مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

حكومة الضرورة أم حكومة أمر واقع؟

15-07-2022

مقالات مختارة

حبيب البستاني

كاتب سياسي لبناني

لا يزال الرئيس المكلف خارج البلاد حاملاً ملف التكليف في جيبه، العطلة لم تنته بعد بالنسبة إليه، علماً ان الأضحى انتهى على خير وأن حجاج بيت الله الحرام باتوا في طريق العودة، وحده الرئيس المكلف في إجازة بين الجزر اليونانية ومدينة الضباب البريطانية، فهو يتابع التشكيل Online ، وكما يقول المثل "اللي عند أهلو على مهلو" ولكن هذه المرة لا هو عند أهله ولا من يحزنون.

الرئيس بايدن في المنطقة في جولة خليجية وشرق أوسطية وصفت بالتاريخية، الهدف منها تطييب خاطر ولي العهد السعودي لزيادة إنتاج النفط تعويضاً للغاز الروسي المقطوع عن أوروبا الغربية  من جهة، وتطبيع العلاقات بين الدولة العبرية والدول العربية من جهة ثانية، وبين هذا وذاك اتفاق أميركي مع إسرائيل بحجة منع طهران من امتلاك السلاح النووي من خلال الاتفاق النووي مع إيران. 
وفيما طهران تنتظر وصول فلاديمير بوتين إليها وذلك تكريساً لميزان قوى جديد وذلك بالرغم من التباينات الكبيرة بينهما، فالسياسة تحددها المصالح وتتحكم بها الجغرافيا. وهكذا بدا واضحاً أن المواجهة كبيرة بين إمبراطورية الأرض بزعامة بوتين وإمبراطورية البحر التي يمثلها حلف شمال الأطلسي NATO بقيادة جو بايدن، وهذه المواجهة قد تخطت الحدود الأوكرانية لتصل إلى عمق المنطقة الاستراتيجي. 
إذن المنطقة تغلي وأموس هوكشتاين الوسيط الأميركي في ملف الترسيم يرافق الرئيس الأميركي في جولته إلى إسرائيل، فيما الرئيس المكلف غائب عن السمع، فهو غائب عن سمع التأليف وغائب عن سمع الترسيم، وترتفع اصوات من هنا وهناك مطالبة بحصرية السلاح وضرورة وضع قرار الحرب والسلم بايدي الدولة اللبنانية سيما بعد جولة مسيرات حزب الله الاستطلاعية فوق حقل كاريش، ولكن عن أية حصرية يتكلمون وعن أية دولة؟ وهل تستقيم الدولة مع عدم وجود حكومة؟ إنهم يريدون الشيء وعكسه، فهم يريدون الدولة ولكنهم لا يعملون في سبيل ولادة حكومة كاملة المواصفات، بل على العكس تماماً هم يضعون العصي في دواليب التاليف مستنكفين عن تحمل المسؤولية والمشاركة بالحكومة  بحجة وجود الرئيس عون على رأس الدولة، ولكن من قال لهم أن الأمور في المنطقة والإقليم ستتوقف بانتظار  انتخاب رئيس جديد؟
إلى متى يستمر الدلع السياسي؟
الأمور تتسارع بوتيرة كبيرة في المنطقة، العدو الإسرائيلي على قاب قوسين أو أدنى من استخراج الغاز، فيما الرئيس المكلف يبحث عن حكومة على مزاجه ولا يعمل بصورة جدية لتشكيلها بالتفاهم مع فخامة الرئيس، في الوقت الذي ترهق المشاكل الاقتصادية والمعيشية والمالية كاهل المواطنين، والبلاد تشهد شللاً غير مسبوق في مؤسساتها نتيجة إضراب القطاع العام، أفلا يستأهل كل هذا عودة سريعة للرئيس المكلف والعمل على تشكيل حكومة كاملة المواصفات، تتحمل مسؤولياتها وتبادر إلى وضع خطة النهوض حيز التنفيذ وتبدأ العملية الإصلاحية الموعودة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي؟
لقد آن الآوان لوقف عملية الدلع السياسي والاتجاه  فوراً وسريعاً نحو تحمل المسؤولية حتى لو بقي من عمر العهد يوماً واحداً، إن الحلول متاحة وهنالك أكثر من طريق إليها ولكن الممر الإلزامي لكل هذه الحلول هو القصر الجمهوري في بعبدا، والقصر وكما جاء على لسان سيده مفتوح لاستقبال الجميع، وخاصة إذا كان الرئيس المكلف يحمل في جعبته أجوبة مقنعة على ملاحظات فخامة الرئيس والمتعلقة بالتشكيلة العتيدة. 
لقد بات ملحاً أن تتضافر الجهود لتأليف الحكومة العتيدة ولننسى للحظات استحقاق الرئاسة الذي يمكنه الانتظار، فالبلد لا يمكن أن يستمر بحكومة تصريف أعمال لا تتمتع بكامل الصلاحيات، فالجميع في لبنان والخارج بحاجة لولادة حكومة الضرورة أو حكومة أمر واقع لا فرق.

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما