريو الحديث لتؤكد على غنى الطائفة المارونية بالشخصيات الكفوءة لهذا المنصب. وطرحت، كمثال، أربعة أسماء تثق بنزاهتها وجديتها ووطنيتها وقدرتها على تولي المنصب المنشود.
سمّت غريو كلّا من سليم ميشال إده، جهاد أزعور، سمير عساف وزياد بارود.
هاجس البطريرك
لم يعلق الراعي إلا بالعموميات وباحترامه للشخصيات التي ذُكِرت. فحسب مصادر مطلعة، فإن "البطريرك معني بالأسماء بقدر مطابقتها للمواصفات التي يرى فيها مصلحة لبنان. وما عدا ذلك، على مجلس النواب والنواب القيام بواجباتهم".
لكن من يقصد الديمان، في هذه الأيام، يعرف أن "هاجس" البطريرك، والسؤال الموحد الذي يطرحه على زواره، يتعلق برئاسة الجمهورية والأسماء المتداولة، وإمكانية التوافق الوطني حولها، ووجوب الالتزام بموعدها الدستوري.
هذا ما طرحه أيضاً في الزيارة الأخيرة لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وسأله عمن هو مرشحه للرئاسة.
وتؤكد مصادر الديمان أن "جعجع ردد أمام البطريرك ما قاله علناً عن استعداده لدعم رئيس توافقي، مشترطاً فقط ألا يكون من خط الممانعة ويكون سيادياً يؤمن بلبنان أولاً".
لا تختلف نظرة البطريرك كثيراً عن هذا الطرح. وهو قال لجعجع أن موقفه بعدم الترشح واستعداده لانتخاب مرشح محايد يتفق حوله معظم اللبنانيين، هو من أبرز الأسباب التي جعلته يطالب برئيس توافقي، يجمع ولا يفرق.
عتب على البطريرك
لكن هذه المطالبة والصفات التي حددها الراعي، أزعجت كثيرين، لاسيما "الأقوياء" منهم، كما جعلت عشرات الموارنة يعيشون "حلم الرئاسة".
وينقل أحد المترددين إلى الديمان أن النائب السابق سليمان فرنجية عاتَب البطريرك على موقفه، قائلا أنه يملك الكثير من الأوراق الرابحة داخلياً وخارجياً التي تسمح له، وتؤهله للوصول إلى المنصب. بالتالي، فإن موقف البطريرك يضعف حظوظه، وقد يأتي بشخصية "لا طعم لها ولا لون ولا سند".
كذلك لم ينزل كلام البطريرك برداً وسلاماً على النائب جبران باسيل. لكنه يحاول الإبقاء على علاقة مقبولة مع بكركي. يعرف باسيل أن حظوظه الرئاسية شبه معدومة، لكنه لا يريد حرق كل أوراقه، علّه ينجح في أن يكون الناخب الأكبر. لكن مواقف بكركي تصعّب عليه الموضوع.
تهافت الأسماء
بعد استبعاد بكركي، ضمناً، لـ"الأقوياء" ووضعها صفات محددة، بدأ حلم رئاسة الجمهورية يراود كثيرين من الموارنة. منهم من يجدون أنفسهم على تقاطع مع قوى أخرى قد تسمح لهم بتعزيز جسورهم نحو الرئاسة، كالوزير السابق مروان شربل، وناجي البستاني وناصيف حتي وابراهيم كنعان وغيرهم. ومنهم من تأخذه الحماسة كزياد حايك الذي أبلغ عدداً من أصدقائه عبر تطبيق "الواتس اب" نيته الترشح "كي لا يعرفوا ذلك من أحد سواه".
أسماء أخرى لمرشحين يتم التداول بها مطروحة بجديّة. منهم نواب أو شخصيات قريبة من بكركي. معظم هؤلاء يراقبون ويترقبون الظروف المناسبة. يحتسبون خطواتهم في السير على دروب المعركة الرئاسية المحفوفة بالعداوات والمنافسات. هؤلاء، ومنهم نواب، يعملون بصمت ومعظمهم تربطهم ببكركي علاقة جيدة، ويترقبون الظروف وتطور أحوالها. يمكن هنا تعداد عشرات الأسماء الطامحة، التي قد يخرج من بينها رئيس أو تخرج من السباق من الآن وحتى الموعد المفترض.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار