18-07-2022
من دون تعليق
الصايغ وفي كلمةٍ ألقاها قال: "يطلّ علينا السيد نصرالله ليقول لنا ما المسموح والممنوع، مُحدّدا السياسة الخارجية للبنان والإستراتيجية الدفاعية، و"يُعلّم الجيش اللبناني كيف يقوم بعمله، ويخير الناس بين الاستشهاد في الدفاع عن حقول النفط او الإستشهاد أمام أفران الخبز، وفي الحالتين هو المسؤول عن أرتال البشر الذين ينتظرون لقمة الخبز إن كان باستطاعتهم شرائها، وهو مسؤول عن تفقير اللبنانيين، الإنهيار الإقتصادي، تسييب الحدود، تفجير مرفأ بيروت ومنع تحقيق العدالة وتهجير شبابنا إلى الخارج، وهو من أتى بهذا الطقم الحاكم الحالي، وهو الأساس في هذه الحكومة وتشكيلها ووزير خارجيتها، وهو الذي صوّت لنائب رئيس مجلس النواب الذي هو مبعوث الدولة لمفاوضات ترسيم الحدود، أليس كلّ ما سبق صنيعته؟".
وتابع: "هو نفسه يمنعهم من القيام بعملهم وهو المسؤول عن تأخير لبنان في مفاوضات التنقيب عن النفط والغاز، ولا يمكنك يا سيد حسن أن تكون الشيء ونقيضه في الوقت عينه ولا يمكنك أن تكون تارةً وراء الدولة وطوراً أمامها، يوما في كنفها واياما ولياً عليها والثابت هو أن أدائك في لبنان حطم لبنان لكنك لم تحطم الحرية فيه التي تصرخ اليوم في وجهك كفى! والمؤكد في خطابك ما تقوله أن لا استقرار في أوروبا وشرق المتوسط من دون الإستقرار في لبنان، لكن أسألك هنا لماذا لا إستقرار لدينا ومن هو الخطر على استقرار لبنان؟ حدودنا السائبة التي "سيّبتها" هي الخطر على استقرار لبنان، ونصف النازحين السوريين يتقاضون بالدولار من الأمم المُتحدة ويذهبون إلى سوريا لصرف أموالهم وشراء الذهب ويعودون عبر معابرك "غير الشرعية" لأخذ لقمة الخبز من أمام اللبنانيين، ويا سيّد حسن ما موقفك من القرض الذي سيقرّه المجلس النيابي الذي نحن ضدّه، وهو اقتراض 150 مليون دولار لتأمين الخبز لتسعة أشهر مُقبلة، ونصف استهلاك الخبز في لبنان هو من قبل النازحين السوريين على أراضينا، أي أننا نقترض لإطعام السوريين الذين يعيشون على نفقتنا ويدخلون عبر معابرك، وأصبح اداؤك أنت يا سيّد حسن العامل الأساسي في ضرب الإستقرار في لبنان لأنك تمنع الجيش، القوى الأمنية والدولة من فرض الإستقرار".
أضاف: "تُقرّر مُنفرداً يا سيد حسن تسيير مُسيّرات نحو اسرائيل وتُهدّد أوروبا أيضاً بشعوبها وأمنها واستقرارها، وتُطالب بحقل نفط افتراضي من غير المعروف إن كان يحوي على النفط (حقل قانا) وإلّا الحرب، لكن من قال لك أنّنا نريد مزيداً من الحروب، نحن نريد إعطاء فرصة للدبلوماسية في المفاوضات، ومن قال لك أن الشعب اللبناني معك؟ والإنتخابات النيابية أكّدت أن أغلبية الأفرقاء اللبنانيين ضد حزبك وسلاحك، وهذا السلاح يدافع عن "أين ما كان" إلّا عن لبنان، ونحن لا نطلب حمايتك، ولا يمكنك التذرّع بالوحدة الوطنية من حولك لأنك منعت قيامها وقسمت المجتمع ومُجدّداً أنت عامل "لا استقرار" في لبنان".
وأردف: "ليكن الكلام واضحا: إذا طهران لا تريد مهاجمة الولايات المتحدة عبر المنابر، إن كانت دمشق غير قادرة على الكلام لأنها انهارت، إن كانت موسكو لا تهاجم بايدن لزيارته الشرق الأوسط، من أين لنا نحن، الشعب غير القادر على تأمين لقمته، الطبابة وأبسط حقوقه، أن نواجه الأمم كلّها بخطابات وحركات لا تُصرف ولا تُباع، ولسنا مضطّرين في لبنان أن نعمل غطاء لهذا الشيء، ومن هنا نقول للسيّد حسن أننا لن نقبل أن نسكت على أي انتهاك تقوم به لسيادة لبنان تذرّعاً بالدفاع عنها، فلست مخوّلاً القيام بذلك لأن لدينا جيش قادر نفتخر بقيادته، بضباطه ورتبائه وأفراده، الذي أعطى نموذج للعالم في نهر البارد، وفجر الجرود، وحماية السلم الأهلي في لبنان، نلتفّ حوله وحده رافضين من يقسم اللبنانيين ويضرب الميثاق الوطني كل يوم. لذلك من هنا من أرض المجدل نعود إلى مقولة للبطريرك مُثلث الرحمات مار نصرالله بطرس صفير عندما قال: "إن خيّرتمونا بين الوحدة والحرّية نختار الحرّية"، ونقول لكم للمرّة الأولى بعد الألف، لا تظنوا أنه باسم العيش المشترك سنلتفّ حول موقفٍ لا يمتّ للحقيقة والمنطق بِصلة".
وقال الصايغ: "تعلمون في المجدل وفي جبيل كيف تحمون الحرّية والعيش المشترك لأنكم حافظتم على جميع مكوّنات هذا المجتمع، وعندما كنتم أقوى الأقوياء عرفتم أن هذه القوة ليست للتسلّط، وليس للإنتقاص من المساواة والعدالة، إنّما للمحافظة على روح القانون والألفة والمحبّة بين الناس،.
واضاف: "في هذا اليوم المجيد، الشهداء الأربع لشهداء قسم المجدل الكتائبي، هؤلاء الشهداء الكتائبيون سقطوا وارتفعوا قرابين على مذبح الحرّية في لبنان، ولا يمكن تكريم الشهيد واستذكاره إن كان من غير المعروف لماذا استشهد، أو لأين ذهب أو من أين أتى، فهؤلاء ليسوا شهداء الصدفة، ولا أبطال الساحات الإفتراضية على وسائل التواصل الإجتماعي، هؤلاء أبطال عرفوا الأرض وأهلها والأرض وأهلها عرفتهم، هؤلاء أبطال تخرجوا من مدرسة ربّتهم في بيوتهم بطريقة صحيحة لكن الأهم في بيت الكتائب اللبنانية، وهؤلاء تربّوا على مبادئ الحرّية، عاشوا الحرّية وهجموا على الظلم محبّةً بالحرّية، هؤلاء أبطال سكبوا دم، ودمع وانغرسوا في هذه الأرض ليثمروا رفاق وأبطال آخرين منهم رافقوهم ومنهم بقوا ليشهدوا على حقيقتهم كما نحن اليوم نشهد على هذه الحقيقة، لذلك لا يُمكن للمرء أن يحب شهداء الكتائب من دون حُب الكتائب، لا يمكن احترامهم من دون احترام الكتائب، ولا يمكن الصلاة لهم من دون أن نرى من أين أتوا، ويجب أن نرمم هذه الذاكرة لتسكب في داخلنا معاني البطولة، الشهادة، العطاء وخدمة لبنان واللبنانيين، ما يفرض علينا نمط حياة نكون فيه القدوة في الحياة العامة والمجتمع، وهذا هو التحدّي العظيم الذي يحمله الكتائبيون اليوم لكي لا نصبح تصبح الكتائب كغيرها مجموعة بشر تجتمع على السياسة من أجل جمع الأصوات وتأمين عدد من الخدمات والوصول إلى السلطة من أجل السلطة فقط، ونحن في الكتائب إن ذهبنا يوماً نحو السلطة هو خدمةً للمشروع الذي استشهد من أجله رفاقنا".
وتابع: "من هنا أتشكّر كلّ من اقترع لنا وللائحتنا في الإنتخابات النيابية، وأيضاً من لم يُصوّت لنا، ونحن نحترم الجميع لكننا بكل ثقة نعلن ان المحبة تسمو على المصلحة وبمكانٍ ما قد يكون صوتك ليس معنا لكننا نعرف ان للكتائب في قلبك موقعا مميزا ، واليوم أمام ما قدّمناه لبقاء هذا البلد قد يقول البعض "لا يمكنني إعطاء صوتي لهؤلاء لكن أعرف أن ما يتكلّموا به صحيح"، ومن غير السهل أن تكون كتائبياً ومن غير السهل أن تساند الكتائب في العلن في هذا الزمن الصعب، وأتشكّر قسم المجدل النابض وأتمنّى أن يكون في كافّة الضيع هكذا أقسام، وأتشكّر إقليم جبيل الكتائبي الذي لطالما عمل من أجل لبنان والجبيليين انطلاقا من القيم التي دافع عنها الشهداء".
ووعد الصايغ قائلاً: "انطلاقاً من موقعي كنائب عن دائرة كسروان وجبيل، سأحمل صوت من لم يُصوّت لنا كما صوت من اقترع لنا، ولن نُفرّق بالخدمة، بالعناية، بالإنتباه لكلّ واحدٍ منكم، من هنا أطلب منكم الوفاء ليس بالصندوق لا بل بالنظرة، نظرة المحبّة والعنفوان".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار