28-06-2022
محليات
|
المركزية
– ترايسي شمعون في معراب. العنوان بحد ذاته شغل أوساط الرأي العام والمحازبين في القوات والوطنيين الأحرار. في تفاصيل الخبر المعلومات جد مقتضبة، بحيث اقتصرت على أن اللقاء الذي حصل قبل أربعة أيام في معراب جمع بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وسفيرة لبنان السابقة في الأردن ترايسي شمعون بحضور النائب ملحم الرياشي واستمر لأكثر من ساعة بعيدا من الإعلام.
وقبل أن ينطفئ وهج خبر الزيارة الأولى جاء خبر الزيارة الثانية من مقر حزب "الوطنيين الأحرار" في السوديكو ولقائها رئيس الحزب كميل دوري شمعون، فهل ما يجري يندرج في إطار خطة لم شمل العائلة الشمعونية أم إعادة صياغة لملفات وطنية جديدة؟
من انتظر موقفا أو تعليقا من إبنة العائلة الشمعونية والسفيرة السابقة الوحيدة من السلك الديبلوماسي التي تجرَّأت على الإستقالة من منصبها كسفيرة للبنان في الأردن، خاب أمله.
يقول مقربون من إبنة داني، ترايسي ،أنها لا تزال على موقفها من التزام الصمت السياسي على خلفية الخيبة التي حصدتها من العهد ورئيسه ميشال عون الذي كان يجسد لها الآمال الوطنية مجتمعة. وهي على يقين أن الشعب الذي تتلمس بدورها خيباته ووجعه من العهد سيتفهم صمتها.
لكن صمت ترايسي في العلن بدأ يترجم حراكا على الساحة السياسية. فزيارتها لمعراب ولقاؤها جعجع لم تكن عادية وشكلية بل تخللتها جولة نقاشٍ معمّقة وهي إن تحققت بمسعى من راعي اتفاق معراب النائب ملحم الرياشي إلا أن النائب كميل شمعون كان في جو تلك الزيارة بحسب مصادر مطلعة عن كثب، وقد أبدى ارتياحا لهذه الخطوة كونها تثبت المساعي التي بدأها رئيس حزب الوطنيين الأحرار السابق دوري شمعون لجهة رفضه منذ الأساس كل القرارات والأحكام التي صدرت في حق رئيس حزب القوات اللبنانية في جريمة اغتيال شقيقه داني شمعون وعائلته، كما تعزز الثقة بخيار التحالف مع القوات في الإنتخابات النيابية الأخيرة في دائرة الشوف.
يبقى الأهم، ما هي خلفيات زيارة معراب وبيت الوطنيين الأحرار في السوديكو بعد قطيعة وخصام "دفع ثمنها الريس دوري شمعون غاليا ليس من إبنة أخيه وحسب إنما أيضا من العديد من "النمور" الذين انتقلوا إلى صفوف التيار الوطني الحر".
لا تخفي المصادر أن نية السفيرة السابقة وحفيدة الرئيس الراحل كميل شمعون من هذا الحراك السياسي غير العادي الذي افتتحته بزيارة مقر رئاسة حزب القوات اللبنانية وبيت الوطنيين الأحرار هو الترشح لرئاسة الجمهورية، وهي بدأت ترسم استراتيجية خطواتها من خلال زيارتي معراب ومقر حزب الوطنيين الأحرار يقينا منها أنه من خلال كسر جدار الجفاء والجليد مع أخصام الأمس سيعبد لها الطريق نحو بعبدا.
تضيف المصادر أن أجواء اللقاء مع الدكتور سمير جعجع كانت إيجابية ومعمقة وشملت مواضيع سياسية محلية وإقليمية إنطلاقا من خبراتها كسفيرة سابقة في الأردن وصولا إلى أوجاع الشعب ومعاناته في ظل هذا العهد. وعن موقف جعجع -مرشح الجمهورية القوية- من طرح تريسي نفسها كمرشحة لرئاسة الجمهورية، تلفت المصادر إلى أن الأجواء كانت مريحة في العموم "وهذا ما يهمنا في الأساس على صعيد الوضع المسيحي بغض النظر عن الهدف الرئيسي للزيارة. والأهم أنها جاءت لتؤكد على المؤكد بأن الريس دوري كان على حق ولم يعد بمقدور أحد أن يتاجر بعد اليوم بدماء داني شمعون وعائلته".
على خط السوديكو، كانت أجواء الزيارة ولقاء أبناء العم مريحة وعائلية "بالنهاية الدم ما بيقلب مي" وعند طرح مسألة ترشحها للرئاسة أجابها النائب كميل شمعون بالمباشر" إذا أمّنتي إجماع أنا معك. أمني إجماع"!.
لا تخفي المصادر دقة خطوات إبنة البيت الشمعوني الوطني في حراكها الرئاسي "فالسفيرة السابقة تتمتع بثقافة ديبلوماسية عريقة وعلاقات عربية ودولية، لكن الوصول إلى كرسي بعبدا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان لا يتوقف على تاريخ المرشح إنما على ثقة الشعب الذي يتخبط في آتون جهنم في ظل عهد يترقب نهايته لحظة بلحظة".
ماذا بعد معراب والسوديكو؟ حراك المرشحة لرئاسة الجمهورية ترايسي شمعون بدأ والمسار طويل وقد عبّدته بزيارتين إستثنائيتين، فهل تكون الثالثة إلى دير القمر لزيارة عمها دوري؟
أبرز الأخبار