29-07-2022
محليات
|
الديار
«صفعة» قبرصية!
وفي هذا السياق، تلقت اسرائيل «صفعة» من حيث لم تكن تحتسب حيث اصدرت شركة «شبرون» والحكومة القبرصية بيانا اعلنت فيه التنقيب في حقل أفروديت – يشاي، الذي يقع جزء منه في «المناطق الإسرائيلية». ولفت مصدر اسرائيلي رسمي الى ان عدم التقدم في المفاوضات لا يمنح الحق لقبرص بالتفرد بالتنقيب لإن الأمر يتعلق بعملية أحادية الجانب غير منسقة مع إسرائيل. تجدر الاشارة الى ان معظم الخزان موجود في المياه الإقليمية لقبرص، لكن 10 في المئة من الغاز، موجودة في المياه الإقليمية لإسرائيل. ولم تنجح الدولتان حتى الان في تقسيم هذا الغاز. والخلاف الكبير ما يزال قائما بين الشركات وإسرائيل وقبرص حول تقسيم الأرباح.وحسب التقديرات، يحتوي الحقل على 129 مليار متر مكعب (بي.سي.ام) من الغاز، وهو يعادل الاستهلاك السنوي من الغاز الطبيعي في إسرائيل. والعوائد التي تتوقع إسرائيل الحصول عليها، ستحولها إلى دولة عظمى في الطاقة، لكن لا سبب بأن تمنحها بالمجان.
في اللقاء الذي عقد في نيسان بين وزيرة الطاقة كارين الهرار، ونظيرتها القبرصية نتاشا فيليدس، تم الاتفاق بينهما على تعيين خبير من الخارج، يفحص كمية الغاز الطبيعي في الحقل. لكن منذ ذلك الحين لم يسجل أي تقدم حقيقي.
كيف يستفيد لبنان؟
لكن ما علاقة لبنان بكل ما يجري؟ بحسب صحيفة «هارتس» الاسرائيلية الحساسية فيما يتعلق بالمفاوضات مع قبرص عالية في ضوء التهديدات التي يطلقها حزب الله بشأن حقل «كاريش. وإذا لم تفعل اسرائيل شيئا ازاء الخطوة القبرصية فسيتم تفسير موقفها بانه نقطة ضعف ستمنح لبنان محفزا آخر للتصلب في موقفه. ووفقا لمصدر اسرائيلي مطلع فإن تأثير البيان القبرصي على المفاوضات مع لبنان يرتبط برد إسرائيل. حتى الآن، لم تنشر إسرائيل رداً رسمياً حول الأمر، وهي ترفض الرد بشكل رسمي في وسائل الإعلام. ولكن إذا لم تتوقف العملية القبرصية أو لم يتم التوصل إلى تفاهمات معها قبل البدء في الحفر، فقد تتضرر الاتصالات مع لبنان.
استغلال نقاط الضعف
وفي هذا السياق، علمت «الديار» ان هذا الملف بات تحت انظار المعنيين بالملف الغازي، وثمة ترقب لما سيحصل «ليبنى على الشيء مقتضاه» بحيث يتم الاستفادة من كل ثغرة ممكنة على الجانب الآخر من الحدود. وحتى الان تشير ردود الفعل الاسرائيلية الى وجود حالة من الارباك بسبب الخوف على اي ضرر يرتبط بعملية استخراج الغاز في هذه الفترة الحساسة. وهذه نقطة ضعف يجب استغلالها لبنانيا دون التوقف عند «التهويل» الاميركي.
مخاطر الجبهة الشمالية
وفي هذا السياق نشر معهد السياسة الاستراتيجية في تل ابيب تقريرا حول الميزان الاستراتيجي لإسرائيل في ضوء تطورات الساحة العالمية وتأثيرها على آليات الشرق الأوسط، خلص الى ضرورة بلورة سياسية تأخذ المخاطر والفرص بالحسبان. ومن هذه المخاطر، ما اسمته الدراسة الملف المتفجر على الحدود الشمالية بعدما فشلت رحلة الرئيس الاميركي جو بايدن في تحقيق اختراق في موضوع الخلاف على إنتاج الغاز مع لبنان. ولفتت الى ان تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يطرح معادلة جديدة حول إنتاج الغاز من «كاريش» قبل الاتفاق مع لبنان على خط الحدود البحرية، وهي تشكل مبرراً للحرب.
تهديدات نصرالله جدية
ولفت المعهد الذي يراسه اللواء احتياط عاموس جلعاد الى انه بعد 16 سنة على حرب لبنان الثانية يبدو أن نصر الله يهيئ التربة لمواجهة أخرى مع إسرائيل تحت عنوان «إما الحقوق أو الحرب»، والأزمة الاقتصادية والسياسية الحادة في لبنان توفران الشرعية لقيامه بخطوة عسكرية تجاه إسرائيل من «بوابة» الطاقة. ولان المواجهة المتواصلة بين الولايات المتحدة وروسيا إلى جانب التطورات الإقليمية وعدم الاستقرار السياسي في إسرائيل تضع أمام إسرائيل سلسلة من التحديات على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي، تؤثر على وضعها الاستراتيجي، اوصى المعهد القيادة الاسرائيلية بالعمل على تسوية الخلاف مع لبنان حول الغاز، والامتناع قدر الإمكان عن الاحتكاك العسكري مع حزب الله وايجاد حل من خلال المفاوضات. واذا لم يحصل ذلك فلاول مرة بعد 16 سنة من الهدوء في الساحة الشمالية، يتعين على إسرائيل الاستعداد لسيناريو تصعيد حاد مع حزب الله. بحسب تقديرات المعهد. وفي السياق نفسه، كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، ان إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة من أجل إتمام الاتفاق بين لبنان وإسرائيل قبل شهر أيلول وهم يأخذون بجدية تهديدات نصر الله، ولهذا كثفوا الاستعداد والجاهزية، ولهذا تبذل جهود كبيرة كي لا تتدهور الأمور إلى مواجهة مع حزب الله.
«تنازلات» اسرائيلية؟
في هذا الوقت، كشفت وسائل اعلام اسرائيلية عن محادثات اجراها مستشار الأمن القومي إيال حولاتا ورئيس فريق التفاوض الإسرائيلي أودي أديري، مع هوكشتاين وكبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك بشأن المفاوضات مع لبنان،وقد تم تقديم اجابات اسرائيلية على الاقتراحات اللبنانية وتم تقديم اقتراحات جديدة باتت في عهدة الاميركيين.ووفقا للمعلومات، فان ما حمله الوفد يشير الى تقديم تنازلات في ما يتعلق بمنطقة الخلاف مع لبنان، لكنه حمل رفضا لاي تنازل خارج منطقة النزاع. وقد تم تقديم خطة لما يسميه الاسرائيليون توزيعا عادلا للأرباح المحتملة من أي حقل غاز يتم اكتشافه في المنطقة المتنازع عليها. لكنّ الجديد هو الاستعداد للتنازل عن توزيع الأرباح المحتملة.!
ووفقا لمصادر لبنانية مطلعة يجب الحذر من الطروحات الاسرائيلية، وحتى يصل هوكشتاين لا يمكن التعليق على شيء، لكن في العادة تكون العروض الاولية «مفخخة».!
أخبار ذات صلة