04-08-2022
مقالات مختارة
|
نداء الوطن
غادة حلاوي
غادة حلاوي
أفرز غياب رئيس الحكومة السابق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وجود محاولات عدة لملء الفراغ على الساحة السنية. حالياً يمكن الحديث عن ثلاث محاولات جدية في طريقها للتبلور، كانت الاولى الزيارات التي يقوم بها النائب الشمالي ايهاب مطر وشملت عدداً من النواب السنة، المحاولة الثانية كانت بالامس الى مأدبة غداء دعا اليها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عدداً من النواب السنة لم تشمل على سبيل المثال لا الحصر النواب اشرف ريفي وايهاب مطر وفؤاد مخزومي وملحم الحجيري اما حضور النائب محمد يحيى فقد صودف وجوده في زيارة لميقاتي الذي استبقاه الى مأدبة الغداء بجانب زملائه.
المحاولة الثالثة المرتقبة هي اللقاء الذي ينوي مفتي الجمهورية المفتي عبد اللطيف دريان ترتيبه لجمع النواب السنة تحت عباءة دار الفتوى.
المهمة التي كان يطمح الرئيس الأسبق للحكومة فؤاد السنيورة الى بلورتها تمكن منها ميقاتي. ربما كانت خطوته بمباركة من السنيورة واتفاقهما معاً ولكن المهم هو النتيجة والتي يمكن التنبؤ بها بالاستناد الى الاجوبة على اسئلة كثيرة منها هل يمكن اجتماع النواب السنة حول ميقاتي او بصيغة اوضح هل يمكن لأي مسعى ان يجمع النواب السنة في تكتل نيابي واحد على عتبة الاستحقاق الرئاسي؟ ام ان الخطوات التي نشهدها انما تصب في تحقيق اهداف شخصية؟
يمكن لخطوة ميقاتي ان تُقرأ من باب تحضير الارضية لعودته الى الرئاسة الثالثة في العهد الرئاسي الجديد مستنداً الى كتلة نيابية وازنة وسنية على وجه التحديد تكون الى جانبه ليكون الرئيس القوي في طائفته، اما مطر فطموحه هو الآخر مشروع ويمكنه ان يحقق حيثيته النيابية ويحجز له دوراً على الساحة السنية وبذلك يمكن ان يكون عراباً محتملاً لاي مرشح رئاسي محتمل. اما دار الفتوى فاذا ما تمكنت من جمع النواب السنة وهذا مستبعد لألف سبب وسبب فيكون هذا هو دورها الطبيعي ان استطاعت الى ذلك سبيلاً.
ويأتي في مأدبة ميقاتي شبه الجامعة ان بعض من لبى الدعوة آثر عدم الاعلان عن تلبيتها وهو وإن فعل فلأنها ستكون بعيدة عن الاعلام، والبعض الآخر طالب خلال الجلسة بان يكون عقد اللقاء مداورة ولا يكون في ضيافة شخصية واحدة بعينها بدل ان تتحول الى تكتل او تجمع يترأسه احد المشاركين.
وفيما اكدت اوساط المشاركين ان الدعوة جاءت من جانب ميقاتي رفض النائب بلال الحشيمي القول ان اللقاء جاء تلبية لهذه الدعوة مؤكداً من ناحيته انه كان بناء لطلب عدد من النواب بالتواتر لا سيما بعد جلسة انتخاب اللجان النيابية حيث شعر هؤلاء بالغبن وبتهميش تمثيل السنة المتعمد في اللجان وان اللقاء شكل مناسبة لمناقشة جملة امور واستحقاقات مهمة تشهدها البلاد من بينها الاستحقاق الرئاسي، والخشية من تكرار التهميش الذي لمسه النواب يوم تم انتخاب اللجان النيابية.
«دعوة لم شمل الطائفة السنية في ظل الفراغ الراهن» لم تشمل النائب ايهاب مطر فهل هي حسابات شمالية ام ان ميقاتي اراد جمع النواب الذي يلتقي معهم على رؤية ومقاربة موحدة في ملفات معينة وعددهم قرابة عشرة نواب من بينهم رامي فنج المحسوب على الثورة ومحمد يحيى المقرب من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وآخرون تغييريون ومحسوبون على تيار المستقبل وهذه خطوة اخذت على ميقاتي الذي هو رئيس حكومة جامعة لكل اللبنانيين فكيف بالحري للنواب السنة؟
يقول مطر انه من ناحيته افتتح وبمبادرة فردية منه زياراته الى النواب السنة لاستمزاج الآراء حول كثير من المواضيع والملفات المهمة المطروحة او تلك التي ستطرح عما قريب «القصد من اللقاء التعرف على بعضنا عن قرب والاطلاع على افكار بعضنا في محاولة لمنع التشرذم في الطائفة السنية وخلق مساحات نقاش مشتركة» متابعاً انه استمزج رأي المفتى دريان في الخطوة ولمس منه نيته الدعوة الى لقاء للنواب السنة عما قريب تحت عباءة دار الفتوى». يوضح مطر ان جولته على النواب «اتت بمبادرة فردية وهي محاولة لملء الفراغ على الساحة السنية بخلق حوار سني نيابي قد لا يكون بالضرورة عبارة عن تكتل نيابي فيه رئيس ومرؤوس بل بداية حوار ايا تكن نتيجته ستكون جيدة حتماً».
وان تأتي خطوة النائب الشمالي بالتزامن مع مسعى رئيس الحكومة الشمالي ايضا يمكن لذلك ان يطلق العنان لتفسيرات مختلفة منها التنافس على زعامة السنة مثلاً وهو امر ينفيه مطر قائلاً «الموضوع ليس موضوع زعامة وليست هدفي شخصياً ولكن فلنحاول وضع حد للضياع بجمع الطائفة بصيغة ما منتجة».
اذاً هي محاولات بدأت تتمظهر على شكل اجتماعات جماعية الغاية منها سد الفراغ على الساحة السنية والتنافس على حجز دور استباقاً للانتخابات الرئاسية حيث حاجة اي مرشح الى غطاء سني بأصوات نيابية وازنة ليكون رئيساً جامعاً ووطنياً. الزعامة لمن؟ هو العنوان وان اختلفت مسمياته وتعددت اسبابه المعلنة. هي محاولات في سباق سيكون حامياً كلما اقترب موعد العهد الجديد وطالما استمر الحريري غائباً او مغيباً.