12-07-2022
أخبار
تملك موهبة الكلمة التي تحمل في طياتها رسالة أدبية اجتماعية. تملك الجرأة بطرح التابوهات الاجتماعية.
ركزت أعمالها الكتابية من أجل المرأة، فكتبت بحدة وعنف ضد الرجل العربي.
إنها الروائية اللبنانية الجريئة ستيفاني عويني التي لا تعترف بالخطوط الحمراء، بل إن كل ما تريد أن تكتبه، تكتبه بلا تفكير
.
أصدرت الكاتبة اللبنانية رواية جديدة مثيرة للنقد والجدل لطبيعة مواضيعها المرتبطة بالتابوهات.
عن الدين المانع للحب كتبت
تناولت الرواية قصة حب بين شخصين من دينين مختلفين، قررا أن يكتُباها بقلبين متحابين رغم الإعتراضات والرفض اللذين شكلا حجرة عثرة في حياة العاشقين.
سارة الشابة المسيحية أحبت محمد الشاب المسلم. لكن حبهما لم يتكلل بالزواج، والسبب بحسب بطلة الراوية "لأننا لم نتمكن من إقناع الأهل بمباركة هذا الارتباط، بل وصل رفض عائلتي لعلاقتي بمحمد إلى حد التهديد بقتلي إن لم أقطع علاقتي به".
وعلقت الكاتبة من خلال بطلة روايتها على هذا الموضوع قائلة: "المرأة الشرقية عليها أن تبحث عن رجل من نفس ديانتها لكي ترتبط به، وإلا ستصبح كافرة في نظر عائلتها، كما ورد في كتيّب مجتمعها. فالطائفية متربصة في نفوس اللبنانيين حدّ الهلاك."
ما زال الزواج بين أتباع الديانات المختلفة غير مقبول في مجتمعنا، بحيث يواجه مشاكل كثيرة، قد تصل إلى القتل أحياناً، في حال تزوج المسلم بمسيحية، أمّا في حال تزوج المسيحي من مسلمة فهذا حرام.
فإلى متى سيبقى الدين مانعاً للحب؟
عن المثلية الجنسية كتبت
"بيروت التي تعتبر من أكثر المدن ليبرالية في المنطقة والتي كانت الأولى في العالم العربي التي تستضيف أسبوع فخر المثليين في عام 2017، بات يسيطر عليها رهاب المثلية" على حد قول الكاتبة.
وتتناول رواية "4 آب" موضوع العلاقة المثلية بجرأة لم نشهد لها مثيل في الروايات العربية. الملفت أن كل الروايات العربية التي يكون أبطالها مثليين دائماً ما تكون نهاية علاقتهما الانفصال، كجائزة ترضية يقدمها كاتب الرواية للجمهور المعارض للمثلية الجنسية، لكن الكاتبة ستيفاني عويني لم تسعى لاسترضاء أحد، بحيث كللت علاقة "يمنى" بـ "ليلى" بالديمومة.
وهاجمت الكاتبة المجتمعات العربية في روايتها حيث قالت: "أن أحب امرأة يعني أنني أعلنت حرباً على المجتمع، حيث موازين القوى فيها تميل لمصلحة الأعراف والتقاليد. أن أحب امرأة يعني أن ألصق صيتي بصيتها التصاق طابع بريد ممزق بمغلف رث مختوم بكلمات عار من الناس. أن أحب امرأة يعني أن أكون قطبة مخفية في النسيج الاجتماعي. بيد أنني سأقاتل كل ما في الوجود، وكل إنسان في الكرة الأرضية سيقف عائق أمام حبي لها، حتى أنني مستعدة أن أركل تلك الطابة الزرقاء بمن فيها من بشر لتخرج عن مسارها في الكون فقط لتصبح حالتها مثلي."
عن الطبقة السياسية المتسببة بانفجار 4 آب كتبت
تُعرف الكاتبة اللبنانية ستيفاني عويني بمعارضتها للطبقة السياسية الحاكمة التي تسببت بإهمالها بثالث أكبر انفجار في العالم بحيث دمرت العديد من بيوت اللبنانيين الذين يسكنون في العاصمة بيروت.
تقول الكاتبة في صفحات روايتها: " خطأ مميت ارتكبته السلطة حين لم تتخذ أي إجراء حيال تخزين نترات الأمونيوم بطريقة غير آمنة في منطقة سكنية.
خطأ مميت ارتكبته السلطة عندما لم تحذر أهالي بيروت من الخطر حين اندلع الحريق. كان بإمكان تحذير بسيط بأن نبتعد عن النوافذ أن ينقذ أعداداً لا يُحصى من الأرواح.... خطأ مميت ارتكبته السلطة حين أوقفت البحث عن المفقودين بعد أيام من انفجار المرفأ، في وقت كان يأمل بعض الأهالي العثور على إصبع من جثث أبنائهم.
عن المرأة العاقر كتبت
ثقافة المجتمع المحيط بالمرأة العربية تحتم أن تنجب المرأة عقب زواجها مباشرة، ويفضل لو وضعت طفلها قبل حلول عيد زواجها الأول، ولعل هذا ما كان يفرض على الكثيرات البدء في مراجعة الأطباء بعد مضي شهور قليلة على الزواج، وإن حصل وكانت هي غير القادرة على الإنجاب فيا ويلها.
ما زال في مجتمعنا العربي العقم ذنبٌ يُلازم المرأة.
تقول الكاتبة في روايتها: "الناس ينظرون إليّ نظرة شفقة، يحاسبونني على ذنب لم اقترفه. صحيح أن جسمي لا يعمل بالطريقة الصحيحة فهناك عطل فيه، لكن دوري في الحياة لا يقتصر فقط على الإنجاب.
الناس يرون في الرحم مصنعاً للأبناء، حيث يؤمنون أن النسل هو تعويذة للخلود. أما أنا، فأرى في الرحم معاداً للطبيعة حيث أُومن أن الجنين هو أُعجوبة من صنع يدي الله تعالى."
"4 آب" هي رواية جريئة تستفز القارئ، وتُحدث في داخله زلزالاً يزعزع استقراره الفكري.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار