تراوح الاوضاع في البلاد على حالها من الاشتباك السياسي والاداري. وفيما حلقة الاضرابات في القطاع العام مقفلة ، لم يسجل جديد على صعيد تشكيل الحكومة فكأن الفريقين المعنيين، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، سلما بالامر الواقع من ان الامور وصلت الى الطريق المسدود اذ لم يرشح عن اللقاء الرئاسي الثلاثي الذي عقد في قصر بعبدا مع الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين وفي الاحتفال بعيد الجيش، ما يشي بان القطيعة بين الرئاستين الاولى والثالثة يمكن ان تنتهي قريبا. علما أن انقطاع الاتصالات وغياب الوساطات الفعلية بين الجانبين يؤديان الى نتيجة واحدة ان لا حكومة جديدة قبل نهاية العهد، وان احتمالات التأليف تتضاءل يوميا، وان الوقت يداهم الجميع والاستحقاق الرئاسي على الابواب .
النائب السابق علي درويش القريب من الرئيس ميقاتي يؤكد لـ"المركزية" أن "الاجتماعات الرئاسية التي حصلت امس لم تحرك المياه الراكدة في المستنقع الحكومي، لا بل ان الرسائل والسهام التي وجهها الرئيس عون في كلمته في الاحتفال بعيد الجيش في الفياضية، جاءت لتزيد الشرخ الحاصل حول تأليف الحكومة بما يؤشر الى ان لا شيء يوحي بحصول ايجابيات عما قريب في شأن هذا الملف العالق والذي نأمل الا ينسحب على الاستحقاق الرئاسي الذي يعول عليه داخليا وخارجيا، وتحديدا من قبل الاشقاء والاصدقاء ليشكل الحجر الاساس في عملية نهوض لبنان من ازماته المتشعبة سياسيا وماليا وحياتيا".
ويضيف ردا على سؤال "ان المشهدية الجامعة للرؤساء في لقاء الوسيط الاميركي هوكشتاين من جهة وفي الاحتفال بعيد الجيش من جهة ثانية اكدت ان سائر الامور تبقى ثانوية امام وحدة لبنان واللبنانيين وان الوطن لا يقوم الا بتعاون سلطاته وابنائه مهما كانت العقبات واشتدت الصعاب".
ليختم مثنيا على دور الجيش اللبناني في الحفاظ الوطن ووحدته، معتبرا المؤسسة العسكرية الضمان والامل الوحيد المتبقي للبلاد.