رأى النائب بلال الحشيمي ان مشكلة تأليف الحكومات في لبنان، تتلخص بسببين رئيسيين لا ثالث لهما، الأول ذو امتداد إقليمي، ويكمن بوجود حزب مسلح يفرض هيمنته على المؤسسات والاستحقاقات الدستورية، ولا يسمح بتشكيل حكومة لا تحمي سلاحه ومشروعه الإيراني، والثاني داخلي ويكمن بوجود صهر نصب نفسه صاحب الزمان والمكان، والمرجعية النهائية في اختيار شكل ومضمون الحكومات، مستندا بذلك الى زواج المصلحة مع حزب الله ومن خلفه النظامان السوري والإيراني.
ولفت حشيمي في تصريح لـ «الأنباء» الكويتية، الى انه بدلا من ان يكون الهم اللبناني محصورا بمعالجة الانهيار عبر اجتماع القوى السياسية على كلمة سواء تساهم في منع البلاد من الوصول الى الارتطام الكبير، نرى السيد باسيل يفرض شروطه على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لحجز حصته في السلطة التنفيذية، وفي هذا دليل لا لبس فيه، على ان مقولة «ما خلونا» مجرد حجة لتبرير الفشل الذي اتى كنتيجة طبيعية لتقديم المصلحة الشخصية والعائلية على مصلحة لبنان واللبنانيين، معتبرا بمعنى آخر، انه بين ثقافة الموت والسلاح والمسيرات التي يمارسها حزب الله، وثقافة المحاصصة والدمار السياسي التي يمارسها جبران باسيل إضافة الى أحلامه الرئاسية، سقط البلد وكان سقوطه مدويا في ارجاء جهنم.
وعليه اكد الحشيمي انه في حال نجح باسيل في تعطيل مهمة الرئيس ميقاتي، فان هذا النجاح التدميري سينعكس سلبا على الانتخابات الرئاسية لا محال، وسيكون بالتالي الكرسي الرئاسي في قصر بعبدا على موعد حتمي مع الفراغ، داعيا بالتالي القوى السيادية الى توحيد صفوفها ومسارها لمواجهة الثقافتين المشار اليهما أعلاه، والاتفاق بالتالي على رئيس سيادي عروبي مستقل، قادر على استئصال الأورام التي زرعها باسيل وحليفه المسلح في جسد الدولة، علما ان ما يقال عن احتمال استملاح الرئيس عون في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته، تبقى مجرد أحلام برتقالية غير قابلة للتحقيق، لأنه عندما يصدر القرار الدولي بوجوب اخلاء القصر، سيحذو الرئيس عون لا محال حذو الرئيس السابق اميل لحود لجهة حزم امتعته الخاصة عند انتهاء ولايته، على ان يطوي لبنان بعد مغادرته، مرحلة سوداء من تاريخ الرئاسة اللبنانية.