لم يحجب التصعيد والتوتر غير المسبوقين على جبهة بكين- واشنطن اثر زيارة رئيسة مجلس النواب الاميركي، نانسي بيلوسي الى تايوان، الاهتمام المحلي والغربي بمستجدات ملف ترسيم الحدود بين لبنان و»اسرائيل» بعد الزيارة الاخيرة للوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت والتي تلتها مباشرة زيارة لتل أبيب التي تدرس اليوم الاربعاء باجتماع يعقده الكابينت السياسي والأمني للحكومة الاسرائيلية للبحث في ملف المفاوضات حول الحدود المائية والاقتصادية مع لبنان.
وفيما قالت «هآرتس» ان التقديرات تشير إلى تقدّم في المفاوضات مع لبنان، أعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أنه خلال ايام سيعاد التواصل مع الوسيط الاميركي على ان يعود الى بيروت خلال مهلة اسبوعين كحد اقصى.
وظلت الاجواء الايجابية التي تمت اشاعتها حتى قبل وصول هوكشتاين هي المسيطرة، بحيث اكدت مصادر رسمية اطلعت على فحوى زيارته الى بيروت ان «الطرفين اللبناني والاسرائيلي لم يبلغا يوماً هذا المستوى من التقدم باتجاه انجاز الاتفاق المنشود على ترسيم الحدود، ما يعني تراجع احتمالات الحرب على حساب ارتفاع اسهم التوصل الى التفاهم المرجو»، لافتة في حديث ل»الديار» الى انه «وفيما كان البعض يخشى ان يطيح تصعيد حزب الله بالمفاوضات، تبين ان كل موقف وخطوة اقدم عليها الحزب كانت مدروسة وحققت هدفها بدفع تل ابيب للرضوخ والموافقة على الطرح اللبناني لانه خلاف ذلك لن تكون قادرة على إستخراج اي كمية من الغاز من اي بلوك كان، وهذا ما يحاول الاميركيون والاوروبيون تفاديه بأي ثمن باطار استماتتهم لتأمين بديل عن الغاز الروسي».
وأوضحت المصادر أن «لبنان كان حاسما بإعطاء مهلة أسبوعين للحصول على الرد الإسرائيلي والا سيعود الحزب للتلويح بالتصعيد العسكري»، مرجحة ان تكون الزيارة المقبلة لهوكشتاين إلى بيروت «مصيرية بملف الترسيم فاما يتم بعدها مباشرة العودة إلى الناقورة او نكون بصدد مواجهة عسكرية لا احد يعلم اين وكيف ستنتهي».
وشددت المصادر على ان «وحدة الموقف اللبناني كما قوة حزب الله وتصعيده شكلا عاملين أساسيين في تدعيم موقف لبنان بوجه الموقف الإسرائيلي»، موضحة ان »كل ما طرح عن خطوط متعرجة سقط تلقائيا في بيروت… وقد بتنا أمام معادلة أن يحصل لبنان على كل ما يتضمنه الخط ٢٣ من حقول اضافة الى حقل قانا او يسقط الاتفاق وعندها لن يكون لبنان قادرا على استخراج غازه تماما كما إسرائيل».