مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

الرئيس المقبل لا يتحدّى السعودية

28-07-2022

مقالات مختارة

|

النهار

كل الكلام عن الاستحقاق الرئاسي لناحية حسم اسم المرشح الأوفر حظاً، والأخبار المسرَّبة عن ان قوى 8 آذار، وعمودها الفقري “#حزب الله” قد حسم خياره وأبلغ مَن يعنيهم الأمر بان رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجيه، هو المرشح الوحيد لديها، أو أن الاميركيين حصروا خيارهم بقائد الجيش العماد #جوزف عون، لا يعدو كونه توقعات أو رغبات أو شائعات. وهي مجتمعة ليست اكثر من تمنيات، أو تسريبات مغرضة بأهداف سيئة احياناً لإثارة حملات الرفض قبل حرق الاسماء. ولكل مصدر منطلقه وحساباته. وثمة مراهنون ركبوا قطار المرشحين لضمان حصولهم على مكاسب لاحقة كما في كل عهد، وقبل كل استحقاق.

في الواقع ان الاستحقاق اللبناني ليس لبنانياً فحسب، بل ان جزءا كبيرا منه ليس لبنانياً على الاطلاق، وإنْ كان الإخراج يتطلب “الكومبارس” اللبناني. والكل يتذكر مرحلة الوصاية وما قبلها. وفي عودة الى مذكرات الرئيس الراحل الياس الهراوي، يروي كيف ابلغه الرئيس حافظ الاسد رغبة الشعب اللبناني في اختيار العماد اميل لحود رئيساً للبلاد، ودعاه الى القيام بما يلزم مع الرئيس نبيه بري لتعديل الدستور.

ولكل رئيس مع الخارج حكاية، أو ظروف معيّنة اقليمية ودولية جعلت بلوغه قصر بعبدا ممكناً، أو خروجه منه ايضاً، حتى الاغتيالات غالباً ما كانت تتم بقرار خارجي أو بإيعاز أو بغضّ النظر، لتقوم بـ”الواجب” أطراف داخلية.

واذا كانت المملكة العربية السعودية، ومن خلالها دول الخليج العربي، غابت عن الاستحقاق الرئاسي الاخير في العام 2016، ودفّعت الرئيس سعد الحريري ثمن هذا الخيار غالياً، فان المملكة لن تغيب عن استحقاق 2022، بعدما “اكتشفت” فداحة ثمن الخطوة وغيابها عن لبنان وتركه ساحة لقوى اقليمية اخرى.

ولعل زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المملكة، وتعويمه دور ولي العهد الامير محمد بن سلمان، يعيدان الدور السعودي الى المنطقة بطريقة أكثر فاعلية، ومما لا شك فيه ان لبنان يشكل أحد عناوين هذه العودة وأبوابها. وهذا الامر لا يتم بمعزل عن ايران التي نجحت ايضاً في خلق محور متين ربما يشكل خطراً وجودياً على دول الخليج في حال جرى تصعيد الخلاف وتوسيع إطار المواجهة. واذا كانت دول الخليج قد تداركت الأمر، فان الخطوات التي بدأت وتلك المرتقبة، تشير بوضوح الى تعاون اكبر على كل المستويات. فالامارات والكويت تعتزمان رفع تمثيلهما الديبلوماسي في طهران الى مستوى سفير قريباً، بعد خفضه غداة قطع العلاقات بين إيران والسعودية.

وبالأمس، تبلّغت طهران موافقة الرياض على انتقال الحوار الهادف الى إعادة العلاقات المقطوعة منذ أعوام بين الخصمين الاقليميين من المستوى الأمني الى المستوى السياسي، وفق ما أفاد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، مشيراً الى “أننا تلقّينا الأسبوع الماضي رسالة من وزير الخارجية العراقي بأن الجانب السعودي مستعد لنقل المباحثات الى المستوى السياسي والعلني، ونحن أبدينا استعدادنا لدخول المباحثات المرحلة السياسية”. وأعرب عن أمله في ان يؤدي ذلك “الى عودة العلاقات الديبلوماسية بين السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية الى طبيعتها”.

في ظل هذا التقدم في المباحثات، لا يمكن ان يشكل الموضوع اللبناني مادة خلافية، خصوصا ان القمة العربية المقبلة ستبحث في اعادة سوريا الى الجامعة العربية، مع ما يعني ذلك من الاعتراف مجدداً بالنظام والتعامل معه. وهذا الامر لا يمر من دون أثمان، أقلّها ليس كفّ يد طهران، بل التعاون معها.

هذا الواقع يمكن ان يدفع مسار الاستحقاق الرئاسي، ويحمل الى بعبدا رئيس تسوية يعيد ترتيب الامور ويحظى بدعم يسهّل مهمته.

 

 

 

 

 

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما