20-06-2022
مقالات مختارة
|
اينوما
ليبان صليبا
صحافي بدلبناني
بات لبنان موطن الغرائب والعجائب والتحايل على القانون والدستور بحيث لم يعد مستغرباً إيجاد وفبركة التوليفات المناسبة لتبرير خطوات هي في أساسها غير مناسبة ولا يمكن للروائيين ترجمتها في الروايات الخيالية في أعمق انخطافهم في عالم الماورائيات.
هذه الدراما اللبنانية كانت لتكون محط إعجاب أدبي لو اقتصرت على تحليلات غير قابلة للتحقيق، ولكنها لسوء حظ لبنان بذهنية بعض مسؤوليه معطوفة على سلبطة السلاح غير الشرعي اليوم تنذر بتطوّر خطير بعد ٣١ تشرين الأول من هذا العام يعيد إلى الأذهان تطوراً خطيراً سابقاً جرت مأساته قبل قليل من منتصف ليل ٢٢ أيلول ١٩٨٢ عند توقيع الرئيس الأسبق أمين الجميل مراسيم تشكيل الحكومة الإنتقالية برئاسة قائد الجيش حينها العماد ميشال عون.
السيناريو المرعب بناء على ما تقدّم يؤسس لعدة تطورات تحضيراً للمفاجأة غير السارة تعيد عقارب الساعة إلى ما قبل اتفاق الطائف ويتجاوز مسألة نزع صلاحيات رئيس الجمهورية في تشكيل حكومة ربع الساعة الأخير بابتداع وسيلة أخرى تؤكد أن المشكلة في النفوس قبل النصوص، نورد بعض التطورات تحضيراً لهذا السيناريو:
- تكليف شخصية سنية لرئاسة الحكومة.
- عرقلة التشكيل لتبقى حكومة تصريف الأعمال المشكوك بشرعيتها في استلام مهام الرئاسة.
- رفض رئيس الجمهورية المنتهية ولايته وخلفه صهره المنتهية صلاحيته تسليم شؤون البلاد لحكومة تصريف أعمال بحجة دستورية.
- إنقسام الحكومة والتحاق بعض الوزراء بولاية ممددة قسراً ويجتمعون في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية.
- إستمرار حكومة تصريف الأعمال بمن حضر وتجتمع في السرايا الحكومي فيصبح لبنان أمام شبه حكومتين مشكوك بشرعيتهما معاً.
- ينتج عن ذلك فوضى دستورية وإنقسام في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمالية والقضائية بين قصر بعبدا والسرايا الحكومي، مصحوباً بانقسام نيابي وشعبي.
- توتر وصراع سياسي قد ينجم عنهما حرب تحرير وحرب إلغاء، لن ندخل في تفاصيلهما رأفة باللبنانيين.
هذا السيناريو الذي يشكل أبغض الحرام ليس مستبعداً وليس من نسج الخيال في بلد لم يعد يعرف الحلال وشعب يرزح تحت وطأة شهوة المال والسلطة والسلاح وما زالت حقبة تاريخ أواخر ثمانينات القرن الماضي راسخة في نسيج الذاكرة وإن اختلفت الظروف فتختلف التبريرات بحسب الدستور الذي بات وجهة نظر، والرعونة التي أوصلتنا إلى اتفاق الطائف من غير المعلوم إلى أين ستأخذنا ما لم يدرك المعنيون مسؤولياتهم ويتداركوا المخاطر الآتية، وأولى المواجهات لهذا السيناريو ستجري أحداثها في الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة المقرر عقدها في بعبدا يوم الخميس المقبل.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
عون: حذّرتُ حزب الله وخائف عليه
أبرز الأخبار